كتب : ماجد سمير
نجحت وزارة التربية والتعليم في التفوق على شعار "الفقرة دي إتصورت ..لو قلت ذيع ها نذيع " الشعار الذي اشتهر به الفنان الجميل إبراهيم نصر في برنامج الكاميرا الخفية الناجح جدا وصاحب أعلى المشاهدة خلال تسعينات القرن الماضي، فالفنان الجميل دائما ما يأخذ رأي المشاهد – بعد المقلب – في فكرة الإذاعة من عدمه وهو الأمر الذي تفتقده الوزارة المعنية بحشو عقول وأدمغة أبنائنا من" كي جي تو" حتى الثانوية الهامة فالوزارة الموقرة تتعامل مع الطلبة وأولياء الأمور وأيضا المدرسين على أساس أنها صاحبة الوحي الألهي بشكل حصري وأن أحلام السيد الوزير أوامر واجبة النفاذ بلا أدنى نقاش على الجميع من طلبة لأولياء لمدرسين ، وأصبح الشعار الجديد الفقرة اتذاعت وعليك رزع رأسك في أقرب حائط ولكن برفق لأننا لانحث على العنف كما أن منظر الدم غير مناسب للسلامة النفسية للتلاميذ.
وزارة التربية والتعليم سبق وأن أطلقت عليها التربية "والتعليب" موضحا أن يوم صدور قرار من قبل حكومة ما بعد يوليو 1952 بتغيير اسمها القديم من وزارة المعارف أصيب صحاب اقتراح الاسم الجديد ببرد شديد صاحبه زكام مزمن سد فتحتي انفه وكنم نفسه تماما فنطق كلمة التعليم "التعليب" ومن لحظتها بدأت عملية الحشر والحشو على مدار عقود متتالية - زادت عن نصف قرن - طبقا لنظرية المحشي لصاحبتها ومبتكرتها "الست أم العربي " أشهر بائعة بذنجان وكوسة وكرنب وكل مايصلح لطبخ "المحشي" في سوق الجيزة القديمة
الجديد في قدرات الوزارة كان الدخول في انتاج برنامج مقالب يقدمه أولي الأمر يتم تنفذه بمنتهى الحرفية على كل من له علاقة تعاون معها من قريب أو من بعيد، بدأت بصراع إضافة العشر درجات للمجمع الكلي لشهادة الثانوية العامة وما اعقبه من مواجهات بين الأهالي والوزارة وإصرار الوزارة على التنفيذ رغم علم الوزير ورجالاته ان حضور الطلبة اليوم الدراسي ليس أكثر من مضيعة للوقت وأن الدرجات العشر مكنت المدرسين أكثر من رقاب الطلاب وباتت فرصة لا تعوض لممارسة المزيد من الضغط عليهم وخضوعهم للدروس الخصوصية وبعد أن الغى رئيس الوزراء قرار الدرجات أصرت الوزارة على استمرار الطلبة للحضور من أجل لاشىء إلا المزيد من إضاعة الوقت ، بعدها قررت الوزارة المبلحة شن حرب على "السناتر" الخاصة بالدروس الخصوصية دون اعداد بديل لتلقي الطلبة للعلم كأن صفر مريم العام الماضي يعد ليكون صفر الشعب هذا العام وبنجاح ساحق
وجاءت الفقرة التالية لبقية صفوف الدراسة خاصة الابتدائية تغير طرق واسلبو امتحان النصف الأول من الدراسة قبل موعده بثلاثة اسابيع فقط دون أي تدريب أو تدريب لا للطلبة ولا للمدرسين ويبدو أن الوزارة فهمت أخيرا أن التعليم مصر عمل شديد الكئلبة فقررت إضفاء ترفية وتسلية بإضفاء حلقات كاميرا التعليم الخفية تحت رعاية وزارة التربية والتعليب .