بقلم :مروة رخا
صحيت الصبح على صوت المنبه ... حاولت أفتح عينايا لكن لقيت رموشى لازقة فى بعضها من دموع الليلة اللى فاتت. بعد مجهود فتحت و بصيت للسقف و نفخت. كان نفسى روحى تطلع فى النفخة دى و نخلص ...لكن ما طلعتش!
 زى كل يوم كان لازم أقوم أستحمى و ألبس اللى على الحبل و أحط مكياج يدارى الكآبة و أعمل شعرى و أروح الشغل و اليوم يعدى ... زى ما أيام تانية كتير عدت.
دخلت المكتب و قعدت أنا و الكرسى واحد ... مها سكيرتيرة إدارة المبيعات طلعت العلبة إياها من شنطتها. ريحة البيض المسلوق و الخيار طلعت ... ريحة قميئة ... أووووف! بصيت للسقف و نفخت. كان نفسى روحى تطلع فى النفخة دى كمان و نخلص ... لكن ما طلعتش!
هانت ...
فاضل ساعة و اليوم يتقلب ...
و أنا بـ استعد للمرواح لقيته داخل عليا و بيسألنى عن أحوالى اللى مش عجباه. حكيت له الحكاية المنيلة اللى أنا مش هـ احكيهالكم و اللى مش مهم تعرفوها ... حوارى مع وائل – هنسميه مجازا وائل – فضل متخزن فى عقلى الباطن و فهمته بس اليومين دول.
وائل ابتدى كلامه و سألنى: "أنتى عارفة إنى كنت خاطب؟"
"لأ"
"عارفة إن خطيبتى ماتت فجأة؟"
"إيه دا! .. لأ .. أنا أسفة ... البقية فى حياتك ... أنا مش عارفة أقول إيه؟"
"ماتقوليش حاجة ... هو أنتى ليه لازم تقولى حاجة اصلا؟"
سكت و تنحت و هو كمل كلامه
"كنت فى الشغل ... جالى تليفون ... أبوها قال لى إنها تعبت فجأة ... رحتلهم البيت ... كانت ماتت ... قالوا لى فيرس فى المخ و أمر الله. تانى يوم جيت الشغل و اشتغلت و الناس ابتدوا يعزونى بالكلام إياه و الوش إياه و التعاطف إياه و الدموع إياها ... و أنا مش فاهم هما بيعملوا كدة ليه"
سألته: "يعنى أنت ما كنتش زعلان عليها؟"
"لأ طبعا كنت زعلان و مصدوم ... لكن أنا مش بحب التمثيل و التهويل و قوالب ردود الفعل اللى اترسمت لينا على مر الأيام."
"مش فاهمة حاجة يا وائل"
"إسمعينى يا مروة كويس و فكرى فى كلامى! مين اللى قال إنى لازم أعيط؟ مين اللى قال إنى لازم أخد أجازة من الشغل؟ مين اللى قال إنى لازم أولع سيجارة من سيجارة؟ مين اللى قال إنى لازم أنزل أسكر علشان أنسى؟ مين اللى قال أنى أقلب وشى و أدلدل كتافى و أهيم فى الأرض زى العيل اللى تاه من أمه؟ مين اللى قال إنى لازم انهار و ارقد و استغل الموقف علشان استدر عطف الناس يمكن اطلع بأجازة و لا بفلوس و لا بعروسة جديدة من وفود المعزيات؟"
عقلى ما استوعبش كلامه و سألته تانى: "يعنى أنت فعلا مش زعلان؟"
"أنا زعلت ساعتها و لسه بـ ازعل كل ما أفتكرها لكن اللى أنا عايز أقولهولك يا مروة إن مافيش شكل واحد للحزن ... لما جيهان ماتت الناس كانوا عايزيننى أحزن زى ما هما عايزين مش زى ما أنا حاسس ... فى ناس كتير بتشعر بالغيرة علشان المفروض فى الموقف دا يكونوا غيرانين و ناس بتقلب وشها علشان المفروض تقلب وشها و إلا ما بقاش راجل و لا مابقيتش ست و لا ولا ... هو إحنا يا مروة بنحس فعلا بالمشاعر دى و لا دا الإحساس اللى لازم نحسه فى الموقف دا علشان الصورة تطلع حلوة؟ It is as if we have a moral obligation to suffer"
ابتديت أفهم من بعيد "يعنى إحنا بنمثل على نفسنا؟"
"طبعا ... أخ شاف أخته بتكلم واحد فى الشارع طلع عينها ... ليه؟"
"علشان هو راجل"
"لأ ... علشان هما فهموه إن هو دا الراجل! ما هو ممكن يتكلم معها ... ممكن يسألها .. ممكن يطنش أصلا لأن دا مش شغله ... ممكن يقف معاهم ... ممكن مليون حاجة لكن القالب مكتوب عليه "طلع عينها و إلا هتبقى خــــ"
"بس الحزن مختلف"
"هو هو ... "
"يا وائل إفهمنى أنا حزينة ... سافر ... سابنى ... أنا هضيع من غيره"
"و إيه الفرق بين قبل ما يسيبك و بعد ما سابك؟"
سكت ... سكت كتير
"شوفتى بقى إن مافيش فرق ... هو كان سايبك من قبل ما يسافر و أنتى كنتى مش عايزة تشوفى دا! مافيش حاجة اتغيرت غير إنك اضطريتى تقبلى النهاية."
فعلا ... هو عنده حق
"بس أنا لسة حزينة"
"أنتى حزينة علشان تقدرى تبصى لنفسك فى المرايا و إلا هيبقى ما عندكيش دم و هتبقى علاقتك بيه علاقة طيارى لا لها معنى و لا عمق و هتبقى كل مشاعرك اللى فاتت كدبة و الناس هيقولوا عليكى إيه؟ أنتى حزينة علشان منظرك! إلتزام أخلاقى بالحزن! لازم لما علاقة تنتهى حد يحزن و ينجرح و يتبهدل و حياته تنهار و الا مايبقاش اسمه حب!"
سألته و انا متلخبطة: "يعنى أنت مش مؤمن بالحب"
"إيه اللى جاب سيرة الحب؟"
"حزنى دا"
"هههههههه .. حزنك دا اسمه كبرياء ... اسمه ألم ما بعد الصفعة ... اسمه إزاى فلت من إيدى؟ ... اسمه مين أخد اللعبة بتاعتى!"
"أنا مش طايقة أسمع أكتر من كدة .. أنت ميت من جواك!!!"
رد وائل بهدوء و قال: "أنا مقدر إنك مش عايزة تتعرى قدامى لكن هـ اطلب منك ... بينك و بين نفسك ... كل ما تشعرى بأى حاجة اسألى نفسك لو كنتى فعلا حاسة بالمشاعر دى و لا أنتى لازم تحسيها علشان الناس الطبيعية بتحس بكدة"
مشيت من غير ما افكر حتى فى كلامه ... قفلت عقلى بالضبة و المفتاح ... هيفضل لى إيه أمسك فيه لو جردت كل حاجة من هالة القدسية اللى حواليها ... بنيانى النفسى مش هيستحمل ... قفلت عقلى.
و مها فضلت كل يوم بتاكل بيض مسلوق و خيار!
ديسمبر 2009
كلام وائل طلع صح! مش بس فى المشاعر و العواطف .. لأ .. فى اختياراتنا و قراراتنا ... عملت بنصيحته و اتجرأت اسأل نفسى و اسأل قرائى : مين اللى قال؟
1.    انك لازم تدخل جامعة بعد ثانوية عامة؟
2.    انك لازم تشتغل بمؤهلك؟
3.    انك لازم تتجوز بعد ما تتخرج؟
4.    انك لازم تخلف لما تتجوز؟
5.    انك لازم تخلف ولد؟
6.    انك لو اتجوزت واحدة خام عمرها ما هتخونك؟
7.    انها لو عذراء تبقى شريفة؟
8.    انها لو لطشتك بالقلم لما حاولت تبوسها تبقى عمرها ما باست حد قبلك؟
9.    انك لو عرفت 100 ست قبل الجواز هتبقى جامد يا حامد؟
10.    انك لو حامد الجامد مراتك برده مش هتخونك؟
11.    انك ما ينفعش تتجوز واحدة اكبر منك؟
12.    انك تتسلى بالمطلقة آه .. تتجوزها لأ؟
13.    انك تصاحب على مراتك أه .. تتجوز عليها لأ؟
14.    انك تصاحب كل يوم واحدة آه .. لكن اختك لأ؟
15.    انك تهزر مع زميلاتك فى الشغل و يهزروا معاك آه .. لكن مراتك لأ؟
16.    انك مش مهم تستحمى و تغسل سنانك و تحط ديودورانت – لأنك راجل؟
17.    انك متجوز بقرة بتسحبها على الحظيرة فى أى وقت؟
18.    انك لما تحكى عن مغامراتك بالاسم و السن و العنوان تبقى راجل أصلا؟
19.    انك من حقك تضرب اختك و لا صاحبتك و لا خطيبتك و لا مراتك و لا اى حد من ولادك؟
20.    انك اتخلقت علشان تاكل و تشرب و تتزواج و تتكاثر؟

مين اللى قال؟

1.    انِك لازم تتجوزى أول ما تتخرجى؟
2.    انِك لازم تلحقى نفسك قبل ال25؟
3.    انِك بعد ال30 لازم ترضى بأى ذكر و السلام؟
4.    انِك نكرة و فاشلة من غير زوج؟
5.    انِك عمرك ما هتلاقى حد يحبك زى ما انتى فـ لازم تمثلى؟
6.    انِك بتشتغلى بس علشان تصطادى عريس؟
7.    انِك ما ينفعش تتجوزى راجل متجوز – أيوة تبقى زوجة تانية يعنى؟
8.    انِك ما ينفعش تسافرى و تعيشى برة – أيوة من غير راجل؟
9.    انِك ما ينفعش تستقلى بحياتك بعيد عن أهلك – أيوة من غير ما تتجوزى؟
10.    انِك لو مديرك بيعاكسك أو بيتحرش بيكى لازم تسكتى علشان سمعتك؟
11.    انِك لو كلب فى الشارع "هاو هاو" عليكى مش من حقك تحدفيه بطوبة؟
12.    انِك مش ممكن تدرسى أى حاجة فى أى سن فى أى وقت؟
13.    انِك مش من حقك تغلطى ... احنا اتخلقنا علشان نغلط و نتعلم من أخطائنا؟
14.    انِك مش من حقك ترفضى الزواج لو مش حلمك؟
15.    انِك مش من حقك ترفضى الأمومة لو مش حساها؟
16.    انِك لازم تدفعى ثمن اختيار غلط بقية عمرك؟
17.    انِك لازم تعيشى و تموتى قاصر مهما كبرتى سنا و مركزا؟
18.    انِك شئ فى عهدة أب أو شئ فى خزنة زوج؟
19.    انِك ما ينفعش تقولى لأ .. لأ على أى حاجة مش عايزاها ... لأ مش هـ البس كذا ... لأ مش هـ اقلع كذا ... لأ مش هـ اروح هنا ... لأ مش هـ اقعد هناك ... لأ مش هـ اسيب فلان ... لأ مش هـ اتجوز علان ... لأ مش هـ اقبل الإهانة دى ... لأ مش هـ اقبل التحكم دا ... لأ ... ؟
20.    مين اللى قالكم تعيشوا زى الأموات الأحياء ... زى الزومبى ... يا بدون روح ... يا بدون عقل ... يا بدون قلب .. يا بدون هدف!