كتب : ماجد سمير
حكى لي والدي أن أحد وزراء الصحة في عصر الرئيس الراحل أنور السادات ظهر على شاشة التليفزون المصري يتحدث بحماس منقطع النظير عن خطورة التدخين الشديدة على الصحة ، الوزير المعني بصحة "القطر" من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه يعلن عن غضبه الشديد من المدخنين مع حرصه على تدخين سيجارة باستمتاع شديد يظهر بوضوح شديد على ملامح وجهه فور خروج الدخان من فتحتي أنفه بكثافة ملحوظة، تتسق الصورة الذهنية المكونة بداخلي عن قصة الوزير والتدخين مع قرار تشكيل "تحالف دعم المسعل" وإعلان التعبئة العامة والدعوة لشراكة دائمة مع كل شركات انتاج الدخان المختلفة لإعلان الحرب على التدخين في العالم
لفت نظري الإعلان وصور تكاتف شركات انتاج السجائر والمسعل ودخان الغليون وأبهرتني فكرة تشكيل تحالف محارية التدخين في العالم من أجل عالم أكثر نقاءا وجو صالح للحياة وبيئة بلا دخان أو تلوث، التحالف المذكور برئاسة "بفرة لاند" وبمشاركة شركات "عقب وسبارس " وأيضا "حجر وشيشة وفحمة " فضلا عن احتمالات قبول عضوية أعضاء جدد في اي وقت حسب ارتفاع نسبة النيكوتين لديهم.
التحالف المزعوم انقذ تجارة الدخان في العالم من حرب شعواء؛ فتجار المسعل يرون ان منتجهم يقدم نوع خاص من الدخان يتم غسله بالمياه طوال فترة التدخين لضمان نقاءه، مع استمرار صدور أصوات متصلة مع " الكركرة" لتسلية المدخن؛ فتصبح العملية تكييف وتسلية في وخدمة شديدة الامتياز، أما صناع السجائر يرون أن السيجارة المنتج الأكثر مبيعا كما أن حملها سهل وبسيط وكذلك تدخينها لا يقل سهولة عن طريقة حملها ولا تتطلب اعداد وتغيير مياه واشعال فحم وتهوية وبقية الطقوس الخاصة بمصاحبة تدخين المعسل، اما"البايب" أو الغليون المنتج المتعالي صاحب المقام الرفيع دخان خاص اسمه " أنفورا" يرى منتجوه أنه الأعظم والأرقى في العالم والتاريخ
ساد القلق في كل جوانب صناعة منتجات "النيكوتين" والتبغ في العالم خوفا من احتدام الصراع بين قوى التدخين المختلفة حتى ظهر "تحالف قوى المعسل" وهو الأسم الذي اتفقت عليه كل القوى المشاركة في الحملة المزعومة لمحاربة التدخين في العالم .
الحقيقة ربما تكون خطة خبيثة من صناع الخمور خدعوا بها تجار الدخان والمتخصصين في شئون الكيف لتدبيسهم في حرب قد تنهي عليهم ليخلوا الجو لأبناء وأحفاد جوني ووكر وبقية الخامورجية في العالم لأن فكرة محاربة التدخين عن طريق صناعه ، وقهره وهزيمتة والإنهاء على شره من العالم عن طريقهم بالتحديد دون غيرهم قد يراها البعض كالتطعيم دائما يستخرج من نوع الميكروب المسبب للمرض، وربما تبدو فكرة خزعبلية وغير منطقية لكنها قد تصل في النهاية إلى جملة الفنان الكوميدي أحمد بدير الشهيرة التي قالها بالهجة الصعيدية في مسرحية ريا وسكينة " الـ 2 خلصوا على بعض" .