الأقباط متحدون | صوتى الذى كاد أن يسقط الحكومة الإسترالية والانتخابات المصرية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٤٠ | الاثنين ٢٥ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٥ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

صوتى الذى كاد أن يسقط الحكومة الإسترالية والانتخابات المصرية

الاثنين ٢٥ اكتوبر ٢٠١٠ - ١٥: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: صبحي فؤاد
طيلة السنوات الثلاثون الماضية لم اصوت مرة واحدة فى الانتخابات الفيدرالية الاسترالية لصالح حزب الاحرار بحكم انتمائى للطبقات الكادحة المتوسطة الدخل التى لايعيرها ادنى اهتمام المسئولين عن هذا الحزب وايضا بسبب تبنيه سياسات تخدم اصحاب الاعمال الكبار وابناء الطبقات الغنية اكثر من غيرهم ولكن عندما جريت فى شهر اغسطس الماضى الانتخابات قررت للمرة الاولى منذ هجرتى الى استراليا  التصويت ضد الحكومة العمالية الحالية برئاسة "جوليا جليارد" لفشلها فى رفع المعاناة والصعوبات التى اصبحت الغالبية تواجها هنا بسبب ارتفاع الاسعار وتكلفة المعيشة.

ذهبت وبحماس شديد صوت ضد الحكومة على امل ان ينجح صوتى واصوات ملايين غيرى فى تغيرها واستبدالها بحكومة اخرى تلتزم بوعودها عبر صناديق الانتخابات ولكن للاسف عندما اعلنت نتائج الانتخابات كانت النتيجة تعادل حزب الحكومة الحاكم مع حزب الاحرار المعارض مما اضطر الحكومة لتكوين ائتلاف مع النواب المستقلين للاستمرار فى الحكم لمدة ثلاث سنوات اخرى .

يومها ادركت اهمية صوتى فرغم انه مجرد صوت واحد من ضمن 14 مليون صوت على مستوى استراليا كلها الا انه كاد ان يسقط الحكومة الاسترالية ويحسم الانتخابات لصالح الحزب المعارض ...              ولو كان هناك عدة الوف اخرين مثلى ادركوا اهمية اصواتهم وقدرتهم على تغير المجتمع الى الافضل بطريقة سلمية عبر صناديق الانتخابات  لما تمكنت حكومة العمال من التحالف مع اربعة او خمسة من المستقلين والاستمرار لثلاثة اعوام اخرى رغم انف ملايين المعارضين .

للاسف مثلما يوجد فى دول العالم الاخرى المشككين فى اهمية اصواتهم وقدرتها على احداث التغير المطلوب الذى يتطلعون اليه يوجد ايضا فى استراليا مئات الالوف يذهبون الى صناديق الانتخابات لمجرد تجنب فرض غرامة عليهم لان التصويت فى الانتخابات اجبارى بالقانون ونجدهم يقومون عمدا باهدر اصواتهم ..ويكفى ان نعرف ان عدد الاصوات الباطلة التى اهدرها اصحابها فى الانتخابات الاسترالية الماضية - بلغت 618000 الف طبقا للمصادر الرسمية - كانت كفيلة بحسم المعركة الانتخابية لصالح الحكومة او المعارضة فى نفس اليوم بدون الحاجة الى الانتظار عدة اسابيع لكى تقنع الحكومة المستقلين بالانضمام اليها لتشكيل الحكومة الجديدة .

على  اى حال والحق يقال ان الانتخابات تجرى فى استراليا بطريقة متحضرة راقية تتسم بالشفافية والنظافة والابتعاد عن الهمجية والاثارة والانفعالات والانتهازية السياسية .. والاهم من كل هذا ان الجميع يتقبلون النتائج وحكم الناخبين عليهم بروح رياضية عالية فيقر المهزوم بهزيمته بطريقة علنية ولا ينسى تهنئة منافسة الفائز وتمنى التوفيق له ثم يعلن الفائز قبوله بتكليف الشعب له والتعهد ببذل اكبر جهد لتحقيق مصلحة الوطن ومطالبهم العادلة والالتزام بكل وعوده التى قطعها على نفسة قبل الانتخابات .

اخيرا مع حلول موعد انتخابات مجلس الشعب المصرى فى الشهر القادم والانتخابات الرئاسية فى العام القادم امل ان يدرك كل مصرى اهمية صوته الانتخابى رغم كل ما نسمع عنه من تزوير وغش وتلاعب فى نتائج الانتخابات لصالح الحزب الوطنى الحاكم .. ورغم الدعوات التى تدعو وتحرض على مقاطعة الانتخابات.  نعم قد يكون التوجه الى صناديق الانتخابات فى وجود النظام الحالى مضيعة للوقت والجهد ولكن اكيد هذا النظام لن يستمر الى الابد وسوف ياتى اليوم الذى يمكن لابسط مواطن مصرى ان يسقط رئيسه او حكومته ليس بالعنف والشغب والبلطجة والاعتصامات اوالتظاهر فى الشوارع كل يوم جمعة وخميس وانما عن طريق صناديق الانتخابات واختيار من يريدون والتصويت ضد من لا يجدون فيهم القدرة والكفأة على تحقيق مطالبهم المعقولة العادلة وحل مشاكلهم وتوفير احتياجاتهم الاساسية مثلما تفعل الشعوب الحرة فى دول الغرب الديمقراطية .

اننى على ثقة تامة ان الشعب المصرى لا يقل فى وعيه ووطنيته وحبه لبلده باى حال من الاحوال عن الشعب الاسترالى ولكن ما يأخذ على غالبية المصريين سلبيتهم الشديده واستسلامهم العجيب غير المفهوم لارادة الحاكم وسلطاته بدلا من حدوث العكس وعدم اصرارهم على الحصول على حقوقهم السياسية كاملة .

لا شك ان خروج الغالبية الصامته فى مصر من حالة السلبية التى تعيشها منذ ما يقرب من ستين عاما سوف يغير اوضاع كثيرة فى مصر الى الافضل من ضمنها بطبيعة الحال تغير نظام الحكم بطريقة ديمقراطية سلمية عبر صناديق الانتخابات ..

ترى هل اجدنى احلم او اطلب المستحيل اذا قلت اننى اتطلع الى ذلك اليوم الذى يكتب فيه مواطن فى مصر مثلى قائلا ان صوته اسقط او كاد يسقط الحكومة المصرية ؟؟

اكيد هناك امل طالما بقينا احياء على وجه الارض وطالما اطلت علينا الشمس بنورها الساطع صباح فجر كل يوم .
sobhy@iprimus.com.au




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :