حسام حسين
أعلن رئيس نادي شينهوا الصيني صراحة وبوضوح خطته في شن "حرب" على الأندية الأوروبية وعلى رأسها الألمانية للتعاقد مع نجومها ووصفة النجاح بالطبع الميزانيات الخرافية التي يأمل عبرها الصينيون إلى الظفر بخدمات نجوم أوروبا.
في حوار مع موقع "تراسفيرماركت" الألماني، نشر مساء الاثنين 29 فبراير، صرح رئيس نادي شنغاي شينهوا لكرة القدم جون بروس جو بوضوح شديد أن الدوري الصيني يخطط لهجوم كبير على أندية البوندسليغا للظفر بخدمات نجومه، فما هي إلا "مسألة وقت" فقط لإبرام صفقات مع أكبر نجوم الدوري الألماني، يقول رئيس النادي الصيني موضحا:"بالطبع فتحنا قنوات اتصال مع لاعبي الدوري الألماني، وخاصة مع مدراء أعمالهم. وأعتقد أن الوقت ليس مناسبا الآن للإفصاح عن الأسماء". ووصفة النجاح الأموال الخرافية التي تعرضها الأندية الصينية على نجوم أوروبا والتي لا تضاهيها إلى أموال الأندية الإنجليزية.
"إنها قضية مال وهي النقطة الفاصلة في نهاية الأمر، فنحن ندفع ثلاثة أضعاف ما تدفعه الأندية الأوروبية الأخرى"، يتباهى رئيس نادي شنجاي شينهوا، ولا أحد يمكنه التشكيك في كلامه، ففي فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة دفعت الأندية الصينية نحو 333 مليون يورو في السوق الدولية للتعاقد مع لاعبين جدد، 169.5 منها قرابة النصف دفعت لستة عقود فقط. وهكذا قفز الدوري الصيني على قائمة أعلى المتعاقدين إلى المرتبة الثانية بعد الانكليزي بفارق 255 مليون يورو، يليه الدوري الإسباني والفرنسي والألماني.
جاكسون مارتينيز كمثال
إلى غاية اللحظة يبدو طبيعيا أن يقصد كبار نجوم كبار كرة القدم الخليج أو الصين، كمسك ختام لمسيرتهم الاحترافية مقابل أموال خرافية، وانتقال النجم الإيفواري دروجبا إلى شنهوا يدخل في هذا الإطار. غير أن الأمر أخذ منعطفا جديدا مع صفقة الكولمبي جاكسون مارتينيز الذي لم يبلغ الثلاثين بعد، وكانت جميع أبواب الدوري الأوروبي مفتوحة، بعد انتقاله إلى أتلتيكو مدريد قادما من بورتو البرتغالي مقابل 35 مليون يورو. لكن وبعد ستة أشهر فقط قرر الرحيل إلى جوانجزو إيفرجراند، الفائز بلقب الدوري الصيني الموسم الماضي، الدوري الذي لا يمكن مقارنته قط بالدوري الإسباني، لكن مبلغ 42 مليون يورو كان مصدر شفاعة وعزاء.
إلى جانب صفقة مارتينز، أعلن جيانجسو ساينينج تعاقده مع البرازيلي اليكس تيكسييرا (26 عاما)، مهاجم نادي شختار دونيتسك مقابل خمسين مليون يورو، وهي أكبر صفقة في الدوري الصيني إلى غاية اللحظة.
وفيما يتعلق بنجوم البوندسليغا السابقين، فيعد ديمبي با (هوفنهايم) وأوبوفامي مارتينيز (فولسبورغ) أول من قررا الانتقال إلى الدوري الواعد في بلاد الشرق، وكاد أن يلحقهم البرازيلي أدريان راموس مقابل 12 مليون يورو لولا رفض بروسيا دورتموند للعرض. "الدوري بحاجة لهؤلاء النجوم، حتى يتطور ويصبح أكثر إثارة. ولاعبونا المحليون يمكنهم الاستفادة بشكل كبير من النجوم الكبار". هنا الحديث مرة أخرى لرئيس نادي شنجاي شينهوا جون بروس جو في حواره مع "تراسفير ماركت" الألماني، متحدثا أيضا بلسان القائمين على الدوري الصيني برمته بهدف النهوض بمستواه عالميا وليس إقليميا فحسب. وحركة الانتقالات الجديدة تعزز المشهد المطلوب لأن "الجميع يتحدث الآن عن الدوري الصيني، وهذه دعاية جيدة جدا للبلد"، يقول رئيس نادي شينهوا.
إرادة سياسية
وفي حقيقة الأمر، صحوة الدوري الصيني هي بالأساس مخطط أكبر من رجالات الكرة، فهو قرار سياسي أولا صدر عن الرئيس'> الرئيس شي جين بينغ بنفسه، إذ صرح الأخير قبل عامين أن النهوض بالدوري "مسألة وطنية"، لكونه المفتاح "لوضع البلاد على مسار الأمم الرياضية الكبرى"، ومنذ ذلك الحين أُنشئت العديد من الأندية بفضل ازدهار اقتصادي لم يدم طويلا. وهكذا اشترى موقع "علي بابا" العملاق نادي جوانجزو إيفرجراند حيث يلعب الكولومبي جاكسون مارتينيز، حاله كحال العديد من الأندية الأخرى التي بات يمتلكها مستثمرون كبار يضخون إليها ملايين الدولارات. وهذا ما يفسر أيضا انتشار إشاعات مؤخرا حول انتقال قائد المنتخب الانجليزي واين روني إلى شينهوا مقابل 640 ألف يورو في الأسبوع بالطبع!