الأقباط متحدون | الجذور مصرية !
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٢٨ | الثلاثاء ٢٦ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٦بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٧ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الجذور مصرية !

الثلاثاء ٢٦ اكتوبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: نسيم عبيد عوض
  شهدت مصر فى الفترة الأخيرة ومازالت تداخلات ومزايدات فى تأريخ الجذور المصرية , وذلك عقب قول ألأنبا بيشوى " أنهم ضيوف مصر" , كذلك قول أسقف آخر ان المصرى ليس عربيا , وعلق الكاتب " محمد عصمت سيف الدولة " على قناة الفراعين بقوله(( أن مصر عربية إسلامية)) , والمشكلة الأساسية فى تخبط الناس فى تاريخ  جذور مصر , سببه الرئيسى تجاهل الدولة او محوها للتاريخ الحقيقى لمصر ,وقد قامت بحذف الحقائق التاريخية عن مصر وقت الغزو الإسلامى لها , بعد أن كان يدرس فى كتب التاريخ المصرى قبل ثورة 52 , وحتى تاريخ مصر فى العصر القبطى , لا يعلم عنه طلاب مصر شيئا , واتاحوا لكل من يحاول تزييف التاريخ الفرصة ليكتب كيفما شاء , ولكن التاريخ لا يموت , فالكتب والمراجع والمؤرخين العرب والأجانب , كل هذا لا يمحوه الزمن , موجود ويحتاج ان يخرج الى عقول الدارس فى كل مراحل الدراسة , ليعرف المصرى حقيقة جذورة,
     
    وتتعجب من كتب التاريخ التى تدرس فى المدارس والجامعات ,التاريخ الفرعونى لجذب السياحة ,  تاريخ العرب الإسلامى, تاريخ أوروبا و ولا يوجد إشارة لتاريخ مصر قبل الغزو العربى لمصر والأقباط أبان الحكم العربى لمصر , وهذا أمر محير ومشين لعقلية الدارس وعلماء التاريخ , لأن ذكر التاريخ الحقيقى لا يقلل من مصر ولا ينقص من مسلمى مصر  , بل على العكس تماما إذا درس علم التاريخ الحقيقى عن مصر القبطية وحقيقة العصر القبطى ومساهمته فى تقدم مصر وماحولها , لكان ذلك مهدئا لنفوس الغير عارفين عن تاريخ بلدهم حتى ولو كان مسيحيا , فتاريخ الأمم لا يزول ولذلك سأقلب معكم صفحات التاريخ الحقيقى عن بعض العناصر المهمة فى الجذور المصرية لنعرف أصل المصريين . وهل هم عرب أم مصريون:

اولا: الأصل العرقى: المصريون من أصل حام ابن نوح كما ذكر الكتاب المقدس" فجاء إسرائيل عى مصر ويعقوب تغرب فى أرض حام " مز105: 23 ,( رجاء الرجوع لمقالتى الأصول الجنسية للأقباط " بتاريخ 18 أغسطس الماضى,) " وهم أحفاد مصرايم بن حام ,لذلك سميت البلاد باسم مصر, وليس المصريين ساميين , لأن سام ابن نوح إتجه وعاش فى بلاد آسيا وبدأوا حياتهم من أرض الكلدانيين وتفرعوا للجزيرة العربية وكل أرض كنعان حتى البحر المتوسط , لذلك فأن الأسيويين من أصل سام , وفى هذا يجمع العرب واليهود أصل واحد هو سام أبن نوح, وهذه حقائق التاريخ , فالعربى عرقيا غير المصرى , وقد أيد ذلك كل علماء الأجناس , وفى كتاب جمال حمدان شخصية مصر – عبقرية المكان – أكد ان الأقباط ينتمون أساسا الى مجموعة الحاميين الشرقيين, وهم مجموعة لغوبة واحدة" , ويفرق هؤلاء العلماء بين المصريين الذين هم من سلالة الفرعنة وبين المسيحيين العرب على أرض مصر والذين لم تختلط دمائهم بالدم الحامى , كما أكد العلماء على ان توافد الغزاة على مصر لم يغير  من عرق المصريين الأصلى بل بقى كما هو علية حتى الآن رغم الغزوات المتتالية على شعب مصر, وعندما قدم الغزو العربى وصل عمرو بن العاص على أبواب العريش  ومعه 4000 فارس , ومع شدة المقاومة للغزو  وبعد طلب المعونة ارسلوا له مددا حتى وصل عدد العرب الغزاة الى 20ألف,  وقد أتى الفرسان العرب ذكورا فقط ولا يعقل أن يغير هؤلاء العشرين الف العرق المصرى , ولذلك المصرى بأصوله الفرعونية رغم تحول المسيحيين الى دين الإسلام , فأنت ياعزيزى المسلم أصلك قبطيا وبالتالى فرعونيا "مصريا" ولا يمت للأصل العربى الا  نسبة لا تتعدى 1من عشرة فى المائة إذا كانت موجودة الآن , كما سأوضح لك فى البند التالى.

ثانيا : عدد الأقباط  وقت الغزو العربى: أجمع المؤرخون المسلمون والمسيحيون الذين أرخوا لفترة دخول العرب لمصر , أن عدد من فرضت عليهم الجزية ( وهى دينارين ) بحسب معاهدتى بابليون والأسكندرية بلغوا ستمائة ألاف ألف ( ستة ملايين دينار ) وذلك مقدار الجزية وحدها بخلاف الخراج – وهى الضرائب التى فرضت على الأراضى وخلافة وسميت بالخراج- وتم جمع منها اثنى عشر ألف ألف دينار ( اثنى عشر مليونا) , وحيث ان الجزية كانت تفرض على الذكور فقط ممن تبلغ أعمارهم من 15 إلى 60 سنة , مع إعفاء النساء والشيوخ والصبيان والمعوقين غير القادرين والرهبان , وحيث ان الذين كان ينطبق عليهم شروط دفع الجزية يقرب من ربع سكان مصر من القبط على الأقل , فإذا أضفنا لهؤلاء الذين فرضت عليهم الجزية , عدد من أعفوا من النساء والشيوخ والأطفال والغير قادرين والرهبان بأعدادهم الهائلة فى ذلك الوقت , فكان عدد سكان مصر  من القبط يبلغ على الأقل 25 مليون نسمة, وحتى المؤرخ الانجليزى (ستانلى لين بول) يقول ان ابن الحكم يقدر دافعى الجزية (ضريبة الرأس من ستة إلى ثمانية مليون نسمة , ومعنى ذلك ان عدد سكان مصر كان يبلغ نحو ثلاثين مليون قبطى( كتاب تاريخ مصر العصور الوسطى ص 19 – ستانلى لين بول-) وكما تقول الدكتور سيدة الكاشف فى كتابها مصر فى عصر الولاة ص122-123 – ( يظهر ان العنصر المالى الرئيسى الذى كان يهتم به العرب هو الجزية, ولذا كانت الجزية سببا فى إسلام كثيرين من الأقباط الذين أرادوا التخلص من دفعها, وهذا طبعا معناه نقص دخل الدولة , حتى وصل الأمر بالخليفة عمر بن عبد العزيز ارسل لوالى مصر – حيان بن شريح - بأن يجعل الجزية على موتى القبط واحيائهم , وعندما كثر عدد الأقباط الذين دخلوا الإسلام كثر العبء المالى على من بقى على دينه منهم فبدأوا بفرض الجزية أيضا على الرهبان , وخصوصا فى عصر الوالى عبد العزيز بن مروان (658-705) وأيضا من كتاب سيدة الكاشف ص129- وبسبب الحاجة الى المال كان بعض الخلفاءوالولاة يستمرون فى جمع الجزية ممن يسلمون , وعندما قرر الخليفة العباسى أبو العباس السفاح(745م)  إعفاء كل من يسلم من الجزية , تخلى كثير من المسيحيين عن دينهم وأعتنقوا الدين الإسلامى بسبب فداحة الجزية والأعباء الملقاة عليهم. , ويقدر المؤرخون عدد من ترك مسيحيته ودخل دين الإسلام حوالى 80% من عدد سكان مصر , فأنت ياعزيزى المسلم حفيد من أل 80% ام العشرين ألف عربى.

ثالثا : الحفاظ على بقاء الأقباط فى مصر: وحسب ما كتبه الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية  فى الفصل الخاص " الأقباط تحت الحكم العربى" ومراجعة كانت ( كتاب ألفريد بتلر " فتح العرب لمصر والثلاثين عاما الأخيرة من حكم الرومان (أكسفورد 1902) وكتاب ستانلى لين بول السابق الإشارة ايه "
 أنه بإستثناء ماحدث فى عهد الحكم بأمر الله , كحالة من حالات الجنون , فليس هناك حاكم عربى آخر حاول أبدا إبادة الأقباط أو القضاء عليهم , والعكس هو الذى حدث, فقد تم الحفاظ على الأقباط لعدة أسباب منها:
 
1-أن الأقباط مصدر كبير لموارد الدولة المالية
 2- الخصائص العرقية للأقباط.
  3- ولاء الأقباط الذى لا يهتز ولا يتذبذب لكنيستهم وصمودهم التاريخى فى حماية عقيدتهم التى هى عقيدة أبائهم واجدادهم,
 4-    توحدت فى الأقباط كل عناصر التماسك فى بنيتهم الإجتماعية مما جعل طائفتهم أثرا عتيدا باقيا عبر  العصور.
 5- كانت صفاتهم الخاصة محل تقدير لا يختلف عليه أحد من جيرانهم المسلمين أو حكامهم.
 6- أن الأقباط قد إستطاعوا تنمية قدرتهم الخاصة فى إدماج أنفسهم فى الكيان السياسى للدولة الإسلامية ودون أن تفقدهم شيئا من طريقة حياتهم الروحية أو هويتهم الدينية, لذلك اجتازوا كل مخاطر تهدد حياتهم المضطربة , ومازالوا كأقلية راسخة ينعمون بالأمن والقوة.

رابعا:اللغة والسمة المصريه : للأخ الذى ينكر هويته المصرية ,  لغته المصرية أو أصله العرقى الفرعون , عليه أن يسافر الى أى بلد عربى ويقارن بينه وبين سكان تلك البلاد العربية فى اللغة التى يتحدث بها فى مصر وتلك اللغة التى يتحدث بها العربى , هذا إذا فهم مايقولون , ثانيا فى الشكل , السمة والسحنة المصرية التى ورثتها عن أجدادك المصريين وصعب فقدانها مختلفة عن سحنة وشكل العربى , فأنت مصرى ولا تنكر مصريتك , أما كونك عربيا فهذه أمور سياسية لا تبرر تنازلك عن  مصريتك.
   وأخيرا ماكتبته نقلا من كتب التاريخ المحجوبة عن أعين وفكر وعقل المصرى , ويوم ان تدرس وتوضع وتخصص  لها المناهج العلمية سيستقر الخلاف ويعود كل واحد لأصله الحقيقى, وننعم جميعا بمصريتنا التى نتفاخر بها جميعا مسلمين ومسيحيين أمام كل العالم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :