الأقباط متحدون | د ."عاطف العراقي": الوضع الثقافى فى "مصر" يدعو إلى الاكتئاب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٠١ | الأحد ٣ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٣توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس حوارات وتحقيقات
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٦ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

د ."عاطف العراقي": الوضع الثقافى فى "مصر" يدعو إلى الاكتئاب

الأحد ٣ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* د. "عاطف العراقي"فى حوار خاص  لـ"الأقباط متحدون":
- يجب وضع مادة دراسية يحث محتواها على نشر ثقافة المواطنة.
- الدور الثقافى الذى تلعبه جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة قد تراجع.
- العلاقة بين الإسلام والغرب يجب أن تقوم على التفاهم والترابط العرقي والديني والثقافي.
- يجب استئصال كل فكر رجعي متطرف نجده فى وسائلنا الإعلامية.
- لا يجب زج الدين فى المعاملات اليومية.
- أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة.
- أنا ضد مصادرة أى نوع من الفكر والإبداع فى أى مجال من المجالات.
- التعليم فى "مصر" فى انهيار ولابد من اصلاحه.

 أجرت الحوار: ميرفت عياد- خاص الأقباط متحدون

"إن التنوير هو عملية خلاص الإنسان من سذاجته التي جلبها لنفسه، وذلك عن طريق استخدامه للعقل دون أن يشوِّه التعصب تفكيره، ودون أن يوجه الآخرون هذا التفكير".. هكذا قال الفيلسوف الألمانى "كانط"،  وهكذا آمن الدكتور "عاطف العراقى"- أستاذ الفلسفة العربية بكلية آداب جامعة القاهرة- هذا المفكر الذى وُلد فى الخامس عشر من نوفمبر 1935 في محافظة "الدقهلية"، وتدرَّج فى مراحل التعليم إلى أن حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة "القاهرة"، ثم عمل أستاذًا بنفس الجامعة، وله العديد من المؤلفات في مواضيع فلسفية معاصرة وتراثية، كما إنه حصل على العديد من الجوائز منها: وسام العلوم والفنون والآداب من الدرجة الأولى، جائزة الدولة التشجيعية، وجائزة الدولة للتفوق فى العلوم الإجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة، وأخيرًا حصل هذا العام على جائزة الدولة التقديرية العلوم الإجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة.   
ولأن فكر الدكتور "عاطف العراقى" يتميز بأنه فكر تنويري يحترم العقل وتبعاته، أجرينا معه هذا الحوار، وتحدثنا عن العديد من القضايا الفكرية والثقافية التى تشغل الرأى العام:  

* كيف ندعم ثقافة المواطنة فى "مصر" فى رأيك؟
هناك طرق عديدة لتدعيم ثقافة المواطنة فى "مصر"، منها الاهتمام بالكتاب المدرسى وتنقيته من كل ما يتناقض مع ثقافة المواطنة، كما يجب وضع مادة دراسية يحث محتواها على نشر ثقافة المواطنة، هذا بالإضافة إلى الدور الحيوى والهام الذى يجب أن تلعبه الهيئة العامة للكتاب لنشر وإصدار سلسلة من الكتب المبسَّطة تناقش قضايا المواطنة.

* لماذا فقدت "مصر" دورها الريادي والثقافي فى المنطقة؟
من المؤسف أن "مصر" فقدت دورها الريادي والثقافي بالمنطقة، ويرجع ذلك إلى تراجع الدور الثقافى الذى تلعبه جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة، بالإضافة إلى غلو أسعار الكتب الذى أدَّى إلى عزوف شريحة كبيرة من المجتمع المصري عن القراءة.

* هل تؤمن بمبدأ حوار الحضارات أم صدام الحضارات؟
أنا أرفض تمامًا مبدأ صدام الحضارات؛ لأن الصدام يؤدى إلى التباعد والعزلة والتنازع والقتال، خاصةً ونحن فى أمس الحاجة إلى الاستفادة من منجزات واختراعات الحضارة الغربية التى تملأ كل بيت فى "مصر"، العلاقة بين الإسلام والغرب يجب أن تقوم على التفاهم والترابط العرقي والديني والثقافي؛ لأن كل من الديانتين يتمتعان بتراث مشترك، والعديد من نقاط الالتقاء التي تزيد بشكل كبير على نقاط الابتعاد والاختلاف.

* هل هناك دور للإعلام فى تأجيج الفتن الطائفية؟
الإعلام مساهم رئيسى فى إشعال ما يُسمى بالفتن الطائفية، ولذا يجب استئصال كل فكر رجعي متطرف نجده فى وسائلنا الإعلامية، لما لهذه الوسائل من أثر بالغ وعميق على المواطن المصري، كما يجب أن يتم من خلالها نشر روح التسامح والعدل الإجتماعى، وأن نكثف البرامج التى تدور حول قضايا التنوير وإعمال العقل، بدلاً من البرامج التى تغرس روح الفتنة فى النفوس، وتتخفى تحت شعارات دينية، والدين منها براء.

* وما هو دور المثقفين للحد من الاحتقان الطائفي؟
لكى يستطيع المثقف أن يمارس دوره فى الحد من الاحتقان الطائفي، يجب أن يكون مثقفًا جادًا ويقبل الآخر مهما كان مختلفًا عنه، كما يجب أن يبتعد عن أموال دول البترول لما لها من سطوة تعوق المثقف عن ممارسة حريته فى إبداء آرائه وأفكاره.

* أيهما تفضِّل: الدولة الدينية أم الدولة المدنية؟
أنا أنادى دائمًا بإنه يجب فصل الدين عن الدولة؛ لأن الدين مبادئه خالدة وتتمع بالسمو والروحانية، أما السياسة فمبادئها متغيرة، وتؤمن بمبدأ "مكايفللى" بأن الغاية تبرر الوسيلة.

* ما رأيك فى إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية؟
أنا مع إلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية، وعدم زج الدين فى المعاملات اليومية. ولكن أطالب فى نفس الوقت بشهادة تثبت الهوية الدينية للأشخاص فى حالة الارتباط والزواج، لمنع أى تلاعب من قبل بعض الأشخاص.  

* هل تؤمن بنظرية المؤامرة التى يؤمن بها العديد من المصريين؟
أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة، هذه النظرية تذكِّرنى بطالب فاشل وساقط فى الإمتحان، وفى نفس الوقت يتهم المدرس بأنه يضطهده لذكائه ونبوغه، وأظن أن هذا المثل مفهوم.

* هل تُعجب بالأدب الساخر فى مناقشة قضايا المجتمع؟
الأدب الساخر يمثِّل صورة من صور الأدب الرمزى الذى ينقد المجتمع بنوع من الحرية، خاصةً أن سقف الحريات- سواء الدينية أو السياسية- لدى الشعوب العربية والأفريقية محدود، كما أن الشعب المصري يقبل على قراءة هذا النوع من الأدب؛ لأنه شعب خفيف الظل ويميل إلى الضحك، وإن كان قد تراجع فى ذلك هذه الأونة بسبب كثرة مشاكل المواطن اليومية.

* ما رأيك فى حالات مصادرة الفكر والإبداع التى أصبحت منتشرة فى هذه الأيام؟
أنا ضد مصادرة أى نوع من الفكر والإبداع فى أى مجال من المجالات الأدبية أو الفلسفية أو العلمية بوجه عام، فالإبداع لا يعيش فى جو مغلق.. أما الكتابات التى تطعن فى عقائد الدين طعنًا صريحًا فيجب أن تُصادر.

* هل للفلسفة دور حقيقي فى النهوض بالمجتمع؟
إن أى مجتمع متقدم له فلسفته، ففى "أمريكا" على سبيل المثال، هناك الإتجاة البرجماتى أى العملى (النفعي)، و"ألمانيا" يسودها الإتجاه الروحاني العقلي، أما فى العالم العربى فالفلسفة أصبحت مهمَّشة على الرغم من إنها أساس الفكر.

* كيف ترى ملف التعليم فى "مصر"؟
التعليم فى "مصر" فى انهيار ولابد من إصلاحه، لذلك يجب أن يتم إتخاذ عدة اجراءات منها: التدقيق فى مَن يقومون بتأليف الكتب المدرسية ووضع المواد المقررة، كما يجب إلغاء دور المدرس فى تقويم الطلبة؛ فهذا كفيل بإلغاء الدروس الخصوصية التى تعانى منها جميع الأسر المصرية.

* ما رؤيتك للوضع الثقافى فى "مصر"؟
إن الوضع الثقافى فى "مصر" لا ينبئ بالخير أو التقدُّم، وهنا يحضرنى قول الدكتور "طه حسين" فى كتابه "مستقبل الثقافة فى مصر" حين قال: "يبدو إننا فى "مصر" نهتم بكل شئ ماعدا الثقافة وقضاياها "، هذا على الرغم من أن الوضع الثقافي فى "مصر" فى أيام "طه حسين" كان أفضل مما نحن الآن. ألستِ معي فى أن الوضع يدعو إلى الاكتئاب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :