من المُحرض عليها؟
بقلم : عاطف نوار
واحدة من وسائل الحوار الهمجى التى يلجأ إليها البعض كوسيلة للمماتنة و التخفى .. هؤلاء البعض يفتقرون للحجة و البرهان لإثبات صحة موقفهم و قوة منطقهم ..و يكون الحوار معهم ملئ بالتشويش عامر بالتلفيق قائم على الكلام المرسل .. قد ينجح هذا الأسلوب وقتيا .. و لكن ما يلبث أن ينكشف و تظهر حقيقة الأمور و يظهر معها كذب و تدليس و ضعف هؤلاء البعض .. إنها الإسقاط.. ..
فى الأيام القليلة الماضية امتلأت الأجواء المصرية بمشاحنات و إتهامات .. أطلق العوا و عمارة سمومهما المأجورة تجاه الكنيسة فى شخص البابا شنودة إما من منطلق الكراهية و إما تنفيذا لمخطط معين .. أجمعت تلك السموم على أن البابا شنودة هو المُحرض على الفتنة الطائفية و أنه منذ جلوسه على الكرسى المرقسى و هو يعمل على إشعالها ,,و إمعانا فى حبك هذه السموم خرج تلاميذهما بمظاهرات غوغائية تسب البابا و تشتمه ..
لذلك كان من الضرورى الإستعانة بمجهر الفكر المستنير كي ما تتضح الحقيقة بتفاصيلها الدقيقة .. كان السؤال الذى ردده عمارة على قناة الجزيرة و اكده العوا من قبل.. لماذا لم تظهر الفتنة إلا فى عهد البابا شنودة ..و الحقيقة ان الفتنة تأججت فى عهد السادات الذى تزامن مع عهد قداسة البابا شنودة و لكن مع (شوية ) تلفيق ظهرت و كأنها من صنيعة البابا شنودة .. لقد نسى عمارة و العوا أن الرئيس عبد الناصر قام باعتقال جنود الإرهاب ليقى الوطن شرهم التخريبى .. فكانت الفتنة حبيسة المعتقلات .. و عندما أطلق السادات صراحهم أطلق للفتنة عنانها تدمر و تقتل و تحرق الكنائس و تخطف الفتيات القبطيات و تنهب أموال و متاجر الأقباط من الخانكة 71 إلى نجع حمادى 2010 دون رادع و دون حكم قضائى صدر لوأدها ..
إن التهمة التى لُفقت لقداسة البابا و التى كان السبق فيها للسادات و من بعدها للعوا و عمارة و أمثالهما ..كانت من منطلق الإسقاط و ( قلب الترابيزة ) .. لقد ألصقوا للبابا تهمة إثارة الفتنة عندما رأوا فيه من قوة و شجاعة و جرأة يقف بهم مُطالبا بحق الكنيسة و حقوق أبناء الكنيسة و معاقبة من قام بالجرائم و المذابح تجاه أولاده و بناته.. إن السادات فى آخر خطاب له قبيل قتله بيد الإرهاب و الذى ألقاه فى سبتمبر 81 لم يدن البابا شنودة بدليل واحد بل كانت المرتان الوحيدتان اللتان ذكر فيهما "شنودة و مدارس الأحد" عبارة عن كلام مرسل مُلفق بلا برهان..
إن كلمة الحق و المطالبة بالحقوق ليست إثارة للفتنة و لكنها إنارة تبدد ظلمة الفتنة .. أعزائى العوا و عمارة .. إن البابا يطالب بحق كنيسته جراء ظلم قسى عليها و أنتما تتدعيان كاذبين أنه يثير الفتنة و يحرض عليها فحرضتم الغوغاء على سبه.. فمن هو المُحرض إذن ؟ من الذى أخرج كتابى " فتنة التكفير " و" بحث علمى " العامرين بتحريض مباشر على إستحلال دم ومال النصارى؟ من يا دكتور عمارة ؟ من المُحرض على فتنة نجع حمادى ؟ أ من المنطق و العقل أن بُتهم البابا شنودة بإثارة الفتنة و ( يُطرمخ ) التحقيق مع عبد الرحيم الغول فى تحريضه على مذبحة نجع حمادى بعد أن هدد بكشف المستور من سرائرالأمور ؟ ...
إن من واجب قداسة البابا أن يدافع عن حقوق الكنيسة التى تسلم رعايتها من يد رب المجد يسوع المسيح.. لقد جاهد الإعلام الحكومى مرارا لإصطياد كلمة نفاق من البابا لنفى وقوع إضطهاد على الكنيسة فلم يستطع .. فكانت الحيلة أن تتهموه يإثارة الفتنة أملا فى إسكاته و رجاءا فى أن يحيد عن كلمة الحق و لكن هيهات .. هيهات أن يهتز ذلك الجبل الذى سكن الجبل فى رهبنته و أخذ قوة الجبال من جابل الجبال .... أما عن سؤال عمارة لماذا كانت الكنيسة الأورثوذكسية هى التى فى المواجهة .. أذكره أن المذابح و الحرائق و خطف و أسلمة الفتيات و سلب الأموال من الخانكة إلى نجع حمادى كان موجهة إلى الكنيسة الأورثوذكسية .. إذا كان البابا شنودة متهما بإثارة الفتنة بسبب مُطالبته بحق الكنيسة و أبنائها فهل يُتهم كل من طالب بحق مروة الشربينى بالتهمة ذاتها ؟ .. و إذا كان الأمر كذلك .. إذن فأنتما من مثيرى الفتنة لما أقمتم عليه الدنيا حين أدلى الأنبا بيشوى بكلامه فى مؤتمر العقيدة فى الفيوم .. فإذا لم يكن إتجاهكما نحو الفتنة كان ردكما على نيافته بهدوء بالدليل و البرهان إثباتا لخطأه إذا كان مُخطئا..و إن كانت المُطالبة بمحاكمة نيافته لمجرد تعليق له فبالأحرى تكون المحاُكمة لعمارة و النجار و أبو إسلام الذين سبوا الكتاب المقدس سبا صريحا .. و لكن الخطة الموكلة لكما هى إثارة الفتنة والقلاقل فى هذه الفترة الدقيقة بالغة الحساسية من تاريخ الأمة .. إن إصرار البابا على إعلاء القانون الإلهى فوق القانون الأرضى فى الزواج و الطلاق ليس إمتهانا للقضاء.. كان يتعين على القضاء عدم الإحتكاك بالكنيسة فى عقيدتها و قانونها.. إن عبارتكما أن الكنيسة دولة داخل دولة و أن البابا فوق الدولة ليس حقيقة بل إحساسا بقوة و صلابة الكنيسة التى لم و لن تقوى عليها أبواب الجحيم ..
إن تصريحات و إتهامات العوا و عمارة المُلققة و الموجهة لقداسة البابا شنودةهى فى حد ذاتها إثارة للفتنة لصالح أعداء الوطن و إسقاطا لما فى النفوس ... و الدليل على ذلك ما وصفه العوا لمن يثير الفتنة بكلمة " إستطالة " أى الإحتماء بالقوة و السلطة ... تُرى من يستطيل بقوته و سلطته؟.. إن العوا و عمارة و النجار و غيرهم أدوات مأجورة و تصريحاتهم الرنانة مدفوعة الأجر لا يهمهم مصلحة الوطن و لا أمنه بل كل مايفكرون فيه هو حساباتهم فى البنوك فى سائر أنحاء العالم .. لقد باعوا كلمة الحق و باعوا وطنهم فهؤلاء لا غالى عندهم .. أدعو الجميع لعدم تصديق كلامهم و تصريحاتهم فشعارهم هو " طظ فى مصر "
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :