إطلاق الشارب- موضة عابرة في ألمانيا أم علامة للرجولة؟
بينما يقول البعض إن الرجال الحقيقيين يطلقون شواربهم، يراها آخرون قبيحة وتعبر عن محدودية الأفق. لكن على الرغم من ذلك أخذ الشباب في ألمانيا يتجه إلى إطلاق الشوارب واللحى. و"خبراء الشوارب" يرون فيه فرصة لدخول عالم المرأة.
أنقضى منذ وقت طويل الزمن الذي كان يعد فيه الشاب علامة على الابتعاد عن الذوق، لكن هذا هو حال الموضة: فما كان منتشراً بالأمس، يكون اليوم من الأمور القديمة، ويعود غداً ليصبح مقبولاً ومنتشراً من جديد. وإذا ما ظهر نجوم هوليود مثل براد بيت وجود لو أو ليوارندو دي كابريو في وسائل الإعلام بشوارب أو لحى من جديد، فلا بد أن يترك ذلك آثاره في ألمانيا.
ناعم مثل امرأة؟
ه هيمبرله: "أنه لشعور رائع أن تطلق لحيتك وشواربك، لأنني أبدو أكبر سناً وأكثر جدية وتضفي على منظري شيئاً من الأستاذية".ومنذ فترة وجيزة عادت الشوارب واللحى للظهور مجدداً في شوارع المدن الألمانية، لكن على وجوه رجال لم يتجاوزون الثلاثين من العمر. وقد لا يكون هذه الأمر يبعث على الدهشة، فموضة ثمانينات القرن الماضي عادت للظهور في ألمانيا بقوة. ويتضح ذلك من خلال إقبال الشباب على ارتداء سراويل الجينز الضيقة للغاية والكولون Leggins والقمصان الواسعة منذ بعض السنوات. لكن الآن جاء دور طريقة تصفيف شعر الرأس والوجه لتكون متماشياً مع هذه الموضة. عن هذا يقول المصور غونار هيميرله: "بدأت اللحى والشوارب تظهر مرة أخرى على وجوه شباب في دول العالم المختلفة".
والمصور الألماني في تنقل دائم بين حواضر العالم الكبرى بحثاً عن أناس بموضات مميزة، حتى أشتهر بلقب "متصيد الموضات"، أما الصور التي يلتقطها فينشرها في مدونته التي تحمل الاسم نفسه وتعنى بصيحات الموضة. ويضيف هيميرله قائلاً: "إن الدول الاسكندينافية سابقة لغيرها فيما يتعلق بالاتجاهات الجديدة من الموضة، وقد رأيت هناك الكثير من الشباب بلحى وشوارب قبل عامين أو ثلاثة أعوام". لكن هذه الموجة لم تصل إلى ألمانيا إلا قبل فترة وجيزة. وبحسب المصور الألماني فإن الرجال المنتمين إلى بعض الفئات الاجتماعية المختلفة عن غيرها كانوا يطلقون اللحى منذ وقت طويل، لكن حتى وقت قريب كان من النادر أن ترى رجلا بـ"مكنسة الأنف"- كما يحلو للبعض أن يسمي الشارب.
في استطلاع للرأي أُجري في الشارع يقول هذا الرجل إنه بدون شارب يبدو أصغر من عمره الحقيقي بخمس سنين.وبحسب رأي هيميرله فإن هذه الموضة، التي يصفها بـ "الخنثوية"، قد ولت الآن، تلك الموضة التي كان يُفرض فيها على الرجل أن يكون حليقاً أملساً في الوجه وسائر مناطق الجسم الأخرى. ويرحب المصور الألماني بمثل هذا التطور، لأنه يرى في الشارب "جزءا من الرجولة". وعن هذا يتساءل هيميرله: "لماذا يجب علي أن أحاول أن أكون ناعماً أملساً مثل امرأة؟". هيمبرله نفسه أطلق لحيته وشاربه، اللذان يشذبهما بانتظام. ويضيف بالقول: "إنه لشعور رائع أن تطلق لحيتك وشواربك، لأنني أبدو أكبر سناً وأكثر جدية وتضفي على منظري شيئاً من الأستاذية".
بطولات عالمية للشوارب واللحى
هكذا يجب أن يكون الشارب الحقيقي. فيلي برويس (الأول من اليسار).سائق الباص فيلي برويس لم يحاول مطلقاً أن يركب موجة الموضة "الخنثوية"، ويتولى برويس رئاسة الاتحاد الألماني لأندية اللحى والشوارب، الذي يتخذ من مدينة آمبيرغ مقراً له. ومنذ سنوات عديدة ينظم الاتحاد في داخل ألمانيا وخارجها بطولات للشوارب واللحى، ويشترك برويس نفسه فيها. وفي عام 2000 حصل على لقب بطل أوروبا في فئة "لحية طبيعية بشارب منسق" في منافسات في 17 فئة مختلفة تبلغ أعمار المتنافسين في الغالب 50 عاماً أو أكثر. في بطولة أوروبا التي أُجريت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول في مدينة ليوغانغ النمساوية رأى فيلي برويس متنافسين لم يتجاوزوا الثلاثين من العمر. وكان هؤلاء يتنافسون في المقام الأول في فئة "لحية ذقن" و"السبلة الخدية"، وهي مكونة من شاربان خديان قصيران، وكلا الفئتين موجودتان في مجال "الطراز الحر"، الذي يرتكز على الإبداع والخيال للوصول إلى أشكال غريبة.
فرص الرجل في عالم المرأة
أ أحد المشاركين في بطولة للحى والشواربوبرويس نفسه أطلق لحيته وشاربه عن قناعة، وعن سبب ذلك يقول: "إن اللحى والشوارب تزيد من فرص قبول الرجل في عالم المرأة، على شرط أن يكونا نظيفين ومعتنى بهما". ولهذا السبب يمنح برويس شاربه ولحيته ربع ساعة يومياً للعناية بهما. ويضيف برويس قائلاً: "أغسلهما في البدء ومن ثم استخدم بخاخاً للتثبيت وأمشطهما في النهاية. وفي المساء أعود إلى استخدام البخاخ لتمشيطهما ثانية". وإذا ما أراد المرء الاشتراك في إحدى بطولات اللحى والشوارب، فلا يُسمح له إلا باستخدام وسائل مساعدة معينة. وعلى صفحة اتحاد نوادي اللحى والشوارب على الإنترنت توجد المزيد من التفاصيل عن هذه الوسائل: "من المسموح استخدام "دهان تلميع الشوارب وبخاخ الشعر ودهان الشعر ومثبته. ولا يسمح باستخدام خصلات الشعر الغريبة أو مشابك الشعر أو غيرها من المشابك".
أمثلة خلاقة
متنافس آخر يجري أخر اللمساتتشتهر كارن بارتولومه، حلاقة المشاهير في مدينة ديسلدورف الألماني، بإمكانياتها على تصفيف شعر اللحية والشارب بطرق غريبة. ولا تعتمد في بحثها عن أفكار جديدة على طاقاتها الخلاقة فقط، وإنما على الاتجاهات القادمة هوليود. ومن أجل ذلك تتابع أحدث الصور التي يلتقطها مصورو المشاهير التي تُنشر على صفحات الإنترنت المعنية بالموضة من أجل تلبية رغبة زبائنها. وعن هذه الرغبات تقول بارتولومه: "من المدهش رؤية كيف يحاول الرجال تقليد نجوم السينما الكبار، والأمثلة التي يحاولون تقليدها هي غالباً نجوم السينما الأمريكية". وعلى الرغم من شارب الممثل الأمريكي بن أفليك ولحيته لا يمكن أن تناسب كل شخص، إلا أنه يمكن قص شعر الرأس والوجه بطريقة، تناسب في النهاية شكل الوجه، كما تقول مصففة الشعر الألمانية. وتضيف بارتولومه بالقول إن الشارب يعمل على ترك انطباع بسعة الوجه، لذلك تنصح ذوي الوجوه النحيفة بإطلاقه. أما اللحية الكاملة فتمنح الوجه المستدير معالماً ما وتجعله يبدو طولياً. وتقول بارتولومه: "يسعدني أن أرى أن الناس في ألمانيا يتحلون بشجاعة أكبر فيما يتعلق بالموضة، وتغيير الإنسان لمنظره يمكن أن يساعد حتى في زيادة فرص التعرف على الجنس الآخر".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :