أقباط كتبت أسمائهم بحروف من نور شاركوا في انتصارات أكتوبر
اللواء أ.ح "عادل فوزي":
- "السويس" لم تحتل من العدو أبدًا
- استطعنا السيطرة على نقطة "عيون موسى" التي كانت تضرب عمق "السويس"
العميد "نادر عبد الله مينا":
- أعتز باختياري لأول دورية لعبور القناة للقيام بمهام هندسية بقيادة ضابط
- عبرنا القناة واشتركت في إنشاء مواقع الصواريخ في "سيناء"
كتبت: نيفين جرجس - خاص الأقباط متحدون
لا شك أن الأقباط جزء رئيسي وحيوي من النسيج المصري، وبطولاتهم ساهمت في إحراز نصر أكتوبر، بل أن البعض منهم كانت له الريادة والتفوق في هذه الحرب المجيدة.
ومن هؤلاء الأبطال نذكر اللواء أركان حرب "عادل فوزي"، والذي كان وما زال يعيش في أجواء أكتوبر؛ فهو لا يكاد يترك "السويس" لأيام حتى يعود إليها بكل حنين، فـ"السويس" التي قضى فيها أيام حرب الاستنزاف، ثم كانت جبهته في حرب 73 وأرض معركته.
واللواء "عادل" يصر على أن "السويس" لم تـُحتل أبدًا في حرب 67، ولعلنا لو قرأنا وجهة نظره ربما نكتشف أسرارًا جديدة في حرب أكتوبر.
بداية يقول اللواء أ.ح "عادل فوزي" إنني اشتركت في العمليات سنة 73، وقد كنت رئيس عمليات اللواء السابع مشاة ضمن تشكيل اللواء 19 مشاة، وكانت في قطاع اللواء نقطة قوية 158، وهي إحدى قلاع "خط بارليف" الحصينة بالقرب من "بور توفيق"، وفي العمق كانت هناك نقطة غير مكتشفة اسمها "عيون موسى"، ومع بداية الحرب وبانتهاء التمهيد النيراني؛ كان اللواء السابع يمر باتجاه الشرق وبدأ العبور بقوارب المطاط وتسلقنا الساتر الترابي، وأثناء تسلق الساتر الترابي كانت المياه تنقص بفعل المد والجزر الذي كانت تتعرض له المياه في "قناة السويس"، وتمكنا من شد الحبال بصعوبة، ووصلنا إلى نقطة 800 متر من المياه ورفعنا العلم على الضفة الشرقية، وعلمنا بعد ذلك أن هذا اللواء كان أول لواء يعبر القناة.
ويضيف أننا كنا أول قيادة لواء تعبر بجنودها، وبعد المهمة المباشرة تعطلت بعض الدبابات، ولكننا اقتحمنا النقطة 158 واستطعنا أسر 10 أفراد من قوات العدو، وطور اللواء هجومه وكانت هناك نقطه مكونة من ستة مدافع قطر 175مم، ولكل مدفع دشمة خاصة، وكانت تدار النيران من أعلى نقطة، واستطعنا اقتحام هذه النقطة وارتد العدو إلى الخلف عند "جبل مهران".
وتابع؛ أن قيادة العدو اكتشفت سقوط هذه النقطة الحصينة التي كانت تضرب عمق "السويس"، فنسفنا المدافع وانتهت الهجمات المضادة، وأذكر أنه خلال فترة القتال كان على يسارنا اللواء الخامس، وكان اللواء "موريس عزيز غالي" -والذي كان برتبة مقدم في هذا الوقت- قد نزل قائدًا لهذا اللواء لتعرض قائد اللواء للإصابة.
وأوضح أنه في عملية الحصار حدثت ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث؛ فدفعنا بدبابات لتأمين طرق مؤدية لـ"السويس"، ومع تشكيل خط دفاع من قوات الاحتياط ودعم بالصواريخ من الشرق أمكن وقف قوات العدو من الاتجاه نحو الجنوب الغربي، كما منعناها من دخول المثلث، وأيضـًا لسان "بور توفيق".
وأشار اللواء "عادل" إلى أنه يذكر عند اقتحام النقطة الحصينة في "عيون موسى"، وعقب نسف المدافع لوقف الهجوم المضاد، أننا بدأنا في توزيع القوات داخل النقط الحصينة، وأثناء عملية إعادة التنظيم كان العدو يرسل طائرات صغيرة للاستطلاع؛ فكان هناك أحد الجنود من "كتيبة 19" في نقطة الملاحظة، وكانت إحدى طائرات العدو على مستوى منخفض، ففوجئنا بالعسكري يفرغ دفعة من الذخيرة صوب الطائرة فأسقطها، وقمنا بأسر الطيار والمـَّلاح، واستجوبناهم الاستجواب السريع لقيادة الفرقة ومنها إلى المخابرات.
كما يتذكر أيضـًا أيام الحصار فيقول: ترك طاقم دبابة العدو دبابته، فأرسلت لإحضارها وأدخلناها في رأس الكوبري، واكتشفنا عند تفتيشها أن الذخيرة صُنعت في 10 أكتوبر؛ أي بعد بداية الحرب بأربعه أيام، وفي الوقت الذي تم فيه حصار "السويس"، وباعتبارنا من القوات التابعة لـ"السويس"، أرسلنا إحدى وحدات اقتناص الدبابات بقيادة ضابط من ضباط سرية الاستطلاعات، وكان اسمه "سيد غراب"، وكان يطارد دبابات العدو وأنجز إنجازًا رهيبـًا؛ لأن هذا الضابط ومجموعته منعوا دخول دبابات الجيش الإسرائيلي لـ"مدينة السويس" لمدة 48 ساعة على الأقل، حتى أرسل قائد سرية صواريخ "م.د" وتصدت للهجمات؛ مستطردًا.. أن قرار رئيس الجمهورية للمحافظ كان القتال لآخر طلقة وآخر جندي.
وأكد اللواء "عادل" أنه يعتز بـ"مدينة السويس" وأهلها كثيرًا، حيث يقول: إنني عشت معهم 5 سنوات في أيام حرب الاستنزاف، وكنا نعرف الأفراد بأسمائهم، و"السويس" لم تـُحتل، وكانت الصورة التي أُلتقطت لـ"جولدا مائير"، و"موشي ديان" أثناء مجيئهم بـ"الهليوكوبتر" من ناحية "الزيتية"، وأن العدو كان قد استولى على جزء من "الأدبية"، وادعى أنه احتل "السويس"، ولكن الحقيقة أن "السويس" لم تـُحتل ولو لدقيقة واحدة.
كما أكد اللواء "عادل"على أن الحرب استمرت مائة يوم، وأنا في الجبهة من أول سبتمبر حتى 7 فبراير 74، والبطولات التي حدثت على أرض المعركة في ساحة القتال لا تعد ولا تحصى؛ فكل فرد من أفراد القوات المسلحة كان بطلاً بمعنى الكلمة، ولا نستطيع أن نميز أحدًا على الآخر؛ فالكل كانوا أبطالاً.
أما عن التكريم فقال: "لقد كرمتني القوات المسلحة بأنواط ونياشين، وأقضي معظم الوقت في "فايد" و"السويس" فى شوارع "السويس" بالعزة والكرامة، وكأن البطولات التي قدمناها ما زالت مستمرة من حولي، وهذا أفضل تكريم.
أما البطل الثاني من أبطال أكتوبر فهو العميد "نادر عبد الله"، وهو تخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس قسم مدني؛ ويقول: بعد حرب 67 تركت عملي المدني كمهندس ري وأردت الانضمام إلى القوات المسلحة؛ فالتحقت بـ"الكلية الفنية العسكرية".
وأضاف: أنه في عام 68 عـُينت قائد سرية الطرق في كتيبة هندسية الفرقة 19 مشاة، على جبهة المواجهة مع العدو، حيث كـُلفت بتعلية الساتر التراب للقناة على الضفة الغربية، حيث أن الساتر الشرقي كان أعلى، مما كان يعرضنا لقصف المدفعية وقناصة العدو.
أيضـًا في هذه الأثناء كـُلفت بعمل محاور طولية وعرضية للقناة، وإنشاء جسور عديدة على السكة الحديد الموازي لخدمة تقدم القوات، أيضـًا قمت بفتح ثغرات في حقول الألغام المضادة للأفراد على الساتر الترابي من الجهة الغربية، لتأمين العبور للدوريات التي تعبر إلى "سيناء" للاستطلاع أو القيام بمهام خلف خطوط العدو، كما أنني أعتز باختياري لأول دورية لعبور القناة للقيام بمهام هندسية بقيادة ضابط، وبدأت تدريب المجموعة المشتركة معي على فتح ثغرة في مواقع العدو خلف الساتر الترابي للضفة الشرقية، مع عمل حفرة عميقة في الساتر لاحتمال وضع عبوات ناسفة بها وتفجيرها لفتح ممرات، مع رسم كروكي لأبعاد الساتر، ولقد قمنا بإتمام العملية بنجاح وقضينا حوالى خمس ساعات في الجهة الشرقية، ومن بعدها توالى تكليف الكتيبة بدوريات عديدة في أرض العدو.
وأضاف أنه في هذه الفترة تم منحي نوط التدريب من الدرجة الأولى، بعدها كـُلفت بالإشراف على إنشاء موقع محصن للصواريخ أثناء حرب الاستنزاف، وكان العدو يحاول منعنا بهجمات قوية شرسة مستمرة، وحتى نتمكن من استئناف العمل بسرعة بعد كل غارة جوية، كنت أسرع باستطلاع الموقع بعد قصفه وحصر القنابل التي لم تنفجر، وأقوم بنسفها حتى نتمكن من استئناف العمل.
وبعد وقف حرب الاستنزاف قمت بتنفيذ مهمة عمل فتحات في الساتر الترابي بالجهة الغربية كل 300 متر وعلى امتداد المواجهة؛ وذلك لتجهيز شاطىء القناة لإنزال المعدات والمعديات والكباري أثناء العبور، وقبل العبور مباشرة رُقيت إلى رتبة رائد ونـُقلت للخدمة في الدفاع الجوي، وأشرفت على متابعة تنفيذ بعض مواقع الدفاع الجوي على الجبهة وفي العمق.
ويتابع أنه في يوم 29/9/73؛ أي قبل الحرب بأسبوع، تم تكليفي بقيادة تحرك عناصر قيادة اللواء إلى "الإسماعيلية"، وجاءت ساعة النصر وعبرنا القناة، واشتركت في إنشاء مواقع الصواريخ في "سيناء" بوصفها مواقع ميدانية سريعة والبعض مواقع نصف محصنة.
وأضح أنه بعد الحرب تم نقله إلى القوات الجوية، وترقى إلى رتبة المقدم، وفي يناير 80 عـُين قائد الكتيبة الهندسية للفرقة 19 مشاة، وقد فازت هذه الكتيبة في فترة قيادته لها بالمركز الأول كأحسن كتيبة على مستوى الجيش الثالث الميداني لعامين متتاليين.
وأخيرًا يذكر أنه وفي شهر يناير تمت إحالته إلى التقاعد برتبة عميد، وذلك بعد رحلة كفاح جميلة عرفته بزملاء يعتز بهم؛ منهم لواء أركان حرب طيار "أحمد نصر"، واللواء أركان حرب "بكر الرشيدي".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :