"أمريكا" تُعلن قانون الطوارئ
بقلم: مينا ملاك
أخيرًا بقى كل واحد بان على حقيقته، وتخلَّت "أمريكا" عن وشها الحلو الأموُّر الداعي لحريات الناس وحقوق الإنسان، والحق في التعبير. وقرَّرت إعلان قانون الطوارئ بعد استشارات كبار رجال القانون المصري؛ لإنهم متودكين في القصة دي، وكل ده كان ليه؟ تفتكروا إيه إللي خلى الأمريكان يقولوا مع ثوما "إنما للصبر حدود"؟! حاجة بسيطة.
عبارة عن ملصق كاريكاتوري ضخم يصوِّر الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" فى ٤ شخصيات هى: إنتحاري إسلامي، وشاذ جنسيًا، ورجل عصابات مكسيكي، وزعيم مافيا.. وفى أعلى الملصق الكاريكاتوري الملوَّن، جاءت عبارة "صوِّتوا للديمقراطيين" (فوت ديموقراط)، وقد تم التلاعب بأحرفها بحيث يصبح معناها بالإنجليزية "صوتوا للجرذ" (فوت ديموق رات). وعُلِّق الملصق الضخم عند تقاطع طرق فى بلدة "جراند جانكشن" فى ولاية "كولورادو" غرب الولايات المتحدة، وتحت الرسومات الكاريكاتورية الأربع للرئيس، ظهرت فى الملصق "جرذان" يحمل أحدها اسم إدارة الضرائب، وآخر اسم وكالة حماية البيئة، وثالث اسم الاحتياطى الفيدرالي (البنك المركزى الأمريكى).
وده طبعًا جنَّن الرئيس، فغضب جدًا وقرَّر إنه يجيب صاحب المكان إللي إتعلق عليه الملصق ده وينفخه، وبعدين يشيل ضوافره، وبعدين يسلخه، وبعدين يدخله إدارة الكلاب المسعورة، وبعدين يخليه يقول له مين إللي استأجر منه المكان، وبعدين يحرقه بالبطيء، ويجيب الرسام إللي عمل الملصق، وعلى فكرة اسمه معروف وهو "بول سنوفر"- الناشط فى العديد من المواقع الإلكترونية التابعة لحركة "حفلة الشاى"- وهي حركة تضم عددًا كبيرًا من منظمات المحافظين المتشددين بمدينة "جراند جانكشن" التي تقع بمقاطعة "ميسا"- التي يسيطر عليها الجمهوريين طبعًا- سيطرة ليست عسكرية وإنما سيطرة بتواجدهم وحب الشعب لهم هناك، حيث أن هناك انتخابات نصفية مقبلة في شهر نوفمبر القادم بـ"أمريكا" لتجديد الكونجرس.
ولم يكتف الرئيس بهذا، إلا وأصدر قرارًا بأن يأتي إليه عدد من القانونيين المصريين المتفننين في خنق الشعوب لكي يشرِّعوا له قانون الطوارئ الأمريكي الجديد لمنع الرسائل الإخبارية، ومنع التنفس، والكلام، والكتابة والقراءة، ورؤية التلفاز، وقال: إن قانوننا سيكون أكثر مرونة من القانون المصري، فنحن سنسمح للناس بأن يقولوا نعم، في حين أن القانون المصري لا يسمح بأن تقول لا، ولا بأن تقول نعم، ففي "مصر" هناك أشخاص ينوبون عن الشعب بأن يقولوا كل شيء أمام صناديق الانتخابات.
طبعًا شيء من هذا لم يحدث يا سادة، بل فقط اعتبرت المسئولة المحلية فى الحزب الديمقراطي "مارتيل دانييلز" أن هذا الملصق "أقل ما يقال عنه إنه مقيت، وهو ينم عن عدم احترام"، مشددة على طابعه "العنصري والمعادي للمثليين جنسيًا". خدتم بالكم معادي للمثليين جنسيًا مش للرئيس، الناس صعبان عليهم المثليين!!!! ووصف "تشاك بابست"- المسئول الجمهوري فى المدينة- فى تصريح لصحيفة محلية الملصق بأنه عمل سيئ. وقال: إنه "مستهجن وينم عن عدم احترام"، مشددًا على أن "الاستهزاء بشخص ما بهذه الطريقة هو عمل صبيانى". أخدتم بالكم حضراتكم إنه الراجل جمهوري معارض، لكن أخلاقه ما سمحِتشي، شفتم جمال، شفتم الحلاوة هي دي المعارضة يا جدعاااااان.
وقال الرسَّام لصحيفة أمريكية: إنه لا يحق له الإفصاح عمن دفع له المال لقاء إنجاز هذا الملصق!! أخدتم بالكم؟ كمان الرسَّام قال لصحيفة أمريكية مش لـ.... وعايش وماشي على رجليه، مش رجليه وإيديه!! أما مالك المكان الذى عُلّق فيه الملصق فرفض الكشف عمن استأجر منه المكان لتعليق الملصق. وكمان مالك المكان عايش طبيعي زي الفل ما حَدِّش جه ناحيته ولا مد إيده عليه، ولا حرق المكان بإللي فيه، تفتكروا إمتى حانحصّل الناس دي؟!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :