- "شوشة" يصرح أن سمكة القرش إسرائيلية، و"جاد": النظام يتذرع بإسرائيل لإلهاء الشعب عن قضاياه
- الأنبا "كيرلس": "الغول" فاز في الانتخابات لأن المحافظ عايز كده!
- معهد أسترالي: مُفتي مصر واجهة مُشرفة للعالم الإسلامي
- "حسن الشامي": الانتخابات افتقدت لكافة معايير الشفافية والنزاهة!
- "الوفاق الدولي لمراقبة وحماية حقوق الإنسان" يطالب باجتماع طارئ لحماية المقدسات الدينية في القدس
د. "سمير فوزي جرجس".. وإن مات يتكلم بعد
بقلم: جرجس بشرى
لقد خلق الله الإنسان لتكون له رسالة في هذه الحياة، رسالة من خلالها يترك بها بصمة وأثر مفيد للبيئة المحيطة، أو للإنسانية بشكل عام؛ بغض النظر عن انتماءاتها الدينية والعرقية والمذهبية، فالناس هم الذين يصنعون ويغيرون التاريخ، وليس التاريخ هو الذي يصنعهم، فكم من أشخاص رحلوا عنا بالجسد، وما زالت أعمالهم وخدماتهم التي قدموها للإنسانية تخلد ذكراهم وتذكرهم بالخير، وكم من أشخاص ماتوا بالجسد، ولكن كتاباتهم وأقوالهم النافعة ما زالت تقيم الناس من قبور الكسل والجهل والكبرياء والتخلف والكراهية.
وهناك من الناس مـَن عاشوا لأنفسهم، فذهبوا إلى مزبلة التاريخ، وهناك مـَن هم بلا رسالة في هذه الحياة، ويقول عنهم الشاعر:
وكُلُّ مَن لا خيرَ فيـه يُرتَجي... إنْ ماتَ أوْ عـاشَ على حدٍّ سواء
ولعلني أكتب هذا المقال بمناسبة رحيل المؤرخ المصري القبطي الدكتور "سمير فوزي جرجس"، والذي رحل عن عالمنا الفاني يوم الثلاثاء الماضي 26 أكتوبر 2010م، والحق أقول أن د. "سمير" يُعد علامة من العلامات المضيئة في تاريخ العمل القبطي، بل وفي تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، التي كرس لها الكثير من الوقت والجهد لنشر تاريخها ورسالتها، وإسهاماتها العظيمة في خدمة البشرية، من خلال أبحاثة وكتبه الموثقة والمؤيدة بالحجج والمراجع التاريخية.
ولعل موسوعة "من تراث القبط" بأجزائها الستة، والتي توثق تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ دخول المسيحية "مصر"، وخدماته الجليلة للكنيسة ودوره في نشر التاريخ القبطي الأرثوذكسي في "أوروبا"، وكتاباته الهامة عن الكتيبة الطيبية ودورها في "سويسرا"، لأبلغ دليل وبرهان على أن الراحل العظيم كان صاحب رسالة مقدسة، ولقد كان من الذين لهم فضل في تأسيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في "زيورخ- سويسرا"، لدرجة أن الفقيد الراحل وزعيم العمل القبطي المهندس "عدلي أبادير يوسف"، قال عنه في كلمة كان يلقيها أمام قداسة "البابا شنودة" الثالث، بمناسبة زيارته لمدينة "زيورخ" في 12 يوليو 2007م، إنه "العماد والعميد الثقافي الذي بدأ بكنيستنا بـ"زيورخ" منذ أكثر من أربعين عامـًا"!!
وتقديرًا لعلمه وإخلاصه في البحث، فقد قامت حكومات وجامعات مرموقة بتكريمه، فكتاباته التاريخية لم تتوقف عند البحث في التاريخ القبطي والمسيحي فحسب؛ بل امتدت إلى التاريخ المصري القديم؛ الفرعوني والإسلامي أيضـًا، فمن أبحاثه المهمة بحث بعنوان: "الخلفية الآيدولوجية لمواجهة الإسلامين للصليبيين"، وقد قامت "جامعة زيورخ" بتكريمه على هذا البحث عام 1962م، وأهدته جائزة "المنتدى".
ومن أبحاثه المهمة أيضـًا؛ بحث أشار إليه الأستاذ "نسيم مجلي" في إحدى مقالاته، وهو: "تأسيس وممارسة جريمة قتل إخوة السلطان العثماني، بمجرد توليه السلطة، وامتناعه عن الزواج الشرعي"، وقال الأستاذ "نسيم" في مقاله بسبب هذا البحث حظي الدكتور "سمير" بتقدير خاص من المؤرخ العالمي الكبير البروفيسور "تويني"، في معهد العلاقات الدولية في "لندن".
كما أكد الأستاذ "نسيم مجلي" على أن للراحل والمؤرخ العظيم د. "سمير فوزي جرجس" أكثر من ستين بحثـًا، تم نشرها بعدة لغات في المجالات المتخصصة في "أوروبا".
قدم د.سمير على مدار سنوات طويلة مجهودًا بحثيـًا شاقـًا، للكشف عن حجم وطبيعة الدور القبطي -المصري- لنشر المسيحية في "سويسرا"، والبلدان المجاورة لها، تلك المجهودات التي كـُللت بكل نجاح.
كما أن أبحاثه ، لاقت تقديرًا كبيرًا من كافة الهيئات الدينية بـ"سويسرا" لمختلف الطوائف، بالإضافة إلى الحكومة السويسرية ذاتها، كما لم ينس المهندس "عزت بولس" أن يركز على الجانب الإنساني في حياة الراحل العظيم، مشيرًا إلى الفضائل الكثيرة التي كان يتمتع بها "كالتواضع، ومحبة الجميع دون تمييز".
وأحب أن أنوه هنا إلى أن ما ذكرته عن الراحل والمؤرخ العظيم الدكتور "سمير فوزي جرجس"، يعتبر شيئـًا بسيطـًا بالنسبة لإنجازاته العملاقة، وخدماته الجليلة التي قدمها للكنيسة ولـ"مصر" وللعالم.
وفي نهاية هذا المقال أرجو من المهتمين بالتاريخ القبطي، أن يسارعوا بعمل كتاب يوثق السيرة العطرة لهذا الرجل، الذي وإن مات بالجسد، فإنه ما زال يتكلم بعد من خلال أعماله وخدماته وإسهاماته.
والله وحده قادر أن يهب أسرته ومحبيه وتلاميذه تعزية سماوية من عنده.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :