الأقباط متحدون | ساويـــرس ....والدولة العمــــــيقة ....
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٠١ | الاربعاء ١٣ يناير ٢٠١٦ | ٤ طوبة ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٠٦ السنة التاسعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ساويـــرس ....والدولة العمــــــيقة ....

الاربعاء ١٣ يناير ٢٠١٦ - ٤٦: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

عساسي عبدالحميد- المغرب
أن يصف  رجل الأعمال  "نجيب ساويرس"  مؤسس حزب المصريين الأحرار مؤخرا الرئيس السيسي بالنسخة المطابقة لمبارك ، فاعلموا أن تصريحات الرجل هي  ذبذبات ترمومتر خطير تنبئ بشيء ما سيقع..(...).
================

كان حزب المصريين الأحرار يراهن بقوة على الفوز برئاسة البرلمان المصري لتشكيل حكومة، وكان يراهن في ذلك على مساعدة ودعم الدولة العميقة،فهل كانت هناك كولسة ما ؟؟ (( أي عمل وراء الكواليس  )) منعت حزب ساويرس الليبرالي ذو النزعة العلمانية من الفوز برئاسة البرلمان، وبالتالي  تشكيل حكومة قد تكون منقذة لمصر من مزبلة الوهابية التي نجح النظام السعودي في إغراق المصريين فيها؟؟ فكانت النتيجة أن تنكر الملايين  لثقافة الهرم وتعلقوا بأستار الكعبة وآلهة العرب الملعونة (...)
================

 هل كانت الكولسة فعلا  بتوجيه ورعاية وتتبع من الدولة العميــــــــقة  تفاديا للتدافع الرهيب، والاصطدام مع الاسلاميين وإرضاء لهم في محاولة من النظام لمسك العصا من الوسط في اطار مقاربته الأمنية؟؟...

وهل فعلا للدولة العميقة بلوبياتها الاقتصادية و الأمنية والقضائية والدينية والفنية  كل هذه القدرة على التحكم في المشهد السياسي والمسك بمقوده؟؟  ، بما فيها اللوبي الفني   (( فالفنان في مصر كان وسيلة من الوسائل العديدة لضبط الأمن لدى عبدالناصر ومبارك و عند السيسي الذي اصطحب معه في زيارته الرسمية لألمانيا و فدا يتكون من وجوه فنية مشهورة  وفي مقدمتهم يسرا بابتسامتها المدوية ، شاهدنا تلك الوجوه  تحمل أعلام مصر وصور الرئيس وهي تلوح بأياديها  للمشاهد مرددة ملحمة " تسلم الأيادي "، وهكذا استعمل عبد الناصر شعبية أم كلثوم وعبدالوهاب و عبدالحليم للتأثير على المواطن واستدرار عطفه، وفعلها حسني مبارك عندما كان يقوم بتدشين مشاريع في شرق العوينات ومفيض  توشكي... أو عندما كان  يستقبل المستثمر السعودي الوليد بن طلال (...).

واللوبي الديني كذلك ركيزة هامة في هذه الدولة العميقة التي تقص أجنحة الأقباط و العلمانيين، فهاهو الأزهر يرفع عصيه ومساوطه في وجه البحيري و ناعوت و القمني وفي كل وجه صوت حداثي حر باسم الدين  وسط صمت مطبق لفخامة الرئيس  الذي لم ينبس ببنت شفة وهو يرى البحيري يقاد للزنزانة الباردة في حين ينعم برهامي صاحب الوجه الشبيه بالمؤخرة المشقوفة بالحرية الكاملة و هو يسب الأقباط وعقيدة الأقباط في حله وترحاله ..(...)
================

 للحاكم في مصر ((والسيسي ليس استثناء ))  تلك اليد السحرية الطويلة التي  تتقن فن الكولسة بمهارة عالية ، والأنامل الخفيفة الحركة  الشبيهة بأنامل  ساحر السيرك الذي يبهنا وهو يخرج من قبعته السوداء أرانب و حمائم بيضاء ثم يحولها في رمشة عين أمام دهشتنا واستغرابنا لسلسلة من المناديل الملونة المترابطة الطويلة، ثم يعيد قفازه الأبيض لأصابعه وينحني لنا انحناءة الجنتلمان الرائع فنصفق له بحرارة ..(...)
================

 نعم، للدولة العميـــــقة تلك اليد الطولى الضاربة والناعمة في نفس الوقت، والتي بإمكانها التحكم في طبيعة ولون المؤسسات والفرق البرلمانية والتنظيمات الحزبية والنقابية التي تخترق مفاصلها حتى وان كانت معارضة ،  وأن تعمي أعيننا بسحر الصناديق الزجاجية الشفافة التي لا يأتيها البطل من خلفها أو من قبلها بحضور مراقبين أجانب يجمعون على نزاهة الاستحقاق سواء كان بلديا أو برلمانيا أو رئاسيا أو تعديليا كتعديل ومراجعة فصل أو مادة  في الدستور ..(...)
================

 في مصر، كما في المغرب والجزائر وتونس وفي كل المدعشات والسلطنات العربومانية  تمتهن  الدولة العميقة فن الكولسة بحرفية عالية، لأنه صمام أمانها وديمومتها ومنبع المال لمافياتها ورجال أعمالها ، وتتقن مسك الخيوط من وراء الستار، الدولة العميقة المخيفة تبقى ولو بمجئ الثورات الكاذبة و فرار الحاكم للاستجارة بأستار الكعبة و أحجارها  كما فعل زين الهاربين بنعلي، تبقى جذورها غائرة في التربة العميقة  ولو بسحل الحاكم  وقتله و طمره في قبر مجهول كما صار مع صاحب الخيمة الخضراء، أو محاكمته وهو مجرور على سرير أبيض ناصع كما حدث لمبارك ...(...)
================

و في قلب دولة الخوف والرعب يسير الرئيس السيسي فوق حبل طويــــل كبهلوان السيرك المروض عاضا على شفتيه، حاملا  عصا التوازن بين يديه، و فوق رأسه فتاة رائعة الجمال اسمها مصر ، و على مدرجات السيرك ثلاثة أصناف من الجمهور صنف يتمنى لو يسقط البهلوان من أعلى الحبل  و صنف ثاني يضع يدع على قلبه و يطلق العنان لصلاة مجنحة ربانية حتى يعبر الحبل بسلام ، أما الصنف الثالث فجاء للسيرك من أجل الفرجة والترويح عن النفس ليس إلا...(...)
================

فهل فعلا ظلمت الدولة العميقة حزب ساويرس ؟؟ أم أن  نوع الكولسة الذي مارسته في تشكيل البرلمان الأخير يمكن أن نموضعه في خانة الحكامة الرشيدة والحفاظ على السلم الاجتماعي  تفاديا لتهييج عش الدبابير أو تخوير جحر الأفاعي السامة بالعصي والمراود ؟؟
 ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Assassi_64@hotmail.com

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :