نعم الصحافة لديها أخطاء.. ولكنها لم تخلق شيئا من فراغ
أرفض التحريض علي الحرية بدعوي إساءة استخدامها

ثار الجدل خلال الفترة الماضية حول تصريحات متبادلة بين الدكتور سليم العوا المفكر الإسلامي والأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس واثارت شحنا طائفيا لامبرر له.. واتجهت أصابع الاتهام للصحافة والدور الذي قامت به باعتبارها الوسيلة الإعلامية التي نقلت جانبا من تلك الأفكار للمجتمع.. وأسهمت في نشرها علي نطاق واسع.
وفي ظل هذا الجدل.. والتلاسنات المتبادلة والتي بدأها العوا باطلاق اتهاماته العشوائية ضد الأقباط والكنيسة المصرية وهي تصريحات مسجلة ومصورة تليفزيونيا.. ثم ما قاله الأنبا بيشوي في حوارات نقلتها عنه الصحف تشخص الأبصار نحو نقابة الصحفيين والدور الذي يجب أن تقوم به لمواجهة أي ممارسات صحفية ضارة.
* سألت الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين: ما تقييمك لأداء الصحافة في تناول القضايا الطائفية؟ وهل اتجه هذا الأداء نحو الاثارة؟
- قال: الصحافة متهمة دائما بنقلها تصريحات تمس الوحدة الوطنية وهو الأمر الذي يفتح المجال للمتربصين بالصحافة لشن الحرب عليها ومن جانبي أقول: نعم هناك اخطاء ولكننا لا نخلق شيئا من فراغ.. ما من شك ان التصريحات التي أثارت العاصفة الأخيرة قد قيلت والقول بأن هذا لم يحدث هو أمر لا تسنده الحقيقة.. لأن هناك محاضرات مكتوبة وتم توزيعها قبل القائها.
* وهل يقتصر دور الصحافة علي نقل تلك التصريحات مهما كانت العواقب؟
- قال مكرم محمد أحمد: نحن كصحفيين علينا مسئولية تتمثل في الحفاظ علي الوحدة الوطنية وان نبتعد عن لغة التحريض كما يجب علي الصحافة أن تسعي إلي تقريب العناصر المتباعدة وأيضا يجب أن تقوم بالكشف عن عناصر الفتنة ولكننا أيضا لا يمكن ان نصمت علي الادعاءات التي يطلقها البعض علي غير الحقيقة والمؤسف ان دخل رجال دين الموجة الأخيرة.
* المجلس الأعلي للصحافة حذر من التناول الإعلامي المثير لقضايا الوحدة الوطنية؟
- قال مكرم محمد أحمد: لا شك ان هناك سلبيات وابرزها ان بعض الصحف لا تدقق وكثيرا ما تخطيء في بعض معالجات هذه القضية ولكن أؤكد أننا لا نعكس شيئا من فراغ.. الخطر الذي يواجه مجتمعنا قائم وموجود وهناك دعاة للفتنة يسعون إليها.. أحدهم مسلم اطلق كلاما طائشا وغير مسئول وادعي ان الاديرة بها أسلحة دون أن يكون لديه دليل يؤكد ذلك والآخر قبطي يدعي ان المسلمين ضيوف علي البلد ويتصور انه يمكن عمل محاجاة عقلية بين القرآن والإنجيل.. وهذا عمل عقيم لأن كل دين لن يتنازل لحساب دين آخر.. والعقلاء يجب أن يبحثوا عن التقريب والتجميع ونقاط الاتفاق لا الأمور المثيرة للخلاف.. النقاش في مثل هذه الأمور يجب أن يتم في حلقات مغلقة وليس للعوام التي يمكن ان تفهمه علي انه تحريض علي دينها.. كما ان أي حوار لا يصح أن يسفر عن افساد العلاقات بين المسلمين والأقباط في بلد تعايشوا فيه علي امتداد آلاف السنين ولكن ما يحدث أننا نسير وكأننا جميعا معصوبو العينين دون تفكير في المستقبل.
* هل تعتقد ان التمويل الخارجي لبعض الصحف يمكن أن يكون سببا في الاثارة؟
- قال مكرم محمد أحمد: لا استطيع ان اتحدث في هذا الموضوع أو اطلق حكما فيه أو أوجه أي اتهامات افتراضية لأنها ستكون خطيرة ولا يمكن أن نتهم بعض الصحف بأنها تمول من الخارج.
* وهل اساء الصحفيون استخدام مساحة الحرية الأوسع التي يتمتعون بها في عملهم؟
- قال مكرم محمد أحمد: لا أحد اساء استخدامها وحتي إذا وجدنا من اساء استخدامها فمن المؤكد ان هناك كثيرين قد استثمروها ولا يمكن ان نحرض علي الحرية بدعوي وجود اساءة وإذا كان البعض اساء فإننا يجب أن نضع هذا الأمر في حجمه الطبيعي وندرسه.
* نصيحة توجهها كنقيب للصحفيين لشباب الصحفيين العاملين في هذا الملف.. ماذا تقول؟
- قال مكرم محمد أحمد: أطالب الصحفي بأن يدقق وأن يعرف ان مصداقيته هي أهم ما يملك وانه إذا فقد مصداقيته فقد كل مستقبله وأن يستعد جيدا قبل أي مقابلة وان يكون في نفس مستوي المصدر الذي يستعد لسؤاله وان يعرف ان مستقبله مرتبط بقلمه.
..أنصح الصحفي أيضا بأن يدرك ان الحقيقة حمالة أوجه ولا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة وأن يؤمن بالرأي والرأي الآخر وألا يسارع بأن يكون عقائديا وأن يتعلم ويدرس ويرفع مستوي الوعي لديه قبل أن يصب نفسه في أي قالب عقائدي.

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها