الأقباط متحدون | راعي من بيت عنيا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:١٤ | الاربعاء ٦ اكتوبر ٢٠١٠ | ٢٦ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٦٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

راعي من بيت عنيا

الاربعاء ٦ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم / عساسي عبدالحميد
كانت زهور اللوز قد تفتقت من أغصانها في ذلك الصباح وكست التلال بحلة بيضاء، وكان خرير الساقية يبعث في النفس سكينة شافية، عندما مر يسوع الناصري وأنا أرعى خرافي بمرج قريب من بيت عنيا، لقد وضعت نعاجي حملاناً جميلة في ذلك الربيع الزاهي، وهناك من وضعت حملين وثلاث فكان فرحي لا يضاهي بخراف وديعة وأنا أمسك بمزماري أناجي بعزفي همس النسيم وكركرة الجدول وحفيف الصفصاف الباكي. اتجه يسوع نحو سنديانة عتيقة على بضع خطوات مني ليجلس تحتها مسنداً ظهره على جدعها العريض وليلتف حوله التلاميذ تماماً كما تفعل خرافي معي في أويقات الظهيرة أو سويعات الأصيل عندما أهم بالعودة إلى القرية. نهضت على التو وأمسكت إناء من اللبن وهرعت نحوه لأعطيه إياه، فقد كنت أتمنى أن ألتقي بيسوع الناصري منذ مدة، فأخذ مني اللبن باسماً شاكراًَ وناوله بدوره ليوحنا الذي شرب منه وأعطاه ليعقوب وتوما ويهوذا وباقي التلاميذ، وكان يسوع آخر الشاربين وبقي نصف الإناء ممتلأ. لقد ذرت نعاجي في ذلك العام لبناً رفيعاً غزيراًَ، ومنحتنا صوفاً ناعماً وفيراً، وصنعنا جبناً وزبدة فاضت عن حاجتنا. لما أراد يسوع الانصراف ألتفت نحوي وقال، وأنا لي خراف مثلك أيها الراعي أحبها وأحرص عليها تماماً كما تصنع أنت مع خرافك، ولي أخرى من ربوع قصية يجدر بي أن أحضرها لمروجي لكي لا تبتعد عني، وأعزف لها من ألحاني العذبة كما تفعل أنت بمزمارك هذا، فأنغامك سلسة رقيقة أيها الراعي الأمين ولبن شياهك قد روانا جميعاً. صمت يسوع لبرهة وألقى بنظرة نحو الشفق الأزرق كمن يبحث عن شيء ضائع بين ثنايا الأثير ثم نظر إلي وقال، قد نعود إليك مرة أخرى أيها الراعي لنشرب معك لبن الربيع القادم تحت هذه السنديانة العتيقة وقرب هذه الينابيع وأتناول معك الجبن اللذيذ، وقد تدعوني لبيتك لأتناول العشاء مع صغارك وسوف أفعل بكل فرح إن عدت ثانية، فلتحل عليك بركة هذا المساء وليحل عليك سلامي الذي أتركه لك و أعطيك إياه كما أعطيه لتلال بيت عنيا ولكل العالم ... بعد مرور عام كامل لم يعد يسوع و أردت العزف على مزماري لكني لم أقوى على فعل ذلك، فقد كنت أدير ببصري نحو تلك السنديانة التي جلس تحتها الناصري العجيب، بيد أن ذكراه كانت حاضرة بعمق في داخلي وأنغامه كانت تتموج على مسامعي من حين لآخر لتذكرني براعي عجيب أعطى السلام وترك السلام، وعلمني كيف أعزف بإيقاع رفيع وكيف أعطي السلام للآخرين...




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :