بقلم: أنطوني ولسن- أستراليا
.. "من شابه أباه فما ظلم"!
.. "اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها"!
هما بعض من أمثالنا الشعبية، التي تؤكد أن أولادنا صنع أيدينا؛ لأن الوالدين هما أول المعلمين لأطفالهما، في أدق فترات حياتهم!
فقد ثبت علمياً، أن للخمس سنوات الأولى من حياة كل منا أهمية عظمى في تكويننا النفسي، وفي سلوكنا، وتصرّفاتنا!
وهذا الأساس، الذي يبنى عليه صرح شخصيتنا، لابد وأن يكون متيناً؛ وإلا انهار البنيان كله مع أول موجة اعصار يجابهه!
من هنا يغيب الاندهاش عنا، ونحن نرى الكثير من الناس: بعضهم ينهار ويمرض ولايستطيع الصمود أمام تيارات الحياة العاصفة؛ لأن شخصيتهم هاشة وضعيفة1
والبعض الآخر تبدو شخصيتهم كالأرجوحة مهزوزة لاوزن لها ولا قيمة؛ فان قلت له هذا صح، يوافق.. وان قلت له هذا خطأ، أيضاً يوافق. لا يعرف لماذا هذا صح وذاك خطأ.. يسير مع التيار، ويخشى مواجهته ؛ لئلا يقاوم فيغرق!
كثيرون منا لا منهج لهم في تربية ابنائهم.. يسيرون على ما سار عليه أسلافهم ـ وأنا لا أعني هنا أن الأولين كانوا على خطأ لا سمح الله ـ؛ فعندما ربى الأولون أبناءهم، ربوهم على الخلق القويم، ، والمبادئ المستقيمة، التي كان المجتمع، في ذلك الوقت: يتقبلها، ويشجعها، ويمارسها!
كان أولئك الأولون، يعرفون تمام المعرفة معنى الأمومة، ومعنى الأبوة.. ويتحملون بإقتدار مسؤلياتهم الكاملة تجاه أولادهم؛ فخرجت أجيال وراء أجيال تعرف معنى المسؤولية تجاه والديهم، وأبنائهم!
أما في هذه الأيام، فنجد الحيرة في طرق تربية أبنائنا وتنشئتهم خاصة في بلاد الانتشار: البعض يريد أن يربي أبناءه بالطريقة التي تربى هو عليها في الزمن الماضي.. والبعض الآخر يريد أن يأخذ الذي أمامه ويقوم بتقليده، تاركاً لأبنائه الحبل على الغارب؛ لأنه في بلد متحضر يعيش المعاصرة.. وهناك من يتذبذب بين القديم والحديث؛ فلا يعرف إلى أي من الفريقين يعرج!