أثار اسم المحامي المصري نبيه الوحش حالة من الجدل لدى العديد من الأوساط المصرية السياسية، والثقافية، والأدبية والفنية، وتصدر دائماً صفحات القضايا والقانون في الصحف والمجلات، حيث يقترب عدد الدعاوى التى رفعها ضد المشاهير من الألف ما يخوله دخول موسوعة غينيس.

القاهرة:بدأ نبيه الوحش حياته المهنية في عالم المحاماة على أيدى إثنين من أقطاب المهنة في مصر -آنذاك- وهما المستشاران ممتاز نصار، وعبدالحليم رمضان، ويعتبر الأول قدوته ومثله الأعلى مهنيا وبرلمانيا. وقد حقق الوحش إنتصارات مهنية في ساحات القضاء في تصديه لعدد من قضايا الثوابت الدينية والوطنية.

ويعتز بعدد من الاحكام التى حصل عليها ومن أبرزها الحصول على حكم ضد المخرجة إيناس الدغيدى بجلدها 80 جلدة بتهمة السب والقذف ضد فتيات مصر في فيلمها "مذكرات مراهقة"، وحصوله على حكم بإسقاط الجنسية المصرية عن الشباب المصريين الذين تزوجوا من إسرائيليات، وأيضا دعوى مطالبة دول المحور التى شاركت في الحرب العالمية الثانية بإزالة الألغام المزروعة في الصحراء الغربية لتحويلها إلى سلة غذاء لمصر والإستفادة منها، إضافة إلى دعوى ضد إسرائيل في تعويضات الأسرى والمدنيين المصريين في حربي 1956 و 1967.

 وأحدث دعاواه القضائية هي دعوى سياسية ضد ترشيح الوزراء الحاليين في الحكومة المصرية في إنتخابات مجلس الشعب بإعتبارها باطلة وفقا لرؤياه، كما قام بالتقدم ببلاغ إلى النائب العام ضد وزير الثقافة لمسؤوليته عن ضياع وسرقة لوحة "زهرة الخشخاش" وفي المقابل تقدم الوزير فارووق حسني ببلاغ ضده.
 
وخاض الوحش إنتخابات مجلس الشعب والشورى ثلاث مرات، آخرها إنتخابات الشورى الاخيرة، كما خاض إنتخابات النقابة العامة لمحاميي مصر في مجلسي النقيبين سامح عاشور سابقا وحمدى خليفة حاليا وحصل على أصوات تقدر بنحو 17.5صوت.

وله رؤيته في التجربة الحزبية بمصر التى تضم قرابة الثلاثين حزباُ، يصف بعضها بالأحزاب العائلية، وأخرى بالورقية، وثالثة بالمحلل، ورابعة بـ "الماشطة" لذا يعد العدة حاليا للتقدم بأوراق حزب جديد بإسم "حزب الفقراء الشعبي الديمقراطي".

"إيلاف" حاورت الوحش في مكتبه بوسط القاهرة وناقشت معه عدد من القضايا الساخنة على الساحة المصرية.

رحلة كفاح

في البداية. . من أنت؟

أنا أحد أبناء مواطني الطبقة الوسطى من قرية فقيرة وهي "بناويط" بمحافظة سوهاج، وحصلت على شهادتي الإعدادية والثانوية، وانا استذكر دروسي على "لمبة غاز" ولم نشعر في حياتنا بالمعنى التقليدي للطفولة، لأن الطفل يولد رجلا في الصعيد، ومنذ أن كان عمري ثماني أو تسع سنوات وأنا أعمل، وكنت أسير لمسافة 12 كيلو يومياً ذهابا وإياباً من قريتي إلى مدينة المراغة للدراسة في المدرسة الإعدادية "المتوسطة" ثم بالمدرسة الثانوية لأن قريتى -آنذاك- لم يكن بها مدرسة إعدادية أو ثانوية، ثم إلتحقت بكلية الحقوق في جامعة أسيوط، طمعا في البداية أن ألتحق بالنيابة العامة بعد تخرجي لأنه بحكم جرائم القتل والثأر التى كانت تقع في الصعيد، فكنا نشاهد وكيل النيابة عندما يأتي للمعاينة، وكان الجميع يقف على قدم وساق من ضابط وعمدة وشيخ بلد والجميع يعمل له حساب، وكان يأمر فيطاع.

وعندما إلتحقت بكلية الحقوق كان لي عدة أنشطة ومن أبرزها جمعيتين هما: "جمعية البحث الجنائي" و"جمعية الدفاع عن المظلومين"، كما شغلت منصب نائب رئيس إتحاد طلاب جامعة أسيوط ورئيس إتحاد طلاب الحقوق لدورتين.

كما أعددت في الفرقة الرابعة في الكلية نماذج "محاكاة صورية" للمحاكمة بمشاركة من هيئة محكمة والمتهمين والدفاع والمجني عليهم، لنستعرض من خلالها أشهر القضايا مع كبار المحامين منهم الراحلين عاطف الحسينى وحامد عجينه، وفي هذه الأثناء كتبت عنا جريدة الاهرام بعنوان "الجامعة التى تدرس الجريمة على الطبيعة"، وقدمت أبحاثا حصلت منها على جوائز من الأمم المتحدة، خاصة بحث عن ظاهرة الثأر بالصعيد.

واعتقلت لأول مرة بسبب إعتراضنا على إتفاقية كامب دافيد، وكانت الجماعة الإسلامية في أسيوط تعتقد أننى محسوب عليهم فأهدونى كتاب "رياض الصالحين"، وقلت لأحدهم "لست محسوباً عليكم وأنا أصلي فروض الصلاة بالعافية".

خصومة السادات

كيف كانت بدايتكم بالمحاماة بعد أن ضاع حلمكم العمل بالنيابة العامة إثر إعتقالكم؟

بعد التخرج مباشرة قدمت الى للقاهرة، وبدأت العمل مع المحامي عبدالحليم رمضان لبضعة شهور، وكان ذلك أحد أسباب اعتقالي للمرة الثانية عام 1981ضمن قرارات إعتقالات سبتمبر، لأن رمضان كان قد رفع دعوى ضد الرئيس السادات لمنع تزويد إسرائيل بمياه النيل عن طريق صحراء النقب وعدم تخصيص هضبة الأهرام للأميركيين. وفي يوم جلسة القضية قال لي إعطني صورة لك ففرحت أنه سيقدمها للصحافيين لنشرها، وفوجئت به يقول للقاضي ":نادي على حاجب المحكمة". وبالفعل نادى القاضى له، والمفاجأة الطريفة أنه أعطى صورتي وصورته للحاجب وقال له علقها خلف سيادة المستشار بجانب صورة الرئيس السادات، فقال له المستشار ":لماذا؟ فقال له رمضان ":السادات خصم إما أن تضع صورنا بجواره أو تنزل صورة السادات، فأمر برفع الجلسة، وفي فجر اليوم التالي فوجئت برئيس مباحث المعادي وترافقه قوة لاعتقالي، فأعددت حقيبة ملابسي ومستلزماتي وكانت فترة اعتقالي خصبة بالنسبة لي، لأن قرارات اعتقالات سبتمبر شملت رموزاً مصرية، منهم فؤاد باشا سراج الدين، ومأمون الهضيبى، ومحمد حسنين هيكل ووجدت نحو ألف وأربعمائة معتقل الذين شملهم قرار الإعتقال من الأطياف السياسية المختلفة، ثم بعد أن أفرج عني كان لي حظ العمل مع هرم مصر في المحاماة والبرلمان المستشار ممتاز نصار وغيّر مسار حياتي العملية، من حلمي بالنيابة العامة إلى العمل بالمحاماة.

ماذا تمثل المحاماة لكم؟ وما تقييمكم لهذه المهنة حاليا؟

المحاماة بالنسبة لي هي حياتى وتأكدت من أن المهنة رسالة عظيمة لكن للآسف أنصاف الموهوبين والدخلاء عليها هم الذين أضاعوا رسالتها السامية، لأن نقابة المحامين أصبحت "كراج" للعاطلين بتدخل مكتب تنسيق الجامعات بوزارة التعليم العالي وذلك بتوزيع الناجحين بدرجات بسيطة على كليات الحقوق.

المحامون ولقب "الباشوية"

ماذا لوعقدنا مقارنة بين مهنة المحاماة قديما واليوم؟ ما الفروق والتباينات بينهما؟

المحاماة قديما كان لها قدر كبير من التقدير والإحترام، وهي التى أعطت من كان يمتهنها قديما لقب "الباشوية" أثناء عهد الملكية، فالزعيم سعد زغلول كان إبن فلاح وحصل على لقب الباشوية، ولكن قدامى المحامين من الرواد مارسوا المحاماة بطريقة صحيحة، وكانت هناك حرية اختيار وتعلموا في كتاتيب القرية ملكة اللغة العربية، أما اليوم فهناك من تخرج ويخطأ في الإملاء واللغة العربية وهذه كارثة.

وعلى صعيد نقابة المحامين فيمكننى أن ألخصها لك كما قالها لي الراحل المستشار ممتاز نصار قائلا ":ما كنا نجتمع في نقابة المحامين لتنظيم مؤتمر أو ندوة، إلا ويتم تغيير الوزارة في اليوم التالي، وذلك نظراً لثقل النقابة والمحامين آنذاك".

وهناك واقعة شهيرة تؤكد ذلك عندما كان الراحل مصطفي البرادعي- نقيبا للمحامين- حين حدث خلاف وتلاسن بين قاضي ومحامي في الجلسة بالمحكمة، ولا أتذكر إسم رئيس الوزراء الذى كان يتولى حينئذ، فاتصل به على الفور البرادعي فقطع رئيس الوزراء الإجتماع، واعتذر لنقيب المحامين وقال له أنه علم بالنقاش الذى دار بين القاضي والمحامي ":إما أن تشرفونا في مجلس الوزراء لأننا في حالة إنعقاد، أو أن نأتي لمجلس الوزراء عندكم بالنقابة". فكان رد نقيب المحامين البرادعي هو ":لا تأتوا ولن نأتي إلا بعد حل المشكلة". وبناء عليه صدر قرار -حينئذ- بإحالة القاضي الذي أهان المحامي للتقاعد لعدم صلاحيته، أما المحامي فيتم إلحاقه بالسلك القضائي، وهذا القرار تم تنفيذه خلال 48 ساعة، وحاليا هذا المحامي أحد نواب رئيس محكمة النقض، وتعد هذه الواقعة دليلاً على عظمة مهنة المحاماة.

فخور بكل القضايا

يرى البعض أنه يمكنكم دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية في رفع الدعاوى القضائية ضد المشاهير من السياسيين والمثقفين والأدباء والفنانين وغيرهم، ويتردد أن عدد الدعاوى وصلت إلى نحو ألف دعوى قضائية. فما تعليقكم؟

أنا فخور بكل الدعاوى القضائية التى رفعتها ولا أستطيع حصر عددها، إذ هناك دعاوى خارجية وأخرى داخلية، ولأنها دعاوى لها مغزى ودفاع عن الثوابت الدينية والوطنية وهي ليست بغرض الشهرة، ولكن إذا جاءت الشهرة عن طريق الدفاع عن الثوابت الدينية والوطنية والتصدي للفساد فأهلا بها، وهذه تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه، كما أنه ليس بحثا عن المال فكما ترى مكتبي بسيط وقد كتب عني "لو كان هذا الرجل يريد أن يصبح مليارديراً لأصبح بالفعل".

الجلد والجنسية وإزالة الألغام

وماذا عن أبرز الدعاوى التى حصلتم فيها على أحكام نهائية ضد مشاهير من الفنانات والفنانين وغيرهم؟

من أبرز هذه الدعاوى حكم الجلد على المخرجة إيناس الدغيدى، حيث حكمت المحكمة بجلدها ثمانين جلدة ولم ينفذ حتى الآن ولا أسأل عنه، وأيضا حصلت على حكم بتغيير شعار الشرطة ولم ينفذ، أما أفضل حكم حصلت عليه هو إسقاط الجنسية المصرية عن الشباب المصريين الذين تزوجوا من إسرائيليات.

وهناك أيضا دعاوى كثيرة مهمة مثل دعوى مطالبة دول المحور بإزالة الألغام التى زرعت أثناء الحرب العالمية الثانية في الصحراء الغربية لتحويلها إلى سلة غلال، وكان لا ناقة لنا ولا جمل سواء في الحربين الأولى ولا الثانية، وأعتبر أول من تصدى لمطالبة إسرائيل بدفع التعويضات عن قتل الأسرى المصريين في حربي عام 1956 و1967، وهذه الدعوى كانت نتيجة إعترافات من المؤسسات العسكرية الإسرائيلية لدرجة أن أحدهم يدعى "عاموس مهمان قال ":إنه كان فخورا عندما كان يزور شرم الشيخ بعد عام 1979 وشاهد الهياكل المصرية التى دفنها أحياء في عام 1967" وأيضا فيلم "شاكيد" لإبن عازر، وآخر دعوى أطالب بها رئيس الحكومة المصرية أحمد نظيف بقيام الأجهزة المختصة بجمع الكلاب الضالة على مستوى مصر، ليتم إطلاقها في الصحراء الغربية، وتنفجر بها الالغام، طالما أنه لم يتم إزالتها حتى الآن، وهذه الوسيلة نفجر الألغام بالصحراء الغربية وأيضا نتخلص من الكلاب الضالة، وتم تطبيق هذه الفكرة في أوغندا حيث جمعوا كل الفئران في البلد وقاموا بتسمينها ثم أطلقوها في حقول الألغام حيث تفجرت.

ولكن لو تم تطبيق هذه الفكرة ستتحرك جمعيات حقوق الإنسان وأصدقاء حقوق الحيوان والبيئة في الداخل ودول الإتحاد الأوروبي ضد هذا الإتجاه. فما تصوركم لذلك؟

تلك الجماعات ليس لهم علاقة بحقوق الإنسان، وليس لهذه الجمعيات دور فعلى إزاء حقوق الإنسان، وإنما هدف هذه الجمعيات أغراض سياسية مشبوهة وهناك "بوتيكات" لحقوق الإنسان لدينا هدفها الربح. وأتحدى أي فرد من بينهم أن يكون لديه ذرة من الوطنية أو أن يتحدث عن حقوق الإنسان، لأن ألسنتهم "تشل" في قضايا معينة مقابل عدم غضب آخرين حتى لا تمنع عنهم اليورو والدولار والين.

رجس من عمل الشيطان

ماذا تمثل السياسة لكم؟

السياسة بالنسبة لى رجس من عمل الشيطان، لأنه لا يوجد سياسي صادق فضلا عن أن كل السياسيين منافقين، ولا تجتمع السياسة مع الصدق أو المبادئ أو القيم، بل يتفق مع السياسة الكذب والخداع، فلذلك تجد أن السياسيين يغيرون أفكارهم مثلما يغيرون أحذيتهم.

حزب الفقراء الشعبي

هل سبق لك الإنضمام إلى أحزاب أو تشكيل حزب سياسي؟

أنا عزفت عن الإنضمام إلى الأحزاب السياسية منذ أيام الرئيس السادات، بالرغم من أنه لدينا أحزاب ليس لها مثيل في دول العالم المتحضر والنامي، فتوجد أحزاب عائلية وأخرى ورقية وغيرها تقوم بدور "الماشطة"، ونظير لها تقوم بدور "المحلل" وينقصنا حزب وحيد هو حزب "الخلع" لأنه يوجد طلاق بائن "بينونة كبرى" بيننا وبين الحكومة، وقد فكرت قبل عامين نظرا لأنه لاتوجد أحزاب لا تستطيع أن تشبع رغباتي، ففكرت أن أتقدم بأوراق حزب جديد للجنة الاحزاب بإسم "حزب الفقراء الشعبي الديمقراطي" على غرار فكرة سياسي بنغالي أسس بنك "الفقراء الشعبي".

من وجهة نظري المتواضعة أن كل الاحزاب التى بدأت من القمة فشلت فأردت أن أبدأ بهذا الحزب من رجل الشارع الفقير البسيط، لأن هؤلاء الناس هم الطبقة المتوسطة الذين يشاركون وهم يتآكلون حاليا وهناك فارق بين القمة والقاع، وقد سبق لي أن تقدمت إلى لجنة شؤون الأحزاب بمجلس الشورى منذ أربع سنوات بأوراق حزب بإسم "الجماهير المصرية"، وبعد أن تم القبض على أيمن نور تقدمت بطلب لتغيير إسم الحزب إلى "حزب الصمت" فاعترضت الجهة التى تقدمت إليها على الأسم، وقلت للمسؤول هذا الحزب سينضم له 80 مليون مصري و200 مليون عربي، وقد بدأت بالفعل في الخطوات الجادة لتأسيس حزب "الفقراء الشعبي الديمقراطي" على مستوى مصر، وقد وصل عدد الراغبين بالإنضمام إلى هذا الحزب حوالى 2000 على مستوى المحافظات ولم أكن أتوقع هذه النسبة في فترة وجيزة.

ومن أبرز بنود برنامج الحزب الدفاع عن نسبة 80% من الشعب المصري الفقراء والبسطاء لأن هؤلاء الناس لا تطمح إلى "شاليه" في مارينا ولا في الساحل الشمالي وإنما تريد أن تسكن وتأكل وتعالج فقط، وهذه الإحتياجات أساسية كمواطن يدفع ضريبة. ولا تقل لي إننا دولة فقيرة لأنني اكتشفت خلال العشر سنوات الاخيرة طبقا لآخر تقرير صادر عن الجهاز المركزي للمحاسبات أن الحكومة بوزاراتها وبأجهزتها المختلفة تدفع 10 مليار جنيه مصري على التعازي والتهاني في الصحف، و10 مليار أيضا تنفقها الحكومة على الشاي والقهوة، و11 مليار ضاعوا في مناجم فوسفات "أبو طرطور"، و 12 مليار ضاعوا في رمال توشكى، ولدينا خير كثير في مصر ولو أن الحكومة قامت بترشيد الإنفاق لتغيرت أشياء كثيرة، وهذا الموضوع جعلني لا أنام فتقدمت بدعوى للمحامي العام للأحوال الشخصية بالحجر على الحكومة، وحدثت مشادة مع المستشار فقال لي هل هناك شئ إسمه الحجر على الحكومة ولماذا الحجر؟ فقلت له: الحجر بسبب السفه والغفلة والجنون.

الانضمام للحزب الحاكم

لماذا لم تنضم إلى عضوية الحزب الوطني الحاكم حتى الآن؟

افتخر بالإنضمام إليه عندما يتم تطهيرالحزب الوطني من بعض عناصر الفساد فيه وهذا ليس نفاق ولا دبلوماسية ولا مواربة، لأنه هناك من بين عناصره من ظنّ وتوهم إمتلاك مصر.

هل خضت من قبل تجربة الترشح لإنتخابات مجلس الشعب والشورى؟

خضت ثلاثة تجارب في إنتخابات الشعب والشورى منها تجربتين في دائرة الأزبكية في إنتخابات الشعب والشورى، وآخرها في مصر القديمة أمام أمين تنظيم القاهرة محمد كمال سليمان وكنت السبب في سقوطه في الإنتخابات وإعتزاله الحياة السياسية وحصلت على حكم نهائي ضده بتهربه من أداء الخدمة العسكرية ولذلك لا يحق له الترشح، وعرضت علّي إحدى قيادات الحزب الوطني بمصر القديمة ثلاثة عروض الأول منصب نائب أمين المهنيين بالحزب الوطني على مستوى القاهرة، ثانيا رفع إسمي ضمن المذكرة الخاصة بأسماء المعينيين في مجلس الشورى، ثالثا: شيك على بياض بقيمة الدعاية الإنتخابية التى قمت بها، لكني رفضت.

تزكية وثقة بالنفس

لماذا إنضممت إلى حزب السلام الإجتماعي وستترشح عنه في إنتخابات الشعب بدائرة مصر القديمة؟

 أنا فخور أن قام بتزكيتي المستشار أحمد الفضالي رئيس الحزب وهو لم يزكني من فراغ، بل لأننى نبيه الوحش المعروف وليس هذا غرور بل ثقة بالنفس، ورشحني لأنه قد أكون من العناصر البارزين لديه، وقد أعطاني إستمارة إنضمام للحزب فقلت له سأوقع عليها ولكننى أريد أن أدرس نظام الحزب، وحتى الآن لم أنضم رسمياً إلى حزب السلام الإجتماعي وقد رشحني لخوض الإنتخابات في دائرة مصر القديمة وحتى الآن لم أتخذ خطوة جدية إزاء الترشح لأنني أحجم عن الإنتخابات بعد الملابسات التى أحاطت بالإنتخابات من قبل في دورات سابقة، ولكن راجعت نفسى وقررت خوض إنتخابات الشعب عن دائرة مصر القديمة، ولذلك دعوت جميع الأحزاب إلى المشاركة في الحياة الحزبية.
إنتخابات النقابة

هل ترشحت لعضوية النقابة العامة لنقابة المحامين؟

بالفعل خضت هذه التجربة في إنتخابات النقابة أثناء رئاسة سامح عاشور وأيضا في الإنتخابات الأخيرة بعد تولى حمدي خليفة المنصب نقيب المحامين وقد أسقطوني ورغم ذلك حصلت على 17.5 ألف صوت بدون أي دعاية. وللآسف لم يجلس على مقعد نقيب المحامين شخص مثل الراحل مصطفي البرادعي والشوربجي، فلم يأت نقيبا يعمل لصالح المحامين، ولا يوجد أحد مخلص لهذه النقابة التى تمثل أغنى نقابة في النقابات المهنية على مستوى الشرق الأوسط وليس مصر فقط، ولم يقدم ثمة خدمات للمحامين وإنما للمصالح الشخصية.

رضا تام

ما أبرز ما حققته في حياتك المهنية والشخصية؟

أنا راض عن مسيرتى لأننى مخلص في عملي ويكفينى فخرا 30 عاما في رسالة المحامة لم يقدم أحد ضدي شكوى كيدية، بل بالعكس. وأبرز ما حققته إنني سعيد بالتصدى للفساد أولا بأول، وكذلك بالتصدي للثوابت الدينية والوطنية أولا بأول، وفخور جدا بالأحكام التى حصلت عليها لأنها أحكام تمثل قيمة ولذلك سأجمعها في كتاب تحت عنوان "إنذارات شائكة، وقضايا ساخنة"، وأيضا هناك كتاب آخر في الطريق بعنوان "كلمات في العضم" وهو عبارة عن مقالات متفرقة كنت قد كتبتها في بعض الصحف، كما سبق لى أن أصدرت كتابا بعنوان "طرائف القضايا"، فضلا عن كتابات درامية.

الفن الراقي

هل أنتم تميلون بطبعكم للفن أم ماذا؟

 على الرغم من أنهم يطلقون عليّ لقب "بعبع الفنانين والفنانات"، لكنني عاشق للفن الراقي النظيف دون إسفاف، لأن الفن مرآة يعكس حضارة أي أمة، فضلا عن أن الفن النظيف يشكل وجدان الرأي العام. إنما أنا ضد أدعياء الفن وأنصاف الموهوبين وضد الغناء بالمؤخرة والصدر والبطن، وضد الغناء بالعضلات، وفي المقابل لي علاقات طيبة مع عدد من الفنانين وألتقي بهم ومنهم جلال الشرقاوي، وأحمد ماهر، وعفاف راضي وغيرهم، كما إقترحت إنشاء جمعية لأصدقاء الراحل الفنان أحمد زكى.
 
سبق لك أن صرحت بأن المحاماة والفن متلازمين. ماذا تعني؟

بالفعل المحاماة والفن توأمين لأن كلاهما يحتاج إلى حرية و إبداع وجو من الشفافية من الصدق، فالمحامي غير الصادق لا يستطيع أن يمارس المهنة والفنان غير الصادق مع نفسه لا يعرف أن يؤدى الأداء الجيد.

 تدهور وإنحدار

معنى أنكم ترفعون دعاوى على مشاهير الفن والفنانين أن هناك متابعة جيدة منكم للساحة الفنية. ماهو منظوركم للحركة الفنية حاليا في مصر؟

حاليا الحركة الفنية في تدهور وإنحدار وهذا شئ طبيعي، لأن من تولى أمر الدراما سواء على الشاشة الفضية أو شاشة السينما "جزارين" لا يفرقون بين هذا وذاك، ومن هنا أناشد الدولة أن تتدخل مرة أخرى في صناعة الفن والدراما لأن بساط الريادة الفنية سُحب من مصر، ولعل ابرز الادلة على ذلك، قيام سوريا الشقيقة بدبلجة أعمال تركية وبتوزيعها فضلاً عما تقوم به من اعمال درامية فائقة على مستوى عال.

"مدينتي" وبلاغ جديد

ما رأيك بقضية "مدينتي" التي رفع دعواها المهندس حمدي الفخراني ضد مجموعة طلعت مصطفى؟

قضية مدينتي لها شقين الأول: توفيق الاوضاع وإن كنت غير راض عنه إلا أنني موافق عليه لسبب بسيط وهو عدم إهتزاز السوق العقاري في مصر لأنه يوجد مستثمرون أجانب وعرب، ولكنني مع الشق الثانى في عدم حفظ بلاغ الأموال العامة لموضوع مدينتي لعدم وجود شبهة إهدار مال عام، ولذلك الوحيد في مصر الذي تقدم بلاغ إلى النائب العام بعد صدور الحكم التاريخي للمحكمة الإدارية العليا والإطلاع على حيثياته بإستخراج الأوراق من الحفظ وإعادة التحقيقات مرة أخرى بناء على الأدلة الجديدة التى ظهرت في حيثيات الحكم التى جاء فيها أن المبلغ المدفوع في هذه الأرض كان زهيدا، فضلا عن إهدار المال العام.

 والسبب الثانى في تقديم بلاغ في إعادة التحقيقات هو وقوع النيابة العامة في خطأ جسيم عندما سألت هؤلاء المسؤولين عن هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بإعتبارهم شهود بالرغم من أنهم متهمين، لذلك أن هؤلاء الذين إستدعوا إلى النيابة تالعامة من مسؤولي هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة كشهود تعمدوا مع سبق الإصرار والترصد حجب معلومات في غاية الخطورة ألا وهي: قالوا إن شركة طلعت مصطفى إشترت بـ291 جنيه للمتر في عام 2005 وجاءوا لهم بأسعار مماثلة في هذا الوقت أنهم باعوها بسعر 237 جنيه يعني ذلك ان هشام مصطفى إشترى بسعر أعلى، ولكنهم نسوا وتناسوا أنه في عام 2002 كان هناك عطاءين الأول رسى على عماد الحاذق والثاني على المهندس حسين صبور، والعطاءين في عام 2002 وباعوا لهم المتر بسعر 625 جنيه، وكيف ذلك فالمفروض أن يكون سعر المتر لشركة هشام طلعت أعلى من هذه الأسعار وليس أقل وهذا أولا، وثانيا أن هؤلاء المسؤولين بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة أخفوا على النيابة العامة أن مؤسسة أخبار اليوم وهي مؤسسة حكومية حصلت على أرض ملاصقة لـ"مدينتي" وإشترطت الهيئة على أخباراليوم أن تقدم لهم نسبة 16% في حين إشترطوا على شركة هشام طلعت نسبة 7% كيف ذلك؟ إذن شبهة إهدار المال العام قائمة وأنا سأظل حتى يستخرجوا البلاغ ويحققوا مع المسؤولين وعلى رأسهم وزير الإسكان والتعمير الأسبق محمد إبراهيم سليمان ويتم تقديمهم للمحاكمة لكى يكونوا عبرة وعظة لغيرهم في أي تفريط في شبر من أراضى مصر، ورقم البلاغ الذى

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها