الأقباط متحدون | التغيير قانون كونيّ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٥٤ | الثلاثاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٥ | ١٩ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٩١ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

التغيير قانون كونيّ

الثلاثاء ٢٩ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٤: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم دكتور رءوف هندي
الخلـود ليس من سمة عالم الـوجود فالـمتغـيّرهو الثابت الوحيد في الكون أما الثبات فهو قاتل للتطـور  الإنساني فكل شئ في عالم الوجود له فترة صلاحية مثل الدواءإذا إنتهت فترة صلاحيتة يصبح بعـدها عديم الجدوى بل تناوله قد يسبب ضرراوفتكا وهذاهو قانون الموجودات ليس هـناك مايصلح لكل زمان ومكان وهذا يتناسق تماما مع التطور العضوي والحضاري للتاريخ الإنساني منذ آلاف السـنين بدءً من ظهور العائلة واتحادها ثم اتحاد القبيلة واتحاد المدينة ثم نشأة الدولة وقيام الامة فالعالم الإنساني شئنا أوأبينا في عملية نموونضوج مستمر منذ بدء الخليقة ستجبرنا في نهاية المطاف على الإعتراف بوحدة العلاقات الإنسانية وشمولها وإذاتأملنا برويّة هذا التقدم المذهل الذي احدثته ثورة الإتصالات التكنولجية العالمية وماأحدثته من تغييرات هائلة في الفكر والمفاهيم والثوابـت التي كان مجرد الأقـتراب منها من شبه المستحيلات نراها ثـورة ثقافية عالمية النطاق ستمهد الطريق وتفتح المجال لظهورحضارة جديدة سوف يستقبلها  العالم الإنساني نستطيع ان نطلق عليها حضارة كوكبة الجنس البشري .    

        ولذا فإن مايجري حولنا من تغييرات مذهلة وسريعة في سلوك وفـكرالبشر يحتّم علينا الإسراع بإعادة ترتيب أحوال الأسرة الدولية في جميع المناحي السياسية والإجتماعية والإقتصادية والروحية وهذا لن يأتي إلا بنظرة جديدة للعالم مدركين كـبشر وقادة ومفـكرين وفلاسفة أن التغـيير قانون الوجود الكونـيّ وان التطورالإنساني أحد أبرزوأهم سمات عالم الوجود ويفتح آفاقا جديدة من المعرفةوالوعي الإنساني وفي رأيي ان مانراه الآن من إضطراب شديد في احوال العالم الإنساني هو نتاج طبيعي لمرحلة الهدم والبناءوهي مرحلة يفرضها التطورالعضوي والفكري للجنس البشري ولكن لايزال الإنسان لايدرك ولا يعي أن هذه المرحلة ضرورية بل وحتـمية لتهيـئة الأرض لإستقـبال حضارة إنسانــية جـديدة تتـماشى وتتناغم مع ماوصلت إليه البشرية من مفاهيم ورؤى أبدعتها ثورة الإتصالات العالمية حيث باتَ الكون وطنا صغيرا والبشرسكانه هي مرحلة ورغم آلامها ستحلق بالبشرية في الاخيرنحو آفاق أرحب وأوسع واجم

ل ولذا فإن الوعي العالمي بهذا المنظوربشقيه البناء والهدم سيقربنا وبشدة نحو الصورة الطبيعية المألوفة لهذا الكوكب بلونيه الأزرق والأبيض الذي يسبح في فضاء فسيح لامتناهي فيـعكس لنا صورة تخبرنا بجوهرنا كعالـم واحد على أرض واحدة غنيّ بالتعـدد والـتنوع ولذا فعلينا أن نفهم ونعي حركة التطور التاريخي الإنساني فنحن في مرحلة هدم كل الفكرالعتيق المحنّـط في توابيـت الماضي السحيق الظلامي والذي بات خارج دائرة ومعطيات الزمن الحقيقي وبات غير قادربل وعاجزعن تلبية طموحات وأمال العصر الجديد الذي بزغَ كنتيجة حتمية للتطور العضوي والعلمي والفكري للعالم البشري وهذا قانـون الموجودات منذ الاول الذي لأاول له ولذا فأنا عكس الكثيرين في  نظرتي التي دوما مصحوبة بالأمل والتفاؤل ففي رأيي ان الأضطرابات الراهنة والظروف المفجعه التي تمر بها الشئون الإنسانية حاليا هي مرحلة طبيعية من مراحل التطور العضوي والفكري لتهيئة أرض مابعد مرحلة الهدم  الذي يقود حتما في النهاية إلى بناء جديد ونظم جديد حوهره وعماده وحدة الجنس البشريّ ضـمن نـظام إجتماعي واحد وعالم واحد ووطن واحد تزول فيه السدود والحدود عالم واحـد حدوده هذا الـكوكـب الأرضي فلقد مرَّ الجنس البشري بمراحل من التطور تشبه المراحل التي تصاحب عادة عهد الطفولة والحداثة في حياة الفرد وهاهو الآن يمربمرحلة عاصفة من سنوات المراهقة ويقترب من سن الرشد والبلوغ يستوعب فيها حقيقة التغيير الحتمي كقانون إنساني عالمي النطاق

والأثر وسوف يظهروعي جديد بفكر جديد لمفهوم المواطنة العالميـة التي هو نتيجة حتمية للتطور الفكري والعلمي والروحـي والثقافي للجنس البشريّ ففي جميع انحاء العالم تسعى الآن طاقات فكرية وإنسانية هائلة إلى التعبـير  عن نظرة جديدة للعالم للحد من الصراعات والمحـن الدمار الذي باتَ يـهدد كل جزء من المعــمورة  دون إستثناء هنالك نبضات متعـاظمة  منادية بالتحول في الفكر والتغيير في المنهج والرؤى ويجـب إستغلالها وتوظيفها في القضاء والتغلب على كل العـقبات أمام تـحقـيق مستقـبل أفـضل وأرقى للعالـم   البشـري ولابد من وجود إرادة عالمية تحفزها رؤية تُـجسد إزدهار ورفاهيـة العالم الإنساني.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :