مايكل بوزنر":
- هناك شراكة قوية بين "الولايات المتحدة الأمريكية" و"مصر"
- نحاول أن نخلق مناخـًا ديمقراطيـًا تنعم به حرية الصحافة
- يجب على الحكومة الحزم في مواجهة أي نوع من أنواع الاضطرابات الدينية
- نهتم أن تكون الانتخابات حرة وعادلة وأن تكون هناك شفافية
- تم عقد 18 اجتماعـًا مع المنظمات الأهلية في "الولايات المتحدة الأمريكية" لمناقشة عملية التفرقة الدينية ضد المسلمين والمجتمعات الخاصة بالمهاجرين
- مهمة التفاهم والتسامح الديني وظيفتنا ولا نفضل دينـًا على الآخر
- طالبنا الحكومة برفع حالة الطوارئ وأن يحل محلها قانون مكافحة الإرهاب
كتب: جوزيف فكري– الأقباط متحدون :
عقد "مايكل بوزنر" مساعد وزير الخارجية لشئون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال، مؤتمرًا صحفيـًا بالسفارة الأمريكية بـ"القاهرة"، وتعد هذه هي الزيارة الثانية له إلى "مصر"، حيث كان قد زارها من قبل في يناير الماضي.
وأشار "مايكل بوزنر" إلى عدد من النقاط الهامة أبرزها هو التحاور الاستراتيجي بين "الولايات المتحدة الأمريكية" و"مصر"، وأكد على أن هناك شراكة قوية بين البلدين.
وقال: "نحن نناقش عددًا من الموضوعات المشتركة، ونقوم بتبادل الأهداف في مجال الاقتصاد والسياسة؛ فالتعاون والزيارات جزء من مبادرات حكومة "أوباما"، والالتزام بالعمل في عدد من الموضوعات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، وخاصة بحقوق الإنسان، مؤكدًا على الالتزام بالتعاون مع الدول الرئيسية والتعاون مع منظمات العمل المدني الخاصة بحقوق الإنسان".
وأضاف لقد اجتمعنا في "مصر" العام الماضي بهذه المنظمات، وأكدنا على ضرورة الالتزام بمعايير حقوق الإنسان، وأنه يجب أن تلتزم به كل الحكومات بما فيها الحكومة الأمريكية، وبحلول نوفمبر القادم سوف يكون هناك اجتماع خاص بمجلس حقوق الإنسان بـ"الأمم المتحدة"، وسوف تشارك فيه الحكومة الأمريكية، وقد شاركت فيه الحكومة المصرية في العام الماضي، وكان هناك تقرير خاص بذلك.
وأشار "مايكل بوزنر" إلى أن "أمريكا" تعتقد اعتقادًا كبيرًا بأن التغيير ينبع من المجتمع، وأنه من المستحيل أن تقوم بفرضه من خارج المجتمع، لكن فقط نحن نحاول أن نخلق مناخـًا ديقراطيـًا تعني به حرية الصحافة، ونرحب بعملية مراقبة المنظمات الأهلية للحكومة، ويجب أن تكون هناك شفافية ومساءلة للحكومة، ونحن أيضـًا نود أن نقوم بتعديل أي نوع من البنود الخاصة بالقانون التي تحد من حرية المنظمات الاهلية، كما نركز على أهمية الصحافة خاصة في هذه الفترة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
وأوضح أننا نهتم أن تكون الانتخابات حرة وعادلة، وأن تكون هناك حقوق متوفرة للاشتراك في الانتخابات، وأن يُسمح للمراقبين بأن يقوموا بمراقبة الانتخابات من حيث نزاهتها، وأنه يجب أن يكون هناك مراسلون محليون ودوليون.
وتابع نحن نتابع بمزيد من الاهتمام التحديات التي تفرضها المشكلات الخاصة بالمسلمين والمسيحيين، فهناك بعض الجرائم التي تم وقعت وقد قمنا بمناقشتها، ونحن نشكر الحكومة على أن هناك عملية متابعة قانونية وتجريم لهذا النوع من الممارسات، ولكن يجب على الحكومة أن تحاول وبحزم أن تمنع أي نوع من أنواع الاضطرابات الدينية.
وفي إجابته على بعض الأسئلة أوضح "مايكل بوزنر"أنه بالنسبة للمراقبين المحليين والدوليين في الانتخابات فالحكومة الأمريكية تطالب بأن تكون هناك شفافية، وأن يتم السماح للمراقبين المحليين والدوليين بمراقبة نزاهة الانتخابات، وقال إن هذا ليس أمرًا فريدًا في "مصر"، ولكن كل حكومة عادة ما تسمح بعملية انتخابات عادلة، ومن الجائز أن تحدث خلال هذه العملية بعض الاضطرابات، ونحن نقوم بمناقشة هذه المطالب بشكل مستمر مع حكومة "مصر"، وقد قمنا بمراقبة انتخابات الشورى وكانت هناك بعض المشاكل التي قمنا بمناقشتها مع الحكومة المصرية.
موضحـًا أن وجود المراقبين الدوليين يكمل وجود المراقبين المحليين، ولكن لا أعتقد أن وجودهم يجب أن يكون في الدول حديثة العهد بمجال الديمقراطية؛ فنحن في "الولايات المتحدة الأمريكية" نرحب بالمراقبين الدوليين، وأعتقد أن وجود المراقبين الدوليين هو ممارسة صحية، فالمراقبين سواء محليين أو دوليين يجب أن تدعمهم الحكومة وتعترف بدورهم وأن تقدم لهم الأوراق المناسبة، حتى تتيح لهم زيارة كل اللجان الخاصة بالانتخابات؛ سواء في أماكن التصويت أو في أماكن فرز الأصوات، ونحن نفضل وجود المراقبين الدوليين أثناء الانتخابات في "مصر".
وأضلف أنه قبل الانتخابات سوف نستمر في دعم عدد من المنظمات الأهلية والمنظمات الداعمة للديمقراطية، خاصة المنظمات التي تقوم بدعم السلام من خلال مكتبنا التابع لوزارة الخارجية، وتقديم الدعم والتعاون مع المنظمات كي تعمل بحرية، فإننا في الشرق الأوسط ومختلف دول العالم ندعم ونشجع منظمات حقوق الإنسان.
الإعلام وحرية الصحافة والانتخابات
وعن دور الإعلام أوضح "مايكل بوزنر" أنه خلال الست سنوات الماضية رأينا نوعـًا من الاضطراب في السماح للإعلام بممارسة دوره، وهناك بعض الصحف الخاصة والقنوات الخاصة، وهناك أيضـًا بعض الممارسات "الغير مستحبة" في إغلاق بعض الصحف، وقد لاحظنا أن هناك بعض الأصوات التي ظهرت لتنتقد العملية الانتخابية، ولكننا نلاحظ بشكل واسع عملية الانتخابات، ولقد خاطبنا الحكومة المصرية بأننا نرغب في أن يقوم كل حزب بالتعبير عن رأيه، وأن نسمح للصحافة والإعلام بأن يقوما بدورهما، مضيفـًا: نحن نعتمد حرية الاجتماع وحرية الصحافة، وذلك من أجل تحقيق مجتمع تعم فيه الديمقراطية المستدامة.
التفرقة العنصرية واستخدام العنف
كما أكد "مايكل" على أنه كان هناك 18 اجتماعـًا مع المنظمات الأهلية في "الولايات المتحدة الأمريكية"؛ لمناقشة عملية التفرقة الدينية ضد المسلمين والمجتمعات الخاصة بالمهاجرين، ولقد تحدثنا في الموضوعات الخاصة بالأمن والتفرقة العنصرية، وقمنا بجمع كل الآراء الناقدة والملاحظات من كل الجهات في تقرير.
وقال "مايكل" نحن جادون في مجال التقليل من المبالغة في استخدام العنف من قِبل الجهات الحكومية، واستخدام العنف أثناء عملية الاستجواب، ونحن نحاول أن نقوم بتحسين السياسات الخاصة بالاعتقال في "باكستان"، هذه الأمور ليست بالأمور السهلة، وهي تحديات نحاول أن نتعامل معها.
دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان
ثم تحدث "مايكل بوزنر" عن دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان فقال إن الحكومة الأمريكية واضحة جدًا بخصوص هذا الدعم، مما يتم انعكاسه في عدد من الجهود الخاصة في مجال الدبلوماسية الأمريكية، ومن وجهة نظري كمسئول أمريكي فإن هناك الكثير من الجهود المتوقعة خلال التسعة أشهر القادمة، وكان هناك دائمـًا اعتراف بأهمية برامج حقوق الإنسان وحماية الديمقراطية، ولكن أعتقد أن هذه سوف تتزايد في المستقبل أيضـًا.
موضحـًا أننا نلتزم بتطبيق معايير حقوق الإنسان في "الولايات المتحدة الأمريكية"، كما أن وزيرة الخارجية السيدة "هيلاري كلينتون" قالت: "إننا يجب أن نكون القدوة التي يُحتذى بها في هذا المجال".
التوتر الديني والديانات الخاصة بالعرقيات
وأشار "مايكل بوزنر" إلى أن كل المجتمعات -بما فيها المجتمع الأمريكي- يجافيها هذا النوع من الموضوعات الخاصة بالتفرقة وبعض مشكلات الديانات الخاصة بالعرقيات، وكما رأينا القس الذي كان يحاول أن يدعو لحرق القرآن الكريم، واصفـًا هذه الأمور بـ"المعتادة"، وأن هذا ليس بالأمر الغريب والفريد الخاص بـ"مصر"، ولكن كل حكومة يجب أن تلتزم ببذل قصارى الجهد على المستوى المحلي؛ وذلك للحد من هذا النوع من التوتر وخلق مناخ يمكن به للحكومة أن تقود عملية التسامح الديني والتعايش السلمي.
مؤكدًا لقد قمت بزيارة في يناير الماضي، وتزامن ذلك مع ما حدث في "نجع حمادي"، وأعتقد أن الحكومة المصرية مثل أي حكومة أخرى يجب أن تلتزم ببذل قصارى الجهد لتقليل هذا النوع من التوتر في المجتمع، لقد خططت لأزور "مصر" وكنت مهتم بأمر التوتر الديني بين المسيحيين والمسلمين، وأعتقد أن مهمة التناغم والتسامح الديني وظيفتنا، وأننا لا نفضل دينـًا على الآخر.. بل الهدف هو الحرية.
قانون الطوارئ
وتحدث "مايكل بوزنر" عن قانون الطوارئ فقال: فيما يخص حالة الطوارئ؛ لقد قمنا بطرح هذا الأمر، وطالبنا الحكومة برفع حالة الطوارئ وأن يحل محلها قانون مكافحة الإرهاب.
كما أكد "مايكل" على أنه في الأيام الماضية قمنا بمناقشات بنَّاءة جدًا مع المسئولين في وزارتي الداخلية والخارجية المصرية، ونحن لا نتفق في كل الأوقات، ولكن الأصدقاء والشركاء يحتاجون لأن يكونوا صادقين مع بعضهم البعض فيما يخص نقاط الاختلاف، وهذا جزء من علاقتنا الاستراتيجية مع الحكومة المصرية.