الموت علينا حق
بقلم: مينا ملاك عازر
لا جدال أن الموت علينا حق، لكن وفاة "الأخطبوط بول" آثارت الكثير من اللغط، فما كان من الألمان إلا أن أصدروا بيانـًا قالوا فيه: "لقد تضاربت الأقوال حول أسباب وفاة "بول"، وإليكم بعض هذه الأسباب:
فهناك مَن يقول إنه مات متأثرًًا بضغوط نفسية شديدة، حيث خيروه بين علبتين من الطعام؛ الواحدة تحمل صورة رئيس دولة نامية، والأخرى تحمل صورة نجله، وكلنا نعلم طبعـًا أن في هذا التخيير تنبؤ من "بول" بمـَن سيكسب، فشعر "بول" بضغوط نفسية رهيبة ومريرة، هل يكسب الإبن أم الأب؟؟
وأخذ يتجادل مع ذاته المؤلمة، عما إذا كان من اللائق أن يتنافس الأب وإبنه، ومن المؤلم لـ"بول" أنه سأل نفسه؛ وهل سيكون هناك فارق لشعب هذه البلد المغلوب على أمره.. إذا ما تولى الإبن بدلاً من الأب؟! وهل سيـُحدث لهم فارقـًا لو اخترت الأب واستمر في سياسته التي يسير عليها في قيادته لهذه البلد؟! فشعر بدوار بحر، وتخيلوا حضراتكم ماذا سيحدث لسمكة، أو قل لكائن بحري يعيش في البحر؛ حين يداهمه دوار بحر؟!
فصعبت عليه نفسه أوي، وأخذ يتذكر.. كيف كان يشعر في التقاط العلبة التي يوضع عليها علم الدولة، التي ستكسب في كأس العالم بثقة شديدة، وبدون تردد، ومع دوار البحر، انكسرت نفسه، وشعر بالشيخوخة وانعدام الأمل، وضياع الرؤيا والهدف، فخنق نفسه، وفي قول آخر أنه كتم نفسه، وهناك من يقول إنه مات بالسكتة، حين مد يده نحو علبة ابن الرئيس وفتحها، فوجد بداخلها صورة الأب.
على أي حال، تعددت طرق الموت والموت واحد، لكننا الآن بصدد رصد سبب آخر ساقه بعض الناس، عما جرى لـ"الأخطبوط بول" قبل وفاته مباشرة، حيث يؤكد البعض أنهم أتوا له بعلب لمرشحي دوائر مجلس الشعب المصري، ليختار من بين مرشحي كل دائرة مـَن سيكسب، ومع استمراره في الاختيار لمدة يومين، جاءه اليوم الثالث، وبدأ يشعر بهزال وضعف وقيء وإسهال، فحللوا له، اكتشفوا أنه أكل أكل مسمم لمدة يومين، وحين عادوا لمحتويات العلب التي قـُدمت له، اكتشفوا أنه كان بها قمح روسي، وفواكه وخضروات مسرطنة، وفياجرا مضروبة.
ونستمر مع شهود الوفاة، حيث يؤكد البعض الآخر أن وفاة "بول" كانت على إثر صدمة عصبية هائلة، ألمت به حين وضعوا أمامه علبتان، إحداهما عليها صورة لمرشح حزب وطني، والآخرى لأحد ممثلي المعارضة، ليختار بينهما مـَن يكسب الانتخابات، فلطم الأخطبوط وخرج من الماء ينطق باللغة العربية ويقول: "مين ده الشعب المأسوف على عـُمره؟ اللي بتخيروني بين ده وده لحكمه؟؟ هو الشعب ده مفيش فيه حد أبدًا عايز يشتغل بجد؟! وراح رمى نفسه تحت قطر.
وآخر ما قالوه، إن "بول" مات وهو يتساءل: متى ستُخيِّرُوني بين مرشحين، هناك جدية بينهما في التنافس على أي مقعد نيابي في "مصر"، وراح نازل يمين وهو بيقول بلغة عربية مكسرة: "حسبي الله ونعم الوكيل"، أتاريه من أصول مصرية!
عزيزي القارئ؛ هذا بيان تخيلي لم يصدر، ولا أظنه سيصدر على الإطلاق، ولن تقرأه إلا إذا كنت قد قرأت هذه المقال.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :