الأقباط متحدون | منشورات الفتنة والإرهاب .. بقلم طارق البشرى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٤٧ | الاثنين ١ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٢بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

منشورات الفتنة والإرهاب .. بقلم طارق البشرى

الاثنين ١ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم نسيم عبيد عوض
     بدأت معرفتى بالسيد المستشار طارق البشرى فى الثمانينات عندما كنت أقوم بتدريس مادة تاريخ وحضارة  الأقباط فى معهد الدراسات القبطية بالقاهرة , من كتابه " المسلمون والأقباط فى إطار الجماعة الوطنية" المطبوع فى لبنان عام 1982, كمرجع لطلبتى فى مضمون دراستنا لتاريخ الأقباط ومصر عموما , ولكننى بعد قرائتى للكتاب ومن أول سطوره , عرفت أن سيادة المستشار يهدف من دراسته ان يعيش الأقباط كعبيد فى أرض المسلمين , وفى أطار الجماعة الوطنية ألمسلمة وبالذات جماعة الإخوان المسلمين , وخصوصا أنه كان ينشر فى السبعينات مقالات بمجلة الكاتب عن ألأزهر والقصر الملكى ويقارن بين الملكية والخلافة الإسلامية.

يرى سيادته فى كتابه هذا أن الدراسات عن الأقباط لا يجب ان تكون متعلقة بموقف الأقباط من الحركة الوطنية أو الحركة السياسية عامة , أو موقف أى من هذه الحركات من القبط , يعتبر هذا فى نظره أمرا مغلوطا , وأن الوضع السليم فى نظره , ان تكون الدراسة فى أطار الوعاء الحاكم , وهو الجامعة السياسية وخصوصا الدينية , وكذلك يقول ان الصراع بين ألأزهر والكنيسة فى عام 1928 وهو العام العجيب فى نظره , بعد أن عربدت بعثات التبشير فى مصر وتركيا وغيرها , أدى ذلك لظهور جمعية الشبان المسلمين وجماعة الأخوان المسمين.

وفى دفاعة عن عروبة مصر وإسلاميتها يستشهد بما كتبه مكرم عبيد فى العدد الخاص الذى أصدرته مجلة الهلال عام 1939 عن " العرب والإسلام" ومقال تحت عنوان " المصريون عرب"  يدافع فيه عن عروبة مصر التى تجد أساسا لها فى الجهاد من أجل الحرية, وفيما يجمع بينها بين البلاد العربية من روابط اللغة والتقاليد والخصائص الإجتماعية الأساسية , وامتداد مصر الى الأصل السامى الذى هاجر اليها من الجزيرة العربية, ومايجمعة سيادة المستشار من مقالات ودراسات كلها تهدف الى أن الأقباط يجب عليهم الإنتماء الى جامعة أشمل من الجامعة الوطنية المصرية  أى الإسلام أو العرب, وكل هذا من منطوق مرفوض , لأن مكرم عبيد خاطئ فيما كتبه.

فالأقباط هم من سلالة حام وليسوا ساميون , ولا علاقة للغة والتقاليد والخصائص الإجتماعية بين الأقباط أو المصريون عموما وشعب الجزيرة العربية , سواء فى ذلك الزمان وحتى الآن.

    وهكذا كل مضمون كتابة ان الأقباط أهل ملة ( ذميون) يجب إخضاعهم لأحكام الدولة المسلمة, فتركت الكتاب جانبا ومازال بين رفوف مكتبتى حتى الآن , وقد رد عليه الكثيرين من الوطنيين المسلمين والأقباط فى حبنه , وللأسف فأن بعض كتابنا يعتبرونه مرجعا فى بعض الأحيان , ولانه كتاب مسموم بروح العبودية ويوضح كراهيتة للأقباط , وينادى بين سطورة أن يكون الأقباط أهل ( ملة) يعاملوا بأحكامها , وقوانين وقواعد أهل الذمة,  وظللت أفسر هذا لكل المهتمين بهذا الكتاب , حتى قرأت فى جريدة الشروق ثلاث مقالات للمستشار طارق البشرى , بعنوان" الإدارة الكنسية .. بين الجماعة الوطنية ونظام الملة"

      و نشر هذه المقالات فى ذلك الوقت التى يتأجج فيه بوادر و تحريض على فتة طائفية ومهاجمة الكنيسة ورموزها , ونشر الإحتقان الطائفى أمام جوامع مصر , وهتافات الغوغاء ضد الكنيسة وقداسة البابا شنودة وقداسة الأساقفة, وبعد عواء قناة الجزيرة مابين أحمد منصور والدكتور العوا , والذين يدعون فيه بخروج الغوغاء لشوارع مصر , لحرق خيوط الوحدة الوطنية ,وإخضاع الكنيسة وكهنتها للعبودية , وماكتبه سيادة المستشار ماهو إلا منشورات فتنة طائفية إرهابية , تدعوا لكل من يقرأها من إخواننا المسلمين لسرعة الخروج فى الشوارع وإحراق الأقباط وكنائسهم, ولا أعلم كيف لجريدة الشروق بنشر هذه المنشورات على صفحاتها , بعد أن إتفق رؤساء التحرير فى ‘جتماع نقابة الصحفيين يوم 10 أكتوبر ,وإتفاقهم على وقف نشر المنشورات المسموم بالطائفية , وماكتبة سيادة المستشار ماهو إلا نشرات تدعوا للفتنة الطائفية , إرهاب وتهديد الأقباط وطلب إنصياعهم لقوانين العبودية.

  وقبل أن أرد على منشورات المستشار طارق البشرى , أود أولا أن أوضح للقارئ ماهو نظام الملة الذى يدعوا فيه البشرى بخضوع الأقباط له , ثم أرد على إدعاءاته ضد الكنيسة وقياداتها بالتفصيل فيما بعد.

  الذمة فى اللغة العربية هى العهد والكفالة والقوم المعاهدون وأهل الذمة هم أهل العقد , وقد عرف الإمام الغزالى الذمى ( أنه كل كتابى ونحوه عاقل حر ذكر متأهب للقتال قادر على أداء الجزية) – الوجيز للغزالى 2/198 -, وعرف البهوتى الحنبلى عقد الذمة أنه( إقرار الكفار على كفرهم) فيكون الذمى هو من يقر من الكفار على كفره بشرط بذل الجزية والإلتزام بأحكام الملة( كشف القناع عن متن القناع 3/116( أحكام أهل الذمة فى الإسلام للشيخ المقدسى ) وفى قاموس الموسوعة الثقافية الصادر عن دار المعرفة – مؤسسة فرانكلين عام 1972- الذمى هو غير المسلم الذى يقيم فى الدولة الإسلامية , رعية من رعاياها , له ما للمسلمين , وعليه ما عليهم, ولابد أن يكونوا من أهل الكتاب , وقد أحترم الإسلام الذمية , حتى قال رسول الله (ص) فى حديث صحيح( من آذى ذميا فأنا خصمه يوم القيامة) , وتقول الموسوعة أن أهل الذمة قد منحهم الإسلام حريتهم الدينية المطلقة, يعبدون الله , ويعلمون ما يقره دينهم, وإن خالف الإسلام

   وأحكام الملة التى يدعوا المستشار البشرى تطبيقها على الأقباط هى , مجموعة الواجبات التى يلتزم بها الذمى من الأحكام الإسلامية الظاهرة مما يتعلق بهم, أى عقد الذمة , وقال المطيعى فى (تكملة المجموع 18/168 ) لا يجوز عقد الذمة إلا بشرطيين وهم أداء الجزية وإلإلتزام بأحكام الملة فى حقوق  الآدميين فى العقود والمعاملات وغرامات المتلفات)

  وفى شروط عقد الذمة , يشترط لعقد الذمة حتى ينتج آثاره مايلى: 1- ان يكون المعقود له مما يقر بالجزية , فالمرتد لا يعقد له باتفاق العلماء( بدائع الصنائع للكاسانى7/110.  2- يشترط أن يكون العقد مؤبدا وذلك لأن عقد الذمة للدم والمال وغيرهما كالإسلام, فالإسلام يعصم الدم والمال ولا يصح أن يكون إلا مؤبدا . ( آثار الحرب فى الفقه الإسلامى729)   3- يشترط ان يكون العاقد من جانب المسلمين الإمام أو نائبه وذلك لخطورة العقد , ولأنه مؤبد يمس المسلمين لعصور طويلة, ولأنه من المصالح العظام ( الشرح الكبير 10/587.

 4- أن يلتزم المعقود له ببذل الجزية فى كل عام , ( كتاب الشرح الصغير للدردير 2/310.   5- قبول ما يحكم به عليهم من أداء حق أو ترك محرم ( الشرح الكبير 10/587 .  6- ويؤخذ اهل الذمة بأحكام الإسلام فى النفس والمال والعرض ( الزوائد فى فقه احمد1/357. ( راجع الماوردى فى الأحكام السلطانية 145.

   وليس هذا فحسب ولكن هناك خضوع للشروط العمرية فى كل جوانب الحياة فهناك شروط فى أحكام الكنائس والبيع والصوامع , واللباس وإستضافة الغرباء ومعاملتهم للمسلمين , تفاصيل أخرى كثيرة يطول تفصيلها , يريدها المستشار أن تنطبق على الأقباط , شروط الظلم والعبودية .

ماكتبته ياسيادة المستشار هو الوجه الحقيقى لأفكارك المسمومة والمغلوطة , وكان يجب ان تنشرها فى القرن السابع وليس فى يومنا هذا الذى من الواضح أنه مخفيا عنك,  هو منشور إرهاب يلحق بمنشورات العوا وهتافات الغوغاء أمام الجوامع وإدعاءاتك ضد الكنيسة وقداسة البابا والأساقفة هى تفسيرات ظاهرها حق وحقيقتها باطلة , ولذا يجب الرد على كل هذه الشكوك والإدعاءات بكل دقة وتفصيل حتى ينكشف للعالم دعوتك بالإرتداد عن عالمنا المعاصر وأفكار التعصب والإرهاب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :