بقلم: مدحت عويضة
من المتوقع أن يقوم الرئيس مبارك بزيارة للعاصمة الأمريكية واشنطن في شهر مايو, حاول النظام المصري الضحك على أقباط الولايات المتحدة وكندا من خلال إرسال بعثة من وزارة الخارجية للالتقاء بالأقباط ومحاولة امتصاص غضبهم أو كما أسماه البعض محاولة تنويم الأقباط مغناطيسياً حتى تمر زيارة الرئيس بسلام.
ولكن فشل الوفد في تحقيق أهدافه، بل وكشاهد عيان لإحدى هذه اللقاءات فقد أحرج الأقباط أعضاء الوفد وأذهلوهم ولم يتركوا حادثة إلا وذكروها لهم. ثم بعد ذلك أرسل النظام السيد جمال مبارك لتهيئة الأجواء لزيارة الرئيس ومعه وفد من كبار أعضاء الحزب الوطني وحاول السيد جمال مبارك استقطاب عدد من نواب الكونجرس لمساندته ومساندة النظام ضد هؤلاء الذين يتهمون النظام المصري بانتهاك حقوق الإنسان والأقليات وعلى رأسهم الأقباط.
ومازال يسعى النظام لتكوين لوبي موالي من خلال ترك محمد كمال أحد قيادات الحزب الحاكم البارزين لتكوين هذا اللوبي، وبعيداً عن النظر للتكلفة المادية التي تكلفها النظام والتي هي من قوت الشعب المسكين كان يمكن للنظام أن يمتص غضب الأقباط بالبدء في حل أحد المشاكل التي طالما اشتكوا منها, على سبيل المثال القانون الموحد لدور العبادة أو القانون الموحد للأحوال الشخصية للأقباط والذي وصفه صوفي أبو طالب بالمعجزة حسب تصريحات قداسة البابا شنوده الثالث، ولكن النظام يريد من الأقباط سكوتاً وخنوعاً ورضوخاً له وبدون تحقيق أي مطلب من مطالبهم.
على الجانب الآخر يبذل أقباط المهجر مجهوداً جباراً للإعداد لمسيرة سلمية عند زيارة مبارك لواشنطن وكلما حاول النظام أن يمارس ألاعيبه لخداع الأقباط كلما زاد إصرار الأقباط على القيام بالمظاهرة السلمية. وهنا نوجّه دعوة لكل الأقباط في أمريكا وكندا بالاستعداد للخروج لملاقاة مبارك.
وعلى الجميع أن يخلع ثوب الخوف والخنوع وعدم الاستماع للمرتعشين والجبناء الذين يحالوا إخافة الأقباط ويذكروهم بالعواقب التي تنتظرهم عند زيارتهم لمصر، ولهؤلاء أقول إذا كنت تخشي القبض عليك لمجرد مشاركتك في مظاهرة سلمية فماذا سيفعلون بالنشطاء أمثالنا؟ ومتى تعرض قبطي للظلم ووقف الأقباط موقف المتفرج أقولها وليعرف الجميع أننا وطالما وجد فينا عرق ينبض لن نسكت على ظلم قبطي ونحن نكتب ونفضح النظام لا نخشى النظام ولا أعوانه لأننا خلفنا شعب عظيم نستند على قوته وأمامنا رباً سيحاسبنا لو قصرنا في الدفاع عن المظلومين من إخوتنا.
أما هؤلاء الذين يدعون أن هذه الأفعال قد تضر بالكنيسة فدعني أسألهم سؤال واحد فقط وهل سكوتكم وخوفكم وخنوعكم أفاد الكنيسة في شيء؟؟ ومن قال لكم إننا سنذهب لواشنطن لكي نشتم مبارك أو نلقي عليه البيض الفاسد والطماطم؟؟ أبداً فنحن شعب عظيم ومتحضر، ولم ولن ولا نسمح لأنفسنا بالنزول لمستوى السوقة, إننا سنذهب لمقابلة الرئيس مبارك بوصفنا مصريين أولاً وقبل كل شيء وبوصف الرئيس رئيساً لكل المصريين ولنا مطالب سنقدمها له بكل أدب واحترام وحكمة.
فكل المصريين يتظاهرون الآن وكل جماعة تشعر بالظلم من أمر معين تنظم مظاهرة ونحن جزء أصيل من الشعب المصري ولنا حقوق مسلوبة سنذهب لنطالب بها، ولطالما أشتكى النظام بالباطل بأننا نعرض مشاكلنا على حكومات أجنبية وفي تقديم شكوانا لرئيس مصر فما هي جريمتنا إذاً؟ وإذا كانت المطالبة بحقوق الأقباط في الخارج جريمة, والمطالبة بحقوقهم من الرئيس المصري جريمة, فماذا نفعل إذاً؟
الحقوق لا تمنح الحقوق تنتزع فعلي الجميع المساهمة في انتزاع حقوق الأقباط وأذكركم بمقولة العظيم مارتن لوثر كينج: لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنياً.
فهيا أخي أنصب ظهرك وكفاك انحناءاً, وألقي الخوف من قلبك فلا يليق بأبناء الملك أن يكونوا خائفين أو منحنيّ الظهر.