الأقباط متحدون | كله عرى فى عرى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:٥٤ | الاثنين ١ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٢بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كله عرى فى عرى

الاثنين ١ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم/ د. رأفت فهيم جندى
 تحكى الأساطير الشرقية أن بعض النساجين اتوا للملك ووعدوه بأن فى قدرتهم نسج ثوب ملكى له لا يرآه غير الأذكياء فقط، وكان لهؤلاء النساجين قوة اقناع مكنتهم من الملك فوثق بهم، وطلب منهم على الفور البدء فى هذا الثوب، وقال لهم انه بهذا سيعرف من هم الاذكياء من حاشيته.
ذهب بعض من الحاشية يرون سير العمل، فكانوا يرون النساجين منهمكين فى العمل ولكنهم لم يستطيعوا أن يروا الخيوط التى بين اياديهم، ولخوفهم من اكتشاف غبائهم فى كونهم لا يرون الثوب كانوا يوافقون عندما يشير النساجون للألوان الزاهية فى هذا الطرف من الثوب، او تلك النقوش فى الطرف الآخر. وكان الكل يأتى للملك يصف له ما رآه فى الثوب الفاتن والكل يخشى البوح بأنه لا يرى شيئا لكى لا يفقد منصبه.

قرر الملك أن يرتدى هذا الرداء فى حفلة كبيرة دعى لها كبار القوم, وعندما اتى النساجون بالثوب بعد اكتماله كانوا يخرجونه من الصناديق بكل حرص، وكان الجميع لا يرون شيئا ولكن كل من فى الحاشية يتبارى بابراز ما يعرفه عن الثوب مما قاله له النساجون من الألوان فى هذه الجهة والتطريز فى تلك الناحية، وانصرف النساجون بعد تناول اجرتهم، وكان الملك فى حيرة لأنه اكتشف انه اغبى من كل حاشيته الذين يرون الثوب وهو لا يراه.

صدم ايضا كل حاضرى الحفل فى ذكائهم لأنهم لا يرون شيئا والكل يخاف الأعلان، حتى خرج لهم طفل لم يهمه ان ُيتهم بالغباء وقال للجميع بصوت عالى ان جلالة الملك عارى وليس عليه اى ثوب، عندها افاقت الحاشية من غفلتها وغطت الملك بثوبه القديم ولكن ناسجى الثوب كانوا قد ولوا الادبار بما اصابوه من نقود الملك الوفيرة.

الكثير من بلاد الشرق مصابة ببلية ثوب العرى والكل يتأمل فى هذه الجزئية من هذا الثوب أو تلك النقوش فى هذا الطرف، بل هناك من يصور هذه النقوش أو تلك الذركشة بأنها اعجوبة علميه ويُدرس بها الطلبة من الأبتدائي للجامعة ويتخرج المئات بل الألوف ليتغنوا فى جمال الثوب الذى يعرى مرتديه. وملوك الشرق ومعظم مفكريها ايضا لا يستطيعون أن يقولوا أنهم لا يرون شيئا والكل يخاف أن يقول الحقيقة بل وصل الأمر أنهم خدعوا انفسهم بأنفسهم وصاروا مصدقين لتلك الخزعبلات أو هذه المهاترات، ووضعوا ايضا هذا الثوب فى اماكن التقديس ومنعوا الأقتراب منه او الجدال فيه، وصار من يتلفظ بان الملك عارى يأمرون بقطع رأسه، ويخرجون فى المظاهرات لأحراقه.

ومعظم اهالى بلاد الشرق لم يحاولوا أن يروا الثوب ولكنهم سمعوا من اجدادهم عن الثوب السحرى وقدسيته وصدقوهم ولم يهتموا بأن يروا نقوشه بأعينهم لأن لهم اهتمامات آخرى. كارثة هذا الثوب العارى تمتد للآخرين فلقد اقتنع اصحاب الثوب بأن الكل لا بد وأن يسبح بعظمة هذا الثوب الوهابى والويل كل الويل لمن لا يقدسه، والكل عارى وليس الملك فقط، والكل يريد الكل أن يكون مبجلا للثوب الذى يعرى، والقنوات الوهابية تحاول أن تجرد الناس من الثوب الذى يغطى ويدعون للثوب الذى يعرى بكل الطرق سواء بالقتل والأرهاب أو بالأنفاق، ولكن الملك الأعلى أخفى زركشة ثوبه الحقيقى الذى يغطى عن حكماء الثوب العارى واظهره للأطفال الذين يصيحون وسط الجميع "الملك عارى ولا ارى ثوبا ولا زخرفة ولا نقوشات ولا ابداع علمى، فكله عرى فى عرى".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :