الأقباط متحدون | حرية الآخر هى قاسم حريتي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٢٣ | الاربعاء ١٣ اكتوبر ٢٠١٠ | ٣ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

حرية الآخر هى قاسم حريتي

الاربعاء ١٣ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ميرفت عياد
أُقيمت مسابقة فى الرياضيات باحدى المدارس وكان هناك ولد ذكى يربح الجائزة باستمرار.. ولكن فى مرة من المرات أخطأ هذا الولد فى عملية حسابية بسيطة.. مما أدى إلى أن نال زميله الجائزة بدلاً عنه.. وعندما ذهب الولد إلى المنزل، أخبر والدته عن خسارته فى المسابقة.. لأنه أخطأ فى حل تلك المسألة الرياضية.. فتعجبت الأم جدًا؛ لأنها مسألة بسيطة، وسألته لماذا خسر الجائزة؟ وعن كيفية أخطاءه فى مثل هذه الحسبة البسيطة.. أجاب الولد قائلا لأمه: لقد رأيت زميلي يذهب فى كل مرة إلى بيته حزينًا لأنه لم ينل فى أى مرة من المرات أى جائزة .. بينما أنا نلت جوائز كثيرة؛ فأخطأت عمدًا حتى أعطيه فرصة لنوال الجائزة هذه المرة بدلاً مني.. وهنا ربتت الأم على كتف ابنها.. وحيَّته على محبته وعطاءه للآخرين..

 ومن هذه القصة البسيطة يتضح لنا كيف تكون المحبة وقبول الآخر.. مهما تباين عني فى الجنس أو اللون أو العرق أو المستوى الإجتماعي أو الثقافي أو غير ذلك من أمور.. فالآخر بالنسبة لى هو صمام الأمان الذى يحميني من الشعور بالوحدة.. وهذه الوحدة هى السبب الرئيسي والجوهري لشعور الإنسان بالاكتئاب الذى أصبح آفة هذا العصر المادي الذى فقد الإنسان فيه الكثير من علاقاته الإجتماعية.. وأصبح متمحورًا حول ذاته؛  فأخذت تكبر وتتضخم إلى درجة جعلته يعجز أن يرى سواها.. ولا يحب غيرها.. وهذا ما جعل الإنسان لا يهتم.. أو يفكر.. أو يتقبل الآخر.

وإنى أدعو أي إنسان أن يختلف أو يتفق.. أن يتنافس أو يتعادى .. أن يتصادق أو يتحاور.. أن يفعل أى شئ بشرط ألا يلغى وجود الآخر.. أن يحافظ كل منا على الآخر؛ لأن حفظ الذات هو من حفظ الآخر.. حقًا إن معرفة الآخر مطلب حضاري وثقافي وإنساني وأساسي لوجودنا وكينونتنا.. ولكننا للأسف حكمنا على الآخر حكمًا قاسيًا دون أن نترك له حرية الشهادة عن نفسه.. ونسينا أن حرية الآخر هى قاسم حريتي.. وأن وجود الآخر هو سر وجودى.. وقبول الآخر  هو قبول لذاتي.. لأننى بالنسبة له آخر..

وإنى أتساءل: لماذا أرفض الآخر أو أقلل من شأنه.. أو أعاديه، وهذا الآخر هو الذى يلبي لي طلباتي.. هو الذى يعينني فى هذه الحياة.. هو الذى يوفِّر لي متطلباتي.. هو الذى أبث إليه شكواي.. هو الذى يقف بجانبي فى الأزمات.. هو الذى يساعدني فى الوصول إلى أهدافي.. فالحقيقة أن قبول الآخر ينبع من قبول الذات. أما إحساس الإنسان بالنقص أو الدونية هو الذى يجعله فى كثير من الأحيان يعلِّق أسباب فشله على شماعة الآخر.. وبالتالى يكرهه.. ويرفض وجوده.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :