كتب – محرر الأقباط متحدون
كان ممثل كوميدي إنجليزي ومخرج أفلام صامتة، حيث كان أشهر نجوم الأفلام في العالم قبل نهاية الحرب العالمية الأولى، وقد استمر بالنجاح حتى في عصر السينما الناطقة.

في ذكرى رحيله في الخامس والعشرون من ديسمبر 1977، نتحدث عن تشارلي تشابلن رجل ترك أثرًا مميزًا في هذا العالم، استطاع أن يرسم بسمة على وجوه الملايين دون كلمة واحدة، أمضى 75 سنة من حياته في مجال الترفيه، حتى في سنة 1915، بعدما خربت الحرب العالمية الكوميديا، بقي تشارلي تشابلن يمارس مهنته حتى بعد 25 سنة خلال فترة الكساد الكبير وصعود أدولف هتلر. وكان لا يصدق أن شخصًا قادر في تلك الفترة على الترفيه عن نفوس الناس، وقال عنه جورج برنارد شو: "أنه العبقري الوحيد الذي خرج من الصناعة السينمائية".

انفصال والداه وهو في عمر الثالثة
ولد تشارلز سبنسر تشابلين يوم 16 أبريل 1889، في لندن، وكان والداه يعملان بقاعة موسيقى تقليدية، حيث والده مغنيًا وممثلاً وكذا والدته، وقد انفصل والداه قبل أن يبلغ تشابلين سن الثالثة، وعاش مع أمه وأخيه من الأم سيدني.

وفاة والده ونقل أمه إلى مصحة عقلية وهو يتربى في ملجأ للفقراء
كان والده مدمن على شرب الكحول، وعلاقته مع ابنه سطحية، وتوفي جراء تشمع الكبد بينما كان تشابلن يبلغ من العمر 13 عامًا، سنة 1901.

وبعدها عانت الأم من أمراض جسدية وكذا نفسية وتم نقلها إلى مصحة عقلية وتربى الطفل في ملجأ للفقراء في لامبث جنوب لندن.

ثم أنتقل تشابلين إلى الولايات المتحدة برفقة مجموعة فريد كارنو بين سنتي 1910 و1912، وبعد خمسة أشهر عاد لإنجلترا.

زيجاته:
تزوج تشابلن أربع مرات، كان أولهم من فتاة في السادسة عشر من عمرها بعدما أدعت أنها حامل منه لتجبره على الزواج بها، وكانت فترة زواجه منها فترة كساد في أعماله.

زواجه برفقية العمر التي تصغره بأكثر من 30 عام وإنجاب 8 أولاد منها
ثم أختتم زيجاته بالزواج من أونيل ابنة الكاتب المسرحي الشهير "أوجين أونيل" الذي لم يوافق على هذا الزواج، لأنه كان يعتقد بأن ابنته سوف تلاقي مع الرجل المزواج شارلي شابلن، مصير زوجاته السابقات، ولأن ابنته لم تكن تبلغ من العمر سوى 18 سنة، بينما كان شابلن في سن الـ 54، ولكن توقعات الاب اونيل لم تكن في محلها، لان ابنته آوانا بقيت زوجة للرجل الساخر مدى الحياة، وبعدما انجبت له ثمانية أطفال، غالبًا ما كان يردد هذه العبارة: "أنه لأمر رائع أن يكون لك أولاد، أنهم يردونك إلى الشباب"!

وفي حوار دار بينهما قال لها تشابلن
- لقد تجاوزت أكثر من نصف عمري، ولم يبقى أمامي الكثير ، أريد أن أتزوجك لأعلمك كيف تعيشين ، وتعلميني كيف أموت.

فأجابته: لا يا شارلي، ستعيش طويلاً وسأكون معك لتجعلني إمرأة حكيمة، وأنا سأجعل منك رجلاً دائم الشباب.

منعه من دخول أمريكا: لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها يسوع المسيح
تم اتهامه من قبل "مكتب التحقيقات الفيدرالية" الأميركية بأنه شيوعي، ومنع من الدخول إلى أميركا، ودخلها قبيل نهاية حياته لطلبه لتكريمه في جائزة الأوسكار، ودخلها مع زوجته الشابة أونا، وهو يبكي وقال: لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها يسوع المسيح.

أول أعماله:
أشهر أدواره هو المتشرد أو الصعلوك، وهو أول دور قام به مع استديوهات كيستون في فيلم سباقات سيارات الأطفال في فينيس سنة 1914، والفيلم القصير عشرين دقيقة من الحب، وبعد ذلك فقد قام بكتابة وإخراج معظم أفلامه، بداية من سنة 1916 انطلق في الإنتاج.

أما بداية من سنة 1918 فقد عول على ألحانه في موسيقى أفلامه، وفي سنة 1919 شارك صحبة ماري بيكفورد، دوغلاس فايربانكس ود.و غريفيث بإنشاء يونايتد آرتيستس.

اعتلائه المسرح في عمر الخامسة
اعتلى تشارلي خشبة المسرح لأول مرة عندما كان في الخامسة من العمر،حيث قام بالأداء في مسرح الموسيقى في عام 1894 م بدلا عن أمه. وكان أثناء طفولته قد اضطر للبقاء في الفراش لأسابيع نتيجة لمرض خطير أصابه، وكانت والدته عندما يحل الليل تجلس بالقرب من النافذة وتمثل له ما يدور في الخارج.

من أقواله
كل ما أحتاجه لصناعة كوميديا "منتزه، شرطي، وفتاة جميلة".

أنا لا أزال على حالة واحدة ،حالة واحدة فقط، وهي أن أكون كوميديًا، فهذا يجعلني في منصب أكبر من السياسي.

بعد تمثيله لشخصية هتلر في فيلم الدكتاتور العظيم (The Great Dictator) قال: مستعد أن أفعل أي شيء لأعرف ما رأي هتلر في هذا.

لا يوجد لدي أي حاجة في أمريكا بعد الآن، لن أعود لأمريكا ولو ظهر فيها يسوع المسيح.

الكلمات رخيصة، أكبر شيء تستطيع قوله هو (feel)!

يوم بدون سخرية هو يوم ضائع.

جوائز الأوسكار التي حصل عليها:
تلقى شارلي شابلن خلال مسيرته الفنية ثلاث جوائز أوسكار، سنتي 1972 و 1973، والثالثة التي تمت سرقتها سنة 1929، ولها قيمة مادية ومعنوية خاصة لأنها تؤرخ لانطلاق جوائز الأوسكار.

وفاته:
توفي شابلن سنة 1977 عن سن يناهز 88 عامًا، في مساء الرابع والعشرين من ديسمبر، حيث كان بمنزله في سويسرا مليئًا بأبنائه واصدقائه، وتركهم ليأوي إلى فراشه تاركًا الباب مفتوحًا كي يشاركهم أفراحهم بعيد الميلاد وفي الصباح عندما ذهبوا ليهنئوه بالعيد كان شارلي شابلن قد غادر الحياة، بعد ثمان وثمانين سنة مفعمة بالعمل، والكفاح مانحا ملايين البشر السعادة خلال أكثر من ثمانين فيلمًا.

وكان تشيعة نسيج من الخيال فشيع بحضور أكثر من 20 رئيس دولة كجنازة رسمية، وحضر جنازته أكثر من 30 مليون شخص وهم يرفعون صوره وهم يبكون.