بقلم:نشأت المصري
لقد أدمن المسلمين في مصر إظهار صور الكراهية والعنف في وجه كل مسيحي , ولكن طريقة الكراهية أو الصورة التي ينتهجها الفرد المسلم تختلف من واحد إلى آخر تبعاً للمستوى الثقافي أو نوع الثقافة.
وفي الآونة الأخيرة تجسدت هذه الكراهية بهتافات صاخبة ضد المسيحيين ورموزهم الدينية وكسروا كل أواصل الود والمواطنة المزعومة بهتافات وقذف علني ببشعات الشتائم ضد رموز الكنيسة وقياداتها, والسبب وراء هذا كم كبير من الكراهية بات محفوراً في نفوس كثير من الدعاة ودكاترة الفقه والسنة وأرباب التعليم الإسلامي في مصر كالأستاذ سليم العوا والنجار وخلافه, وخلافه من الدعاة والمتدينين المتأسلمين.
تارة ينادون بعودة أخواتهم في الإسلام فارضين أنهن أسلمن ويطالبون بهن .
وتارة أخرى يدعون أن أحد القيادات المسيحية أساء للإسلام , كلها أسباب واهية غير مقنعة, وتارة بسبب أشياء في وجهة نظهرهم مستفزة للمسلمين أو بمعنى آخر المتأسلمين ويقول المثل العامي " حمار النصراني غرق المركب".
والجدير بالذكر أن أماكن اندلاع الفتن هي أكبر المدن رقي وثقافة وحضارة في مصر كالقاهرة والإسكندرية, ومن منابر أكبر المؤسسات الدينية الإسلامية حجماً ورقياً.
صور الكراهية
هناك صور عديدة ووسائل مختلفة تترجم الكراهية والبغضاء من إخوتنا المسلمين في مصر ومنها:ـ
• تضيق الخناق على المسيحيين في مصر ومحاصرتهم بألوان متعددة وممنهجة من المظاهر الإسلامية والممارسات المتطرفة للمسلمين المتشددين في كل مكان, فالمسيحي لا يفوق من الهوس الديني المتفشي في كل مكان, فتجد منقبات وملتحين ولا يمكن لأي مسيحي أن يتعامل مع أحدهم أو حتى إطالة النظر إليه فهذا استفزاز لأخيه المسلم, ولا يستطيع أن يصم آذانه عن السماع القهري للقرآن والحديث, والمواعظ التي تبث روح الكراهية من شيوخ معروفين وغير معروفين, حتى وسائل الأعلام الحكومية والغير حكومية تجبر المسيحي على السماع لآيات الذكر بالقوة, وأيضا لا يستطيع المسيحي أن ينتقد سياسة التعليم والتي تجبره على دراسة كل ما هو إسلامي وإن لم يجاوب بروح المسلم بل بروح المتأسلم فلا يأخذ درجات ويمكن أن يرسب في الامتحان, أسماء الشوارع ولافتات المحلات التجارية والملصقات على السيارات جميعها إسلامية والكثير منها عدوانية, وجميعها وسائل فرض الإسلام عنوة على المسيحيين في مصر.
• التمييز العنصري الواضح في كل المصالح الحكومية وأقسام الشرطة والمحاكم والمستشفيات  والمتاجر والمخابز حتى البائعين المتجولين يخضعون لهذه المنظومة.
• التمييز العنصري في الانخراط السياسي فالمسيحي صوته بلا أهمية بل ترشيحه أيضاً غير مقبول لا شكلاً ولا موضوعاً, يحتاج للكوتة لكي يتمثل في المجالس النيابية, حظه في العمل السياسي أقل من المرآة المسلمة, بل وصل الأمر في الأماكن التي بها عدد مسيحيين كبير إجبارهم على الإدلاء لمرشح معين باستعمال وسائل البلطجة والتي أصبحت الآن سمة من سمات الانتخابات في مصر وأساس تطبيقها أولاً كان على المسيحيين .
• بناء جامع أو زاوية بجوار أي كنيسة في مصر, واستعمال أكبر طاقة صوتية للشوشرة على الكنيسة من خلال الجامع.
• حتى المثقفين عندما يحكمون في موضوع طائفي يحكمون من مطلق إسلامي بحت, فيقهرون حق المسيحي وكأن المسيحي حتى لو كان قيادة مسيحية أو ممن تأتمنهم الكنيسة على تعليم أبنائها شئون دينهم ليس لهم الحق في التعليم المقارن بأي صورة من صور التعليم والذي في الغالب يكون مغلقاً على الأستاذ وطالب العلم.
• الحساسية المفرطة لأخوتنا المسلمين ممن ينتهجون حريات في بلادهم فيقومون بأي عمل فيه رد فعل للمنهج الإرهابي للمتأسلمين والوهابيين فيعتبرون هذا الفعل مسيء للإسلام فيدفع ثمنه مسيحيي مصر الأبرياء من شجب ومظاهرات وشعارات كلها تلهب المجتمع وتبث الرعب في قلوب المسيحيين المصريين, منادين بالنقمة من العمل في شخص المسيحي في مصر.
• التدخل البغيض في خصوصيات المسيحيات سواء كن متزوجات أو فتيات أو قاصرات وكأنهن مستهدفين من المتأسلمين فيخطفون البعض ويجبرون البعض على الإسلام,ويغرون البعض جنسياً, ويشيعون الأكاذيب على البعض منهن, وفي هذه المسألة أنا لي رأي : يجب أن ترجع جلسات النصح والإرشاد لمن يرغب في ترك دينه سواء الإسلامي أو المسيحي حتى يتأكد المجتمع بكامله أنه ترك دينه عن رغبته في الدين الآخر دون قهر أو تحفيز أو بإحدى وسائل الترغيب, فتقر لجنة النصح والإرشاد إسلامه أو تنصره.
• ضياع حق كل متميز أو متفوق أو مجتهد من المسيحيين سواء في حياته العلمية والدراسية أو حياته العملية فالمسيحي يعمل ويجتهد فيأخذ نتاج عمله أخيه المسلم, وفي كل هذا لا يستطيع أن يصرخ أو يطالب بحقه فيتصدى له قيادات أمن الدولة فتكون نهايته بتهمة مثيري الفتن وهذا ما دفع ومازال يدفع المسيحيين للهجرة والبحث عن ملاذ آمن.
• تخاذل القضاء أمام جميع القضايا تقريباً والتي فيها سفك لأرواح أخوتنا وأبنائنا المسيحيين في مصر فلا يوجد قاضي عادل أو حكم عادل في هذه القضايا.
• وآخر المطاف فتنة طائفية الرب يعلم نهايتها والآمن في مصر يقف موقف المتفرج ولا يحرك ساكن, والطامة الكبرى أن رئيس البلاد يطالب الحكماء والمثقفين لوضع حل للفتنة في مصر وسؤالي هنا : ألم تكن الحاكم بأمر الله في مصر؟ ألم تكن حكومتكم هي من أكثر فئات الشعب حكمة وثقافة وعلم؟ أم أن حكمكم العادل ضد الأسلمة القهرية لأرض مصر وشعبها لا تريد أن تخرجه أنت من فمك وتريد آخر يتولى هذا عنكم وعن حكومتكم.

تعاليم المسيحية " المحبة" بكافة مناهجها وألوانها ونحن لا نتخلى أبداً عن وصية المحبة والتي هي أقصر الطرق للملكوت, وها نحن نحب كل مسلم وكل متأسلم بل كل ماسك سلاح ضد المسيحيين في مصر, بل نحب من يهجونا ويشتمنا فنباركه, ولكن طلبي الوحيد من أخوتي المسلمين :
لا تجبرونا على محبتكم على منهج
 أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا لمن يسيء إليكم
فيجب أن نحبكم على منهج
أحب قريبك كنفسك
وأنتم أقرب الأقرباء فجميعنا يجمعنا وطن واحد هو
مصر