بقلم: ويصا البنا
من مبدأ أن المساواة في الظلم عدل وفي ظل توجه بعض أعضاء مجلس الشعب من الجماعة المحظورة لسن تشريع تطبيق قانون الردة على المتنصرين، وفي ظل هذا المناخ المشع بقتل الحريات وازدراء الآخر والوصاية على الأديان والحريات، إننا نطالب العالم كله بجميع طوائفه ومعتقداته وأديانه السماوية والوضعية أن ينتهجوا هذا التشريع القاتل للحريات وأن يجعل كل معتقد أو دين قوانين لقتل من يرتد عنه لنصبح غابة البقاء فيها لمن يحكم.
ونطالب دول الغرب بوضع مادة في دساتيرهم تنص على أن دين الأغلبية هو المصدر الرئيسي للتشريع ففي بعض البلدان ستكون البوذية والبعض الآخر المسيحية أسوة بما تفعله الدول العربية التي تنص على أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع.
وبعد أن يناقش العالم هذا الوضع لنرى رد فعل إخوان مصر فكل دولة تعتز بدينها وتفتخر به وغالي عليها.
ولتمنع الدول في العالم التبشير بأي دين يخالف دينها، وتتعامل مع الآخرين على أنهم أقليات وتمنحهم فقط الحرية الممنوحة للأقليات في العالم العربي وبذلك تكون الكفة اعتدلت وكل واحد أخد حجمه الطبيعي، ولا مانع من تخصيص أجهزة لمحاربة أي دين يخالف دين الدولة الرسمي والتضييق على من يعتنقه وهدم أماكن العبادة الخاصة بهم وإدخال من يفكر في ترك دينه إلى مستشفيات تحت رعاية الدولة للتعذيب والإغتصاب ليشعر الجميع بالظلم والقهر، ولا مانع أيضاً من إنشاء جماعات محظورة تعمل بأجندة حكومية، ولا مانع أيضاً من تجنيد كام صحفي لمهاجمة وازدراء دين الآخر ولكن مع ملاحظة أن الازدراء يكون من طرف واحد، أي أن يزدرى معتقد الآخر لكن دين الأغلبية لا يستطيع أحد الاقتراب منه.
إذا تم إقرار هذا التشريع فستنتهي الأخبار الخاصة بحرية الأديان وتبقى فرصة جميلة للعالم المتقدم أن ينزل بمستوى الحريات ليشعر بما يعانيه العالم العاشر إللي هو إحنا!!
بالطبع هذه دعوة تخالف ما نحلم به من تحرر الشعوب من الهوس الديني، ولكنها باتت ملحة لرفع الوصاية عن الأديان وليفكر فيها إخوان مصر خاصة قبل التشريع أو مشروع القانون المتقدمين به لمحاربة الردة.
ماذا لو طبق هذا القانون في العالم كله كل دولة بدين أغلبيتها من سيكون الخاسر؟
ليتنا نتخلى عن الغطرسة وفكر أننا نعيش في جزيرة منعزلة عن العالم.
ماذا لو أصبحت معاملة الأقليات بالمثل في العالم كله؟
بالطبع سنعيش جميعاً في غابة تخلو من البشر وسيكون البقاء للأقوى.
الله تبارك اسمه لا يحتاج من يدافع عنه فهو خالق الكل ومن ذا الذي قال والرب لم يأمر.
ليتنا ننتبه إلى حال مواطنينا وإلى الفقر والجوع القادم ونترك الله يدافع عن دينه وعن نفسه، فالله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى حزب ولا إلى جماعة تنصره ولكن الأوطان في احتياج لمن يفكر فيها وفي مستقبلها ورفع مستوى المعيشة فيها.