الأقباط متحدون | "يعقوب صنوع".. اليهودي الوطني وأبو المسرح المصري
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٠:٥٧ | الاثنين ١١ اكتوبر ٢٠١٠ | ١ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"يعقوب صنوع".. اليهودي الوطني وأبو المسرح المصري

الاثنين ١١ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: عوض بسيط
 هذه صفحة من تاريخ "مصر"؛ تتنازع ما بين أيدٍ تريد طمسها، وأخرى تمسح عنها غبار الزمن وتجاهل مقصود، هي صفحة "حسن ومرقص وكوهين"، عندما كانت "مصر" أمـًا للدنيا بحق، لا تفرق بين الأديان، من بين سطور هذه الصفحة يسطع اسم "يعقوب صنوع"، رائد المسرح المصري وأبيه الروحي.

موهبة مبكرة
 في 15 أبريل 1839، كان ميلاد "يعقوب صنوع" الذي كان والده يعمل في خدمة الأمير "يكن" حفيد "محمد علي"، درس "يعقوب" التوراة والإنجيل والقـرآن، ولم يكن قد أتم عامه الرابع عشر بعد، كما كان يجيد كتابة الشعر، ولما علم والده -"روفائيل صنوع"- بموهبته، وكان يعمل بخدمة الأمير "أحمد يكن" حفيد "محمد علي"، طلب من ابنه تأليف قصيدة في مدح الأمير، وبالفعل ألقاها الفتى الموهوب أمام الأمير في عيد ميلاده، الذي من شدة إعجابه بموهبة الفتى قرر أن يرعاه بشكل خاص، فأرسله لاحقـًا في عام 1853إلى "إيطاليا" ليتعلم الأدب والفنون هناك لمدة ثلاث سنوات، عاد بعدها "يعقوب" ليجد الأمير قد تُوفيَّ، ثم تُوفيَّ بعده والده، فعمل في التدريس لأبناء الخديوي، حيث كان يُدَّرِس لهم اللغات والعلوم الأوروبية والتصوير والموسيقى.

 ثم عُيِّن في عام 1868 مدرسـًا في مدرسة الفنون والصناعات في "القاهرة"، وقام بكتابة وترجمة العديد من الكتب الأدبية بلغات مختلفة، فقد كان يتقن أحد عشرة لغة!

مسرح مصري
 أراد "يعقوب" تأسيس مسرح مصري على غرار ما درسه وشاهده في "إيطاليا"، فيقول في مذكراته التي أوردها "سليمان الحكيم" في كتابه ""يهود ولكن مصريون": "ولد مسرحي على منصة مقهى موسيقي كبير في الهواء الطلق، قائم في وسط حديقتنا الجميلة، حديقة الأزبكية بـ"القاهرة"، وفي تلك الحقبة، أي في سنة 1870 كانت فرقة فرنسية مجيدة من الموسيقيين والمغنيين والممثلين، وفرقة مسرحية إيطالية ممتازة تقدمان للأوربيين من أهل "القاهرة" أطيب متعة، وشهدت جميع ما قدمه هذا المقهى الموسيقي، فإن الفرنسية والإيطالية لغتان أحببتهما حبـًا جمـًا، وقد درست كبار كٌُتابهما المسرحيين، وهل ينبغي أن أعترف؟ نعم.. إن الفصول الهزلية القصيرة، والمسرحيات الكوميدية، والتمثيليات الغنائية، والمآسي التي أداها الممثلون على هذا المسرح هي التي أوحت لي فكرة تأسيس مسرحي العربي".

الخديوي وتعدد الزوجات والحرية!
 بعد أن حصل "صنوع" على موافقة الخديوي "إسماعيل" على تأسيس المسرح، نجح نجاحـًا باهرًا حتى جذب الجماهير المصرية إلى أول مسرح وطني، بل جذب الخديوي نفسه حتى دعاه للتمثيل على مسرحه الخاص بسراي "قصر النيل"، فقدم هناك ثلاث مسرحيات؛ الأولى هي "البنت العصرية"، والثانية "غندور مصر" اللتين ما أن شاهدهما الخديوي حتى قال له: "إنك "مولييرنا" المصري، وسيظل اسمك ساطعـًا في تاريخ مسرحنا"، ولكن انقلب الخديوي بعد مشاهدة المسرحية الثالثة وهي "الضرتين"؛ حيث كانت تهاجم تعدد الزوجات، وتظهره كمصدر الشقاق والجرائم في العائلات، وهو ما أغضب الخديوي، فتوقف "صنوع" عن عرضها بعد فترة قصيرة، إلا أن عرضه لمسرحية "الوطن والحرية" قلب الخديوي عليه تمامـًا، لأنه رأى فيها مساسـًا بحاشيته وحكومته، ومعارضة لسياسته، فقام بإغلاق مسرحه ثم نفاه إلى "باريس".

في المنفى
 واصل "موليير مصر" انتقاده للسلطة من منفاه الرومانسي، فأصدر عدة صحف ومجلات تنتقد سياسة الخديوي، منها "أبو نظارة"، وكذلك "أبو زمارة" و"الثرثارة المصرية"، وظل على نشاطه إلى أن تُوفيَّ في عام 1912 في "باريس"، ويحسب له تأسيسه للمسرح الوطني المصري، وكذلك ريادته في الصحافة الساخرة، وفن الكاريكاتير السياسي.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :