الأقباط متحدون | قلب المجدلية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٣٣ | الثلاثاء ٥ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٥ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

قلب المجدلية

الثلاثاء ٥ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : عساسي عبدالحميد
لقد ظلت شفتاي تحترق لخمرة تطفئ الضمأ الساكن في أعماقي.... وبقي قلبي المرتجف يحن لأشعار لم أكن أفهمها آنذاك، وكأني بانتظار وليمة ليست كسائر الولائم، أو بترقب فجر جديد لأعانق موج أنواره وأذوب في سحر لمعانه ... لم يكن الضحك العالي يفارقني، بيد أنه كان نابعا من أعماق جافة، وكانت ابتسامتي هي الأخرى تخفي جراحا غائرة لأنها كانت تتولد من جوانب روح متعبة واهنة كئيبة،فكنت أنفرد بنفسي من حين لآخر و أختفي عن عيون الناس لأبكي بكاء حارا يخفف عني شيئا من حرقتي.
نعم، لقد كنت في الحقيقة بئرا رهيبة لا قرار لها، تتصاعد منها قهقهات تطرب سماري و ندمائي الناهلين من آنيتي، نعم، تلك المعتقة التي ناولتها لرجال عديدين بيدي هاتين، وكانت تلك القهقهات تمزق ستار السكون لتردد صداها أشباح الليل وذئاب البرية....فكان يشار إلي بالمتعجرفة المسكونة بسبعة شياطين والتي تنصح أمهات \"أورشليم\" أبنائها بالابتعاد عنها و تجنب مجالسها و أماكن سمرها، لأني كما كان يقال حية مقنعة بوجه جميل تغوي شباب اليهودية بنظراتها الساحرة وأريج عطورها و صوتها المبحوح و جدائل شعرها الفاحم كليل \" كانون \" ...
بيد أنه كان في قلبي شيء يتحرك، وقد جاء من رجه بقوته العجيبة و سقاه بمائه الحي....فتطرزت جنبات روحي بأزاهر جميلة رائعة...و ترصعت سماء قلبي بنجوم براقة لامعة، فصرت ميريام التي يطرب قلبها للحب الخالد، وتهتز أعماقها لسحر الكلمة و لا تخاف على كنوزها من السرقة أو الصدأ... مريم التي كانت عطشانة بالأمس رغم امتلاء جرارها من خمور لبنان والجليل فنهلت من ينبوع الحب والجمال حتى الارتواء، مريم التي كانت جائعة رغم الولائم العديدة فأكلت من مائدة واحدة حتى الشبع، مريم الهائمة في صحراء عطشها الموحشة فسكن قلبها تذكار رجل وحيد أهداها كل كنوز العالم وترك لها سلاما دافئا، ويقينا بجمال لا يذبل و حب لا يفنى، و ذكرى رقيقة ترفرف مع نسيمات الصباح على جنبات الوادي و تمتزج بنسائم المساء و عبير الليل لتهدهد جفونها وتسكن روحها.
نعم صرت ميريام، المولودة من جديد، ميريام التي تحدق إلى نور الشمس بعيون غير مرتجفة و يلتهب قلبها الخافق لحرارة الكلمة التي فجرها الناصري العجيب في صحرائي الرهيبة ... على تلة الجلجثة أمر \"بيلاطس البنطي\" بتثبيت لوحة فوق صليب الناصري كتب عليها هذا \"يسوع ملك اليهود\"... و على هذا القلب، قلب ميريام ثبتت لوحة نقش عليها هذا \"يسوع العجيب.... الذي غلب العالم\".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :