الأقباط متحدون | إمرأة بمئة رجل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٠٩ | الثلاثاء ٥ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٥ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

إمرأة بمئة رجل

الثلاثاء ٥ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠١: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: منير بشاي
الأخبار الآتية مؤخرا من مصر لا تسر. البلد تجلس على فوهة بركان، لم نعد تسمع أو تقرأ إلا ما يثير الغثيان.  الفتنة تطل برأسها الغاضب وهى تلعن من أيقظها، وترغى وتزبد، وتهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور.

والذين أيقظوا الفتنة رجال بشوارب ولحى ولكنهم يتصرفون مثل الصبية المارقين. يلعبون بشرار النار بينما الجو معبأ بالمتفجرات. ولا أدرى أيهما أشرف لهم أن أصفهم بالجهل أم بالحماقة. فلا أتصور أن رجالا متعلمين وعاقلين يصدقون هذا الهراء بل وأيضا يروجونه:

•    أن الكنيسة والأديرة مخازن لتكديس الأسلحة التى ينوى المسيحيون إستعمالها ضد المسلمين.
•    أن وفاء قسطنطين وكامليا أسلمتا وأن الكنيسة أجبرت الدولة على إستردادهما وحبسهما رغما عنهما فى سجون ملحقة بالأديرة.
•    أن الكنيسة أمبراطورية داخل مصر تعمل ما تشاء مستقلة عن الدولة.
•    أن أقباط مصر وعددهم ٤% من مجموع السكانبيسيطروا على ٤٠% من ثروة مصر. ويزدادون غنى بينما المسلمون يزدادون فقرا.
    وتحولت الأكاذيب إلى حقائق وخرج عشرات الآلاف من السلفيين بعد الصلاة يصرخون وأسلاماه، ويهددون أن يشعلوها نارا تحرق الأخضر واليابس، وأن يجعلوا الدماء تسيل أنهارا. واستمرت صرخاتهم تدوى إلى عنان السماء تخون أخوتهم فى الوطن وتهين رموزهم الدينية.
    وكان مشعلوا الفتنة يعزفون على قيثاراتهم بينما مصر تحترق، كما فعل نيرون بعد حرقه روما.  وحاولت أن أبحث لأرى أين عقلاء مصر؟ أين الرجال فى بلد ال ٨۰ مليون؟ ألا يوجد من عنده الجرأة والنخوة ليقف ويصحح هذه الأكاذيب ويقول للجماهير لا تصدقوا هذا الكلام؟ أخوتكم الأقباط يعانون أكثر مما تعانون وأكبر أمنية لهم أن يتساووا معكم فى الحقوق والواجبات.  هل خافوا جميعهم وهربوا؟ هل تركوا الساحة للغوغاء والجهلة والدهماء وذهبوا ليختفوا؟  وهل هذا تأييدا لنظرية "ثقافة القطيع" التى تقول أنه إذا ظهر المتطرفون فالبقية من المعتدلين إما أن ينضموا لهم أو أن يهربوا.
    وبينما أنعى غياب الرجال فى مصر. لمحت عيناى مقالا كتبته سيدة إسمها إسعاد يونس. لم أقرأ لها من قبل ولا أعرف عنها إلا أن إسمها يوحى أنها سيدة مسلمة. وأصارحكم أن هذه السيدة أعادت لى أملى المفقود. أدركت أنه إذا إختفى الرجال فإن النساء سيضطرون أن يقوموا بالعمل وبطريقة أفضل منهم . وقد أثبتت تلك السيدة أنها قادرة على فعل ما لم يفعله الرجال.

    فى مقالها بعنوان "ماسميش كامليا" المنشور فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ ۱ أكتوبر ۲٠١٠ بدأت الكاتبة بالقول:
"كامليا مين ووفاء مين وهبل إيه ده؟ مين إللى أسلمت ولا إتنصرت ولا ولعت بجاز؟ ما هذا الفراغ؟ ومظاهرات إيه وسلمونا الجثة لا دى بتعاتنا؟؟ هى أسلمت ولا لأ... أسلمت...عليا النعمة ما أسلمت... إيه كم الخيابة دى؟!!"

    وتعالوا بنا نراها ببصيرتها الثاقبة ووعيها الصادق تضع أصبعها على موضوع الداء:
"أنا مش خايفة م الصهاينة...مش خايفة م الأعداء أنا خايفة مننا... فى بعضنا... خايفة من أغبيائنا إلل بيكتروا كل يوم عن التانى"
    وأصل إلى قمة النشوة وأنا أقرأ رأيها فيما يجب أن تكون عليه العلاقة بين مسلمى مصر ومسيحييها... كلاما جميلا لم أسمعه منذ زمن طويل:
"كنت أتعرض فى بعض الأحيان أو يضعنى حظى العاثر فى طريق واحد قاعد يقول كلام عن المسلمين والمسيحيين غريب جدا...وكنت زمان أسأله إنت البعيد جبت الكلام ده منين...يقوللى ده بيقوله الشيخ العلامة والداعية اللوذعى إللى متخذ مكمنه فى جامع كده فى المهندسين...ما تسلمش عالقبطى...ما تعيدش عليه...لو شفته ماشى على رصيف دور وشك وإجرى عدى للرصيف التانى...وكلام من هذا الخبل...وأنظر له فى غل حقيقى...إنت البعيد أهطل ولا مضروب مفتاح إنجليزى فى ترتيبة مخك ولا بتهرتل تقول إيه...وما أسلمش عليه ليه؟؟...أنا أحسن منه ف إيه؟؟...إنت بتتكلم عن إبن بلدى...عن مصرى زيى...عن جارى وأخويا وصاحبى ومية فى المية حايشيل خشبتى وينزل يحل عليا ويراعى أولادى من بعدى...وأقسم بأنه فى عدة مناسبات إمتدت يدى لحذائى وأنا أخلعه من على الكرسى قائلة: قوم يا إبن ال...من قدامى قبل ماللى فى رجلى يلبس فى نافوخ أهلك."

ثم تصل السيدة إسعاد يونس لتقترح رأيها فى ما يجب أن تفعله الدولة فى مواجة الفتنة.
"أعتقد أنه آن أوان الخيرزانة...على الجميع أن يصمت تماما...ولا أود أن أكون قليلة الأدب فأقول يخرس...على السلطات المعنية فى بلدنا أن يوقفوا كل هذا العبث فورا...قانون واحد صريح قاطع باتر حاسم مغلظ العقوبة. خط أحمر شديد الكثافة...يعطى لكل مواطن على أرض هذا الوطن كل الحقوق ويطلب منه كل الواجبات العادلة المحدثة الواعية...ويفرض على كل حامل للقب مواطن أن يحترم أخيه المواطن...وإللى مش حايعرف يحترم نفسه وجاره...ويحترم مواطنته وحرية عقيدته ومساحته على أرض بلده...مالوش عازة وسطينا."

    سيدتى
    إسمحى لى أن أرفع قبعتى تحية وتقديرا لك. أنتى فى رأيى أعظم وأشجع وأفضل من مئة رجل. وإذا قررتى الترشيح لإنتخابات الرئاسة، سأكون فخورا أن أعطيكى صوتى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :