سبيل افضل لعرض قضايانا ( 5)- التوثيق
بقلم : القس لوقا راضى
هل تعرف اسماء شهداء الكشح ؟ عددهم ؟ قصصهم ؟ كيف استشهداو ؟
هل تعرف من هم شهداء نجع حمادى ؟او شهداء صنبو ؟ ومت كان الحدث ؟
هل هناك شهداء ابطال اقباط مصريين دفعوا دمائهم فى حروب دفاعا عن مصر مثال حرب اكتوبر العظيمة ؟
هل يوجد اقباط ساهموا فى نهضة بلادهم العلمية والثقافية والاقتصادية والتعليمية والفكرية ؟ من هم ؟
ما هى اهم الاحداث التى مررت بالاقباط خلال الخمسين عاما الاخيرة ؟
بعد قرن من الان .... هل لنا ان نتخيل شاب فالعشرين من عمره يريد ان يطلع على احداث القرن الماضى والحالى ... من اين سيستقى معلومات موثوق ؟ هل لنا ان نترك لهم تاريخا حقيقى غير مدسوس ولا مختلق ..
هذه كانت مجرد مقدمة عن الجزء الخامس من موضوع سبيل افضل لعرض قضايانا الا وهو التوثيق ..
أهمية التوثيق :.....
لا يخفى على الجميع ما للتوثيق من أهمية كبرى ، إذ أن الوثائق سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة لها دورها البناء سواء في استكشاف العيوب أو استقطاب الأفكار ، أو على الأقل ... تسجيل الوقائع بامانه للحفظ .
ونحن كأقباط لنا تاريخنا وحضارتنا ، لم نكن لنتعرف على تلك الحضارة وذلك التاريخ لولا التوثيق الذي ظهر منذ بداية القرن الاول الميلادى وحتى عصرنا الحاضر
انظر للجهد المبذول لخروج كتاب تاريخ البطاركة لساويرس ابن المقفع للنور او كتابات الاسقف يوحنا النيقوسى عن تاريخ الاقباط....
إذن فالتوثيق هو جزء من كيان كبير ناقل لثقافة الشعوب ، وحضارة جيل ، وجهد شعب ، وحديثنا هنا عن توثيق الاحداث الحياتية والكنسية والمجتمعية التى تمر بنا .. لان اهميتها لا فقط للاجيال الحالية بل ايضا للاجيال القادمة.. ليتعرفوا علينا عن قرب ..وان كانوا لن يستطيعوا ان يروا ويشاهدوا ما دار بنا الان . على الاقل يكون لهم حق متابعة تلك الاحداث من خلال عيون ذهنهم.. التى ستقرا تلك الاحداث. ومن خلالها يستفدوا مما جرى ... وايضا يقصوا على ابنائهم ما حدث لاجدادهم ....
وانا ساستعير مقدمة كتاب الاقباط وطنية وتاريخ للراهب القمص انطونيوس الانطونى حين قال فى مقدمة كتابه :..
عاشت المسيحية فى مصر فى جو ساده الاضطراب والقلق . ولا غرابة ان راينا الكتاب والمورخين اخذوا فى سرد تاريخها .
وهذا مما يؤسف ان شعب مصر لم يعرف تاريخ العلاقات بين الاقباط والمسلمين فى العصور السابقة الامن خلال الاقاصيصىوالحوادث التى شوهتها الاحقاد القديمة. ونقلها . او بالغ فيها .اناس لم يعتمدوا على المنطق السليم فى تفكيرهم .انتهى ..
من اجل تعالوا نتعرف على انواع التوثيق ..
أنواع التوثيق :
1-توثيق كتابي ( كتابة )..من خلال كتابه القصص والكتب وتسجيل الاحداث الحياتية .
2- توثيق مصور صوراً فوتوغرافية . من خلال الكاميرات الديجتيل الرقمية ...
3- توثيق كتابي مدعوما ًبالصور الفوتوغرافية . وهو دمج للحالتين الاولى والثانية معا وهو افضل بالتاكيد لان التوثيق يكون على درجة من الدقة افضل
4- توثيق مصور صوراً متحركة ( بالفيديو ) . يصحبه تعليق صوتي .مدقق يسجل الاحداث بامانه بلا اضافة او عاطفة ..
5- توثيق مصور صوراً متحركة ( بالفيديو ) . يصحبه تعليق نصي . مثال الافلام الوثائقية . او الافلام الحوارية مع معاصرى الحدث..
6- توثيق كتابي يصاحبه عينات وقرائن مثل القطع الأثرية والمخطوطات أو العينات الجيولوجية او غيرها.
مثال حى للتوثيق ...
+ القديس لوقا الانجيلى كاتب بشارة لوقا وسفر الاعمال كان القديس لوقا الانجيلى من اعظم الموثقيين انظر الى مقدمة انجيل لوقا وانظر الى سفر الاعمال وكيف وثق للاحداث مع الاباء الرسل .....
+ القديس يوليوس الأقفهصي الشهيد هو "كاتب سير الشهداء".
ولد القديس يوليوس في مدينة أقفهص (البهنسا الآن) في القرن الثالث للميلاد ، وكان من الصفوة الحاكمة غنيًا واسع النفوذ لدى السلطات الرومانية حتى أنه كان صديقًا لأرمانيوس والي الإسكندرية. اهتم القديس يوليوس الأقفهصي بتسجيل سير الشهداء. وكان القديس يوليوس الأقفهصي يبعث برسله إلى جميع المدن المصرية، لييكتبوا عن حياة الشهداء من المصادر الرئيسية من الذين قتلهم الرومان الوثنيين وعما لاقوه من عذاب ، ولم يكتفى القديس يوليوس الأقفهصي بكتابة سير الشهداء والقديسين بل كلف رسله بأن يعتنوا بأجسادهم بعد نيلهم إكليل الشهاد ة ، ومن ثم يقدموا تقارير عما شاهدوه وسمعوه.
وبعد أن تصله السير فكان يوليوس يكتب السير بأسلوبه للقصص التي يرويها له كتابه، ثم يعطيها لخدامه ليكتبوا منها عددًا من النسخ. وقد حفظه الرب حتى يهتم بأجساد الشهداء وتسجيل سيرهم. كان يوليوس محبًا لخدمة الجميع، خاصة الغرباء والمساكين والأرامل.
اليوم ونحن نقرا السنكسار كل يوم بالكنيسة ندين الى هذا القديس العظيم بدين عظيم انه حفظ لنا تاريخ ابائنا القديسن ..تخيل ان لم يكن هذا القديس قد قام بهذا الجهد الهائل من اين لنا ان نتعرف على سير الابرار والشهداء والقديسين ؟
اعتقد ان الرب اختار هذا الطوباوى ليحمى لنا تراثا مملؤ عطرا نقتدى به الان ونفرح ونسر به .
لننظر ونتعلم من القديس يوليوس الاقفهصى ومنهجه العملى للتوثيق ...
اولا .. اهتم بتوثيق سير القديسين ...
ما احوجنا اخوتى للاهتمام لا من اجل النشر بل من اجل حفظ السيرة . وحفظ الحق . نحتاج الى مهتمين بالسرد الدقيق والتفصيلى للاحداث.. والتى ارى انها كثيرة ولابد من متابعتها وتدوينها .
ثانيا ..كان القديس يبعث برسله الى كل مكان ..
كون القديس فريق يعمل عمل جماعى . للبحث والتقصى والاستعلام . لنقل الحقائق كاملة دون تحريف او تجريف .. هل لنا ان نكون فريقا واحد او اكثر يسجل بامانه كل الاشياء لا من وجه نظره بل من جهه الحقيقة فقط .
ثالثا..ثالثا كلف رسله بالاعتناء بالقديسن وتكفين اجسادهم .. ما اعظمك رجل . لولاك ما كنا استمتعنا بالبركات التى ناخذها من رفات هولاء الاباء لولاك يا سيدى لما كنا نظرنا اجسادهم وصلينا واقامنا التماجيد ما احوجنا للاعتناء ايضا بالقديسين الذين سفكوا حياتهم الان ايضا .
رابعا .. كانوا رسله يقدمون تقاريرهم لهم وهو هنا يماثل سيده حين ارسل الرسل ولما رجعوا حدثوه بكل ما فعلوا .. وللتقارير اهمية كبرى ولها فن لابد ان نتعلمه ونحن بصدد.. كتابة تاريخ ..
ومن هنا وجب على ان اشكر كل الذين يساهمون فى تسجيل الاحداث التى تمر بنا
واتذكر امثلة للتوثيق على سبيل المثال لا الحصر الاستاذ عزت اندراوس وموسوعة تاريخ الاقباط
والاستاذ وليم ويصا والتوثيق عن الكشح والذى اتمنى ان راى التوثيقات هذه بلغات متتعددة لا بلغة او اثنين فقط ..
اعتقد اننا بحاجه ماسه الان لثوثيق الاحداث كاملة كشهود على العصر واتمنى ان نرى يوما موقع او اكثر قد اخذوا على عاتقهم ان يوثقوا لنا الاحداث فالفترة الماضية ..
كنت اتابع تقرير الحالة الدينية فى مصر والصادر من الاهرام وعلى الرغم من وجود تحفظات من عددين على التقرير لكنه كان مستندا عملى وجهد رائع للتوثيق
اعتقد ان هذا الامر لابد من طرحه للنقاش الفعال الهادى وان تفرد له ندوات ومساحات من النقاش لان تاريخ الامم لا يترك للعابثين به بل للمدقيين ..
وانا فى انتظار من القراء الاعزاء ارسال قصص حدثت معهم او مع ذويهم او معارفهم . تكون بمثابة تاريخ لنا ولا ولا دنا ...
الى اللقاء فالمقال القادم
الرب معكم
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :