خليها على الله
بقلم :مجدي إبراهيم شاكر
تعرفت منذ حوالى اربع سنوات على شخص متواضع , يحب الخير للجميع ويحاول بقدر امكانه مساعده من يرى انه بالحاجه لمد يد العون , وكنت آنذاك فى اشد الحاجه لمن يصغى الىٌ . فقط يصغى . فعندما يسمعنى احداً فقد حل لى نصف مشكلتى , تحدثت اليه فى كل ما كنت اشعر من ضيق وقتها ,وهدائنى وربت على كتفى بيداً حانيه وقال لى ان الساهر على راحتنا جميعا يرى ويسمع , فاترك له الأمر ولا تفكر كثيراً , وفعلت كما قال ,وظلت صداقتنا قويه كلما سقط احدنا يقيمه الاخر , ولكنى دائما كنت اشعر ان هذا الرجل يخفى بداخله شيئا ما لا يريد البوح به , ولكن ما هذا الشىء لا ادرى .. ودارت الأيام ومرت الشهور تلو الاخرى ورأت عيناى عيناه تتساقط مطرا وقد اغرورقت بدموع الأسى والحزن والألم , حاولت ان احرك الوقت جاهدا كى يمضى بألمه وقسوته وينسى صاحبى ما جرى له او ما تألم منه , ولكن دون جدوى فهو مختنق بالبكاء ولا يستطيع حتى النطق بالكلمات . وبعد عده ايام سألته لما لا تجلس مع والدك وتتحدث معه فخير الإصدقاء حينما يضيق بك الحال يكون والدك او والدتك او اخوتك ,وهنا تكلم الشقى وقال والدتى فى احضان السماء وانا وحيد ابى وامى ووالدى هو ما ابكى لآجله !! لم اسأله شيئا ولكنى تركته يسترسل فى كلامه فقال والدى رجل بسيط كان وفى جدا فى عمله وكان مديرا لاحد البنوك المصريه ؛ كان لا يستطيع ان يترك مكانه الا عندما يطمئن انه كل شىء على ما يرام وان كل الحسابات والعُهد وما الى ذلك سليمه وتسير فى خطاها الطبيعيه ؛ وحين دارت عجله الإيام بنا ورفض القدر ان يتركنا سالمين نعمل بشرف ونأكل من عرق وجوهنا , وحدث انه احد" الكبار" صرح باعطاء "احد الكبار ايضا" تسهيلات بنكيه لآخد قروض كانت اكبر من الضمانات المُقدمه من الطرف الأخر وحيث انه لا حول له ولا قوه ولا يستطيع ان ينطق مع رؤساءه فقد وافق هو الأخر بناءاً على طلب" الكبير" وعدنا تعثر السيد المُقترض فى سداد ما قد اخذه . طُلب للمحاكمه كل من اطراف القصه وكان والدى هو المتهم الأول !! ...وبكى صديقى وانتحب لانه الوحيد الذى يحمل هم ابيه . الجدير بالذكر انه كان يعمل فى نفس المجال الذى يعمل به ابيه وكان كل يوم يترقب ان تأتى فوق رأسه نكبه كما أتت على والده . ... وهرب الجناه جميعهم وتم القبض على والده وزجه فى السجن . دون اتهام محدد وانما هو محبوس حتى احضار الباقين وحين تم احضار الجناه وثبتت الجريمه على احدهم تم اعطاء والد صديقى براءه بعد سنتان وشهر حبس !! ومن فتره لاخرى كانت المحاكمات والنيابات والـتأجيلات ..والمحامى ومصاريفه , والكثير مما لا يحصى ولا يعد , وفرحنا جميعا بخروجه من السجن ليس لانه برىء ولكن لانه خرج , فالرجل تم حبسه كل المده بلا ذنب ! الا يكفى ان نفرح لخروجه , سألت هذا الرجل سؤالا وقلت له هل تود الرجوع الى عملك مره اخرى وتمارس نشاطك كما كنت على سابق عهدك ؟ وبكل صراحه اجبنى هل ستكون امينا ايضا كما كنت سابقا ؟ فرد الرجل بكل بساطه وقال . يأبنى ان الامين فى القليل امين ايضا فى الكثير , وان ما يبغاه رجال النفوذ على الامين وعلى الخائن يسير الامر , فأن لم اكن امينا وسجنت فكنت سأقول مع اللص اليمين اننى بالحق استحق هذا . اما وانا ارعى الأمانه فكل دمعه من عينى زُرفت لاقاها الهى فى يده وبارك الأتى بأسمه . فلا نظام ظالم سيمنعنى عن امانتى , ولا فساد ادارى سيحيل بينى وبين تعاليم دينى , ووصايا الهى .قلت له ايضا اخبرنى هل تحت الوطن , فنظرى لى بأبتسامه لم افهمها وضحك بصوت هادىء وقال , خليها على الله.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :