محمود بسيوني
بتدشين الرئيس السيسي لبنك المعرفة ، تظهر مصر للمرة الاولى على خريطة مجتمع البحث العلمي الالكترونية العالمية بوجود اهم بنوك المعرفة الدولية على بوابة مصرية ، حيث تمكن البنك من التعاقد مع 25 دار نشر عالمية، وشركات متخصصة لتوفير المحتوى، من بينها كبرى المؤسسات التعليمية والبحثية في العالم، منها ناشيونال جيوجرافيك وديسكفرى وسبرنجر وكامبريدج وأكسفورد وبريتانيكا وأميرالد وطومسون رويترز، والعشرات من الناشرين».
وقعت اتفاقياته في 12 نوفمبر الماضي، على أن يبدأ العمل الفورى فى بناء البنية الرقمية أو الوعاء الإلكتروني الذى يجمع هذه المعارف من مختلف المصادر فى مكان واحد، يسهل على المستخدم الوصول إليه، ويستغرق هذا العمل التقنى مدة 8 أسابيع، حيث يتخصص هؤلاء الناشرون فى مجالات مختلفة من المعرفة، كما أن منتجاتهم تتضمن وسائط رقمية متنوعة ، وكذلك أيضا، بالنسبة للمادة المنشورة فهي عبارة عن دوريات علمية فى كافة مجالات المعرفة، كتب إلكترونية، مجلات، مناهج دراسية للتعليم الأساسي والجامعي، قواعد بيانات، محركات بحث، مكتبات رقمية للفيديو والصور وكذلك برامج للحاسبات في مجالات الرياضيات وغيرها.
ولقد صممت هذه الباقة الإلكترونية ليستفيد منها كافة أطياف المجتمع من مختلف التخصصات والاهتمامات ومختلف الأعمار، حيث يجد الباحث الأكاديمى فيها كل ما يفيده للارتقاء بالبحث العلمى، كما يجد فيها الشاب المتطلع للمعرفة أحدث ألوان المعرفة الإنسانية فى كافة المجالات.
وخلال ساعاته الاولى استقبل موقع بنك المعرفة مليونا و٨٠٠ ألف مستخدم رغم ان البث لايزال تجريبا حيث سينطلق بكامل طاقته يوم 23 يناير الجاري ، ويتكون الموقع من أربعة بوابات منفتحة على كبريات دور النشر في العالم، بوابة للباحثين، وأخرى للطلاب، وثالثة للصغار، ورابعة للذين يريدون الاطلاع عموما" .
الموقع تم تمويله بالكامل من صندوق تحيا مصر ، وهى اشارة مهمة لاهتمام الصندوق بالمشروعات العلمية والبحث العلمي بجوار الخدمات الاجتماعية التي يقدمها للمصريين ، كما ان توسيعه سيكون مرهونا بزيادة تمويله خاصة وان شراء حق عرض الكتب مجانا عبر موقع بنك المعرفة سيتكلف اموالا خاصة المراجع العلمية الحديثة في مجالات الطب والهندسة والفيزياء لأنها الاغلى عالميا ..وهو ما يحتاج لحملات جديدة للتبرع للصندوق او دعمة بحملات تبرع خاصة به ايهما يتناسب مع ظروفه .
التحية واجبة للدكتور طارق شوقي ، مستشار رئيس الجمهورية للتعليم، ورئيس المجلس التخصصي للتعليم التابع لرئاسة الجمهورية وفريقة المعاون صاحب المبادرة ، والذى عمل بدأب شديد لتحقيق الفكرة الغير مسبوقة دوليا ، خاصة وان مكتبات مثل الكونجرس وغيرها من المواقع التي تقدم الخدمة للمستخدم العالمي تشترط دفع رسوم من اجل تصفح الكتب والابحاث التي سيوفرها بنك المعرفة بالمجان للباحثين المصريين ، كما يطمح البنك المصري للمعرفة ان يكون أكبر مكتبة رقمية في العالم، لما سيحتويه من دوريات وكتب وقواعد بحث وبرمجيات ويهدف الموقع لتحسين تدريس العلوم والرياضيات، وسيسهم في تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في مباردة الرئيس الخاصة «نحو مصر تتعلم».
توفير المقررات الدراسية والابحاث العلمية في بنك المعرفة فكرة قائمة على رغبة المجتمع في التعلم ، خاصة وان المواقع العلمية تأتى في مرتبة متأخرة لاهتمامات المصريين على شبكة الانترنت ، لذلك فالتحدي لدى البنك هو جذب اعداد كبيرة من الشباب نحو محتواه العلمي وزيادة رقعه المعرفة في المجتمع ، وهى مهمة صعبه خاصة مع اهتمام الشباب المتزايد بمواقع التواصل الاجتماعي ومحتواها الغير هادف وانصرافهم عن الاهتمامات العلمية الى اهتمامات اخرى .
ويمكن اعتبار الدخول الكبير على الموقع في ساعاته الاولى بشرة خير يمكن ان نبنى عليها مجتمع معرفي على الانترنت يضم مصريين وعرب واجانب يتعاملون مع بنك المعرفة ، في مصر ستزيد رقعه المعرفة والتعلم وسينعكس ذلك على الباحثين المصريين ، عربيا ودوليا ستصبح مصر قوه معرفية هائلة تساعد على التأثير في المجتمعات العلمية العربية والعالمية ، كما ان تعاون الرئاسة وبنك المعرفة مع كبريات الشركات الموفرة للمعارف والعلوم والموسوعات ، يعطى قيمة مضافة للرئاسة ويشير بوضوح الى رؤية الرئاسة نحو الاهتمام بالعلم والعلماء على عكس الدعاية السوداء التي طالت الرئاسة والدولة المصرية خلال العقود الماضية .
العلوم المصرية تنتظر اسهامات البنك في دعمها ، وايضا الدراسين والطلبة والاطفال سيكون لهم نصيب ، بالتأكيد تأثيرات مثل هذه الفكرة ليست فورية ولكنها زراعة طويلة المدى للأمل في مستقبل أفضل لمصر الشعب و الدولة .