الأقباط متحدون | دعوة للنجاح والتفوق
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٤٢ | الاربعاء ٢٧ اكتوبر ٢٠١٠ | ١٧ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٨٨ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

دعوة للنجاح والتفوق

الاربعاء ٢٧ اكتوبر ٢٠١٠ - ١١: ٠٢ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أفرايم الأورشليمي
التعلمُ من الماضي العريق
 نحن نحيا في عصر من أبرز سماته التقدم المعرفي والتكنولوجي المتلاحق، ولا مجال فيه للتقدم والرقي والتفوق إلا لمن لديه العلم والمعرفة والخبرة والحكمة والتفوق.. ولأننا أبناء بناة أول حضارة عرفها التاريخ إلي الآن؛ يحار العلماء في معرفة أسرارها في مختلف مجالات الحياة. في البناء يتعجب العالم كيف بني أجدادنا الأهرامات! وفي الطب يحارون في ماهية فنون التحنيط، وفي النحت والرسم. وفي الفلك نجد أدق التقاويم هو التقويم الفرعوني منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، في الفلسفة نحن أبناء من عرفوا فجر الضمير الأخلاقي- وهذا ما شهد به "جيمس هنري برستيد" في كتابة فجر الضمير- فنحن نحمل هذه الجينات الوراثية لأجدادنا العظماء وعلي أكتافنا تاريخهم وفي عقولنا حضارتهم. نحن أبناء كنيسة علم وروحانية ونسك، وعندما جاء مار "مرقص االرسول" إليها، وجدها تموج بالفلسفات الوثنية واليونانية؛ فأسس مدرسة لاهوتية في "الإسكندرية" تغلَّبت مع الوقت بلاهوتها ومعرفتها، وغيَّرت وجه العالم، وتخرَّج منها كبار القادة في الكنيسة ولاهوتييها،  وتعلم فيها كل طالبي المعرفة في الشرق والغرب.

وبجوار تلك المدرسة، نمت وترعرت الرهبنة القبطية كمنهج حياة يقوم علي النسك والروحانية والمعرفة العميقة. وإلي أديرتنا جاء وتعلَّم كبار الآباء القديسين الذين أسسوا الرهبنة كالقديس "هيلاريون" الكبير في "فلسطين"، والقديس "جيروم" و"روفينوس" و"يوحنا كاسيان" في الغرب. وعلي رهبانيتنا وكتبها تتلمذ القديس "يوحنا ذهبي الفم" والقديس "باسليوس الكبير" والقديس "اغريغوريس اللاهوتي" في آسيا. ومن رحم هذه الرهبنة، خرج بطاركة الكنيسة العظماء "أثناسيوس" و"كيرلس" و"ديسقورس"، وصولاً لقداسة البابا "شنودة الثالث" حفظة الله ومتعه بالصحة وملء النعمة.

الحاضر وامكانيات التقدُّم
لذا فنحن نحمل في قلوبنا هم النهوض بكل شبل وزهرة، شاب وفتاة، رجل وامرأة، لينمو ويعرف ويختبر ويتقدم ويتميز وسط ظروف صعبة ليشق طريقه في القرن الواحد والعشرين، وينجح ويساهم في بناء نفسه وأسرته وبيته ومجتمعه، محتفظًا بإيمانه القويم وتواضعه الحقيقي، فلا يغتر أو يتكبر، ولا يشعر أيضًا بالعزلة والسلبية، أو يتعبه الشعور بالنقص.. إن الكتاب يحذِّر من الجهل قائلاً: "هلك شعبي من عدم المعرفة" (هو 4 : 6). ويدفعنا الكتاب إلى المعرفة وجني ثمارها قائلاً: وبالمعرفة تمتلئ المخادع من كل ثروة كريمة ونفيسة (أم 24 : 4). والمعرفة تحتاج إلي التطور الدائم والتقدم إلي الأمام، كما قال القديس "بولس الرسول": "أيها الإخوة أنا لست أحسب نفسي إني قد أدركت، ولكني أفعل شيئًا واحدًا إذ أنا أنسى ما هو وراء، وأمتد إلى ما هو قدام" (في 3 : 13). وهذا ما يدعونا إليه القديس "أغسطينوس" إنه لا سبيل لنا إلى النجاة من الرجوع إلى الوراء، إلا بالاجتهاد الدائم في الارتقاء والتقدم إلى الأمام؛ لأننا حينما نقف في جرينا، نرتد إلى الوراء، فعدم التقدم يعني التقهقر فإن أردنا ألا نرجع إلى الوراء علينا أن نسرع راكضين على الدوام بلا راحة".

إننا نرى من مشاهير الأقباط في داخل "مصر" وخارجها، أمثلة نعتز ونفخر بها، ولنا في قداسة البابا "شنودة" قدوة ومثال في الروحانية والعلم والحكمة. وفي رجال الأعمال الناجحين كالإقتصادي الناجح "أنسي ساويرس" و"ثروت باسيلي" وغيرهم.  ولنا في رجال المهجر أمثلة رائعة في النبوغ والعطاء والنجاح، كالراحل المعطاء "عدلي أبادير" والبروفسير طبيب القلب الشهير "مجدي يعقوب"، وغيرهم الكثير..

أنواع من المعرفة
إن عالم المعرفة لا يُحد، ويتطور بسرعة، ويومًا بعد يوم يزداد التسارع في التقدُّم وعالم المعرفة والابتكار. وكلما عرفنا أكثر أدركنا مقدار جهلنا بأمور أكثر وأعظم.
وفي عصر التخصص والعولمة، ندعو شبابنا إلي المعرفة الشاملة بالله ونفسه وعالمه، ومعرفة متخصصة يبرز فيها في مجال تخصصه ويتفوق ليكون نورًا للعالم، وملحًا يعطي مذاقة روحية للمجتمع. ويشتم منها الآخرون رائحة المسيح الذكية، وعبق التاريخ، ونجاح الحاضر، وطموح المستقبل.

المعرفة الروحية
نحن نحتاج للإستنارة الروحية لعقولنا وقلوبنا وأرواحنا في مسيرة حياتنا علي الأرض. ووسط صعوبات الحياة وشرورها، نحتاج لنور السيد المسيح العجيب ليضئ علينا لنكون نورًا، ونسير في النور، ونسكن أخيرًا في الملكوت السماوي. وهذا يحتاج لسلاح الايمان العامل بالمحبة "تعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة لكي تمتلئوا إلى كل ملء الله" (أف 3 : 19).
إن الايمان القوي يمنح الإنسان سلامة التفكير والهدوء وراحة البال وسط عواصف الحياة، ويدفعنا للأمانة في العمل، والتفوق في الدراسة، والالتزام والإتزان في الحياة.

 المعرفة النفسية
نحتاج إلي معرفة أنفسنا، وهذا ما نادى به الحكماء منذ قديم الزمان؛ لأن من عرف نفسه عرف الله، واحترم الآخرين، وعرف دوافع سلوكهم وتصرفاتهم، والتمس الأعزار لأخطائهم، وتعرَّف علي نواحي القوة والضعف في شخصيته، وعالج نقائصها وبرز في نقاط قوتها. إننا لا نستخدم إلا القليل من امكانيتنا وقدراتنا، ونهمل الكثير من مواهبنا فتخبوا مع الأيام والسنين. ولهذا نحن مدعوون إلي الكمال الروحي والنفسي والإجتماعي.

المعرفة العلمية
لكي يجد الشاب أو الفتاة فرصة عمل كريمة في مجاله، عليه بالتفوق في دراسته واستغلال وقته استغلالًا أمثل، وعدم الإكتفاء بالشهادات الدراسية. عليه بالإلمام بعلوم الكمبيوتر وأكثر من لغة حية. عليه بمواصلة البحث والتحصيل وعدم إضاعة الوقت فيما لا يفيد. عليه بالوصول إلي حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجهه. عليه بالأمانة في حياته في أي عمل يعهد إليه القيام به.

المعرفة التاريخية والأدبية
من وعي التاريخ في فكره، أضاف أعمارًا إلي عمره. علينا بمعرفة تاريخنا للتعلم من أخطاء التاريخ ونقاط قوته ومعرفة أمجاده.. وكما أن التاريخ يعطي العبرَ،  فالأدب يعطي الحكمة وطاقة من النور يطل بها علينا المفكرون والأدباء.
إن دراسة الفلسفة والحكمة تمنحنا صحة التفكير مع سلامة التصرف.. وفي كل المعارف يجب ألا نكون متلقين فقط، بل يكون لنا الفكر النقدي والمثقَّف الذي يقبل ما يبني، ويرفض ما لا يتوافق مع مبادئه وأخلاقه..

طموح المستقبل
إن هدفنا من النجاح وتقدُّمنا الحضاري والعلمي، هو الرقي بمقدراتنا والنجاح في حياتنا، وأن نكون شهود أمناء لله، ومساهمين في بناء الأسرة السعيدة والمجتمع الناجح، وأن نكون أبناء بررة لكنيستنا العريقة. "مصر" أرض الأجداد التي ارتوت بدماء شهدائنا وعرق أجدادنا، هي هم الحاضر ومستقبل الأبناء، وهي وطن يعيش فينا كما يقول قداسة البابا "شنودة"، وعلينا أن نعمل ونصلي من أجل كل إنسان وذرة تراب فيها، ونهوض كل واحد منا هو لبنة في النهوض بها.

إننا نسعي أن نكون مواطنين صالحين فيها، لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات. وهذا يحتاج منا إلي الوعي والمعرفة والتفوق والمشاركة الفاعلة في كل جوانب الحياة العلمية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية "وهذا أصليه أن تزداد محبتكم أيضًا أكثر فأكثر في المعرفة وفي كل فهم". (في 1 : 9)، "ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد، قدِّموا في ايمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففًا، وفي التعفف صبرًا، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت، تصيِّركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح" (2بط5:1-8).




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :