مرسي جميل عزيز.. شاعر الألف أغنية وجواهرجي الكلمة
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٩ فبراير ٢٠١٦
كتب – محرر الأقباط متحدون
يمر اليوم 36 عامًا على رحيل شاعر غنائي من نوع خاص جدًا، لقب بشاعر الألف أغنية وجواهرجي الكلمة، مرسي جميل عزيز، الذي عبر عن المشاعر الإنسانية المختلفة والمتعددة من فرح أو حزن أو حب أو هجر أو عذاب، كما كتب العديد من الأغاني الوطنية.
ولد الشاعر مرسي جميل عزيز، في 15 فبراير 1921 مدينة الزقازيق، محافظة الشرقية، والده من كبار تجار الفاكهة، وقد مكنه من أن يشبع ميوله واهتماماته الأدبية والفنية وهو صغير فحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم، كما حفظ المعلقات السبع كاملة وقرأ لكثير من الشعراء يتقدمهم (بيرم التونسي)، كذلك تأثر بنداءات الباعة على الفاكهة وبالأغاني الشعبية واستوعبها.
ظهرت ميوله للشعر مبكراً وتحديداً في سن الثانية عشرة، وفى مدرسته الثانوية وبعدها كلية الحقوق أصبح رئيساً وعضواً لعدة جماعات أهمها الشعر، والآداب، وأيضاً فنون التصوير، والموسيقى، والتمثيل، كما انضم لفريق الرحلات.
حصل على شهادة البكالوريا عام 1940 والتحق بكلية الحقوق، كانت أول أغنية تذاع في الإذاعة المصرية عام 39، ولم يتجاوز عمره وقتها 18 عاماً وكانت باسم (الفراشة) ولحنها الموسيقار الكبير (رياض السنباطي) وفى نفس العام ذاعت شهرته عندما كتب أغنية (يامزوق ياورد لى عود) التي غناها المطرب (عبد العزيز محمود) وبعدها بدأ رحلة شعرية طويلة فكتب كلمات لكبار الملحنين ليغنيها كبار المطربين والمطربات.
غنى كلماته (عبد الحليم حافظ) له وكان له النصيب الأكبر: 35 أغنية. بالإضافة إلى الثلاثية الشهيرة التي غنتها السيدة (أم كلثوم) ولحنها (بليغ حمدي): (سيرة الحب، فات المعاد، ألف ليلة وليلة)، وهو الشاعر المعاصر المصري الوحيد الذي غنت له السيدة (فيروز) قصيدته (سوف أحيا) وصار اللقاء بينهما نقطة فارقة، ليس في مسيرته الإبداعية فحسب، بل في الحياة الثقافية العربية بوجه عام، وأصبحت الأغنية بعدها واحدة من أهم الأغنيات في تراث الإذاعة المصرية، حيث سجلت في أستديوهاتها أثناء زيارة فيروز والرحبانية لمصر.
هو صاحب كلمات عدة أغاني شهيرة مثل (بيت العز، زغرودة حلوة رنت فى بيتنا)، ألف عدة أغاني طابعها التفاؤل مثل: (ليه تشغل بالك، ضحك ولعب) وهو أيضاً صاحب القصيدة الشعرية والأغنية الإنسانية التأملية مثل (غريبة منسية) لنجاة و(أعز الناس) لحليم و (من غير ليه) لعبد الوهاب، كتب أيضاً عدة أغاني وطنية منها (بلدي يا بلدي) لـ(عبد الحليم حافظ)، و (بلدي أحببتك يا بلدي) لـ(محمد فوزي).
إلى جانب كونه شاعرًا فقد كتب القصة القصيرة والسيناريوهات لبعض الأفلام، كما أن له بعض المقالات الصحفية نشرها في بعض الصحف المصرية.
كرمته الدولة بوسام الجمهورية للآداب والفنون عام 1965، وأطلقت محافظة الشرقية اسمه على الشارع الذي كان يسكن فيه بمدينة الزقازيق.
تزوج في عام 1946 وأنجب ابنا واحدًا هو اللواء (مجدي) وثلاث بنات هن (وجدان) المحامية، الدكتورة (ماجدة مرسي جميل عزيز) أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا والدكتورة (نهاد) وهي طبيبة أطفال.
رحل عن عالمنا في التاسع من فبراير 1980 عن عمر يناهز التاسعة والخمسين.