الأقباط متحدون | فتيات غزة حائرات بين دعوات التحرر والإلتزام بقوانين حماس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٧ | الخميس ١٤ اكتوبر ٢٠١٠ | ٤ بابه ش ١٧٢٧ | العدد ٢١٧٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

فتيات غزة حائرات بين دعوات التحرر والإلتزام بقوانين حماس

كتبت :نسمة حمتو - ايلاف | الخميس ١٤ اكتوبر ٢٠١٠ - ٥٢: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

تعيش الكثير من الفتيات في قطاع غزة حالة من الحيرة، بسبب التناقضات الموجودة في القطاع، فبينما يواجهن في بعض الأحيان قوانين الإلتزام بلباس محددة ومواصفات محددة، تتمرد أخريات على كل القوانين ويمارسهن حياتهن بحرية.

رغم محاولات الحكومة المقالة في قطاع غزة، لفرض الزي الإسلامي على الفتيات حتى بطرق غير مباشرة، ودون إقرار قوانين علنية بهذا الشأن، إلا أن الكثير من الفتيات لا زلن يعشن مرحلة التحرر رغم المضايقات الكثيرة التي يواجهنها، ومحاولات إلزامهن بلباس محدد.
ويعتقد البعض أن الحرية الشخصية في غزة بدت "على شفا حفرة من النار" بعد أن عَملت حركة حماس في غزة على ضبط الأمن بشكل أكبر. إيلاف" ألقت الضوء على قضية الزي الإسلامي في غزة وشروط التعامل معه.  

قوانين مجحفة
رولا عبد العال, طالبة تدرس الحقوق في جامعة الأزهر بغزة, تحدثت عن رأيها في فرض زي إسلامي على الفتيات لتقول:"حركة حماس اتخذت هذه الخطوة منذ البداية مع طالبات الثانوية لكنها لم تجد تجاوب كبير في الشارع الغزي", معتقدةً أن حماس لا تستطيع فرض هذه السياسة على شعب بأكمله.
وأضافت:"نحن لا نعيش وحدنا في هذا العالم ولسنا مسلمين فقط فهناك عدد كبير من المسيحيين ومن غير المنطق إلزامهم بالحجاب", متسائلة:"لماذا نضع أنفسنا في قائمة الممنوع واللا ممنوع  في غزة".

وتَرى الفتاة العشرينية أن حماس في الوقت الحالي أضعف من وضع قوانين تفرض الزي الإسلامي على المرأة, مستطردة:"لا يعني أنني أرتدي بنطالاً ضيق ولا أضع على رأسي حجاب أنني لستُ مسلمة أو أنني لا أعلاف بالعادات والتقاليد الموجودة في المجتمع".

وزادت بعد أن بدت معالم الغضب تظهر على ملامحها:"قد أرتدي جلباب واسع وحجاب طويل كما يطلب مني البعض لكن أحمل في داخلي أفكار سوداء لا معنى لها فأين الحكمة في ذلك؟", لافتةً إلى أن الحكومة في غزة ليس لها الحق في فرض زي إسلامي معين على الفتيات.
وفي سؤالها عن رأيها في فرض بعض القرارات التي تعمل على تقييد الحرية الشخصية لدى بعض الفتيات, أجابت:"أعتقد أننا نعرف الصح من الخطأ في عصرنا هذا فالطفل الصغير الآن يخاف على مصلحة إخوته أكثر من غيره".

وأكثر ما يثير غضب رولا بعض القوانين التي اعتبرتها مجحفة بحق الفتيات بالذات وتعمل على فرض التفرقة العنصرية بينهم وبين الشباب, مضيفة:"لماذا لا يحاولوا فرض هكذا أمور على الشباب مثلاً نحن لا نعيش في غابة".

حرية شخصية

أما هديل الشوا فترى أن بعض القرارات التي تفرضها الحكومة في غزة صحيحة والبعض الأخر منها خاطئ, معتبرةً فرض لباس معين على الفتيات في غزة  يدخل في حدود الاعتداء على الحريات الشخصية.
وأضافت:"لكن في المقابل قراراتهم تعمل على ضبط الأمن في ظل موجة الفساد الكبيرة داخل البلد", ذاكرةً أنها لا ترتدي الحجاب وأهلها يعلمون بذلك وهم متفهمين لرغباتها.

وتساءلت:"إذا كان الأهل متوافقين مع أرائي وأفكاري لما يعترضوا عليها هل لا تتوافق مع مصالحهم الشخصية؟", ذاكرةً أن العالم بدأ يتطور ويتحرر من هذه الأفكار في الوقت الحالي.
وفي ردها على وجهة نظرها في الزي الإسلامي أجابت:"لا أحد يستطيع أن يفرض عليا قرارات خاصة بحريتي الشخصية".

حجاب ولكن ..؟
نور المدهون, وهي طالبة في الجامعة الإسلامية بغزة, كانت لها وجهة نظر تختلف عن سابقاتها, تقول نور وهي مستوى ثالث تخصص هندسة معمارية:"الفتيات في غزة بحاجة إلى رقابة من قبل الأهل وإلى توعية دينية سواء في الجامعة أو في المنزل", موضحةً أن الكثير من الفتيات في غزة يخرجن بمظهر غير لائق مع عادات وتقاليد الشعب الفلسطيني.

وأضافت:"في بعض الأحيان أرى بعض الفتيات يرتدين لباس تقشعر له الأبدان مما يدفعني كفتاة لإطلاق بعض العبارات المهينة لهم", وتساءلت:"أنا كفتاة لا أقبل بهذه المظاهر فما بالك بالشباب ونظراتهم".
واستشهدت بقوله تعالى:" يا أيها النبي قل لنسائك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبيهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين", مستدركة:"لا أقصد بالزي الإسلامي الجلباب فقط هناك بعض الألبسة الواسعة لا تعمل على تفصيل الجسم".
ولفتت إلى أنها تلمس تلك المعاناة في بعض التعليقات على موقع "الفيس بوك" لشباب من غزة يصفون مدى بشاعة هذه الألبسة.

وفي سؤالها عن مدى توافقها مع فكرة إلزام هؤلاء الفتيات بزي قد يكون من وجهة نظرها محترم أجابت:"من باب عدم التحيز فانا في جميع الأحوال لا انتمي لحركة حماس لكن إلزامها الفتيات بزي محتشم هو ما كان الواجب فعله منذ زمن", مؤكدةً أن قلة الوعي الديني والإهمال من قبل الوالدين ظهرت نتائجه على مظاهر الفتيات المسلمات.

المواطن الشاب مصطفى المغني، يرى من جانبه، أن سيطرة حركة حماس على الشارع في غزة وضبطها للأمن بشكل غير مسبوق، أتاح الفرصة لبعض الفتيات ارتداء ما يحلو لهن من ملابس دون أي خوف أو وجل، وفسر حديثه قائلاً: "في السابق كانت الفتيات يخشين من المبالغة في التبرج خوفاً من مضايقة وتحرش الشباب بهن في ظل حالة الفوضى الأمنية، أما اليوم فإن الأمن الذي تفرضه حماس جعل من بعض الفتيات يستغلن هذه الفرصة لارتداء الملابس الغريبة عن عادات المجتمع، ليقينهن بأن أحداً من الشباب لن يجرؤ على مضايقتهن خوفاً من الملاحقة الأمنية".

لكن خالد الزهارنة، اختلف مع هذا الرأي، مشيراً إلى أن حماس لا يمكن أن تسمح بالسفور والتبرج في غزة، وهي بالتأكيد تعمل على تغيير بعض السلوكيات غير القويمة في المجتمع، لكن هذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت، خصوصاً أن العالم ينتظر أي خطوة من حماس لينقض عليها ويهاجمها بتهمة التعدي على الحريات الشخصية.

حارسة الشرع
د.ماهر السوسي نائب عميد كلية الشريعة والقانون, أكد أن ستر العورة بارتداء الزي الشرعي د فرض على كل مسلم ومسلمة، مستشهداً في ذلك بقوله تعالى"قُل للمؤمنين يغضوا مِن أَبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلِك أَزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون".
وبيّن السوسي على أن الله أمر في هذه الآية بغض البصر عما لا يحل للرجل أن يراه من عورات النساء، قائلاً:"إذا كان النظر إلى عورات النساء محرماً فهذا يعني وجوب إخفاء هذه العورات بالزي الذي يؤدي هذه المهمة".

وأضاف:"الله أمر النساء بغض البصر وحفظ الفروج؛ أي حفظ العورات وسترها، وكذلك عدم إبداء الزينة التي هي تحت الثياب، وكذلك فهي تنهى عن فعل ما يلفت انتباه الرجاء إلى زينة المرأة".
وفي معرض رده على سؤال هل من حق الحكومة في غزة إلزامهم بالاحتشام وليس بالضرورة الزي الشرعي, أجاب:"الأصل في الإسلام أن الحكومة هي حارسة الشرع، وهي ملزمة بتطبيقه بنفسها، وكذلك ملزمة بحمل الناس على تطبيق الشرع في سلوكهم وتصرفاتهم وعباداتهم" لافتاً إلى الحكومة مطالبة شرعاً بحمل الناس على تطبيق شرع الله عز وجل، وإلا فإن القائمين عليها عاصين لله تعالى.

وشدد على ذلك بالقول:"إن دعوات البعض لفرض الزي الشرعي ليست دعوات بشريه وإنما هو أمر الله تعالى، وأمر الله تعالى غير قابل للاستفتاء عليه".

حرية أكبر
وعن اعتقاد البعض أن الفتيات غير الملتزمات أصبحن يتمتعن بحرية اكبر من تلك التي كانت خلال عهد السلطة السابقة, قال:"ومع كوني أتفق معك أن هناك فئة من الفتيات غير الملتزمات، لكني لا أتفق معك على أنهن أكثر من ذي قبل، أما بالنسبة للحرية التي تتحدثين عنها، فإن هذا أمر طبيعي فحيثما يكون الأمن تكون الحرية"، مستدركاً:"العيب ليس في ذلك، لأن الحرية مطلب شرعي، ولكن الخطأ كان ممن استغلوا هذه الحرية في معصية الله تعالى".
وأضاف:"أما عن وجود غير الملتزمات في ظل حكومة حماس فهذا ما تسأل عنه حكومة حماس نفسها، وليس من المنطق أن يتكلم أحد باسم أحد".

ووجه نائب عميد كلية الشريعة والقانون رسالة للأهل والفتيات مفادها بالالتزام بأمر الله تعالى، وأداء هذا الفرض الذي كلفت به النساء، وهو فرض ستر العورة بالزي الذي قرره الشرع، متسائلاً:"أنا لا أدري لماذا ترضى أي امرأة أن تجعل من نفسها تسلية للآخرين، ومتعة لهم، وكيف تجعل نفسها بهذا الرخص، وتقلل من قيمتها عند الله تعالى وعند الناس




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :