وكما استشهاد البطل بين جنوده، سار الزعيم جمال عبد الناصر بين أبناء الشعب الذي أحاط بالزعيم عندما اكتشف أنه يسير بينهم بلا حراسة، فشكلت الجماهير الحاشدة سياجًا جماهيريًا لحراسة زعيمهم.

 

وسيظل يوم 9 مارس عام 1969 عنوانًا لمجد العسكرية المصرية وإشارة لا تخطئها العين بأن جند مصر هم خير أجناد الأرض، لأنهم عندما يفرض عليهم القتال ينطق لسان حالهم بخيارين لا ثالث لهما إما النصر أو الشهادة.

 

ففي هذا اليوم المجيد استشهد واحد من أنبل وأذكى رجال العسكرية المصرية في التاريخ الحديث، الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وهو يباشر مهامه الميدانية فى الخطوط الأولى من جبهة قناة السويس عند موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية بينما هدير المدافع وقصف الطائرات ودانات الدبابات تتساقط على الرءوس.

 

كان استشهاد عبد المنعم رياض مصداقًا لمقولته الشهيرة "إن أداء الواجب الوطني دفاعًا عن تراب مصر واستقلالها وسيادتها ليس عملًا وإنما هو شرف وواجب وبطولة".

 

وسيظل التاريخ يحفظ له تطوير القوات المسلحة عقب الهزيمة، وكان من طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد نكسة 1967، بضرورة تجنيد حملة المؤهلات العليا فى صفوف القوات المسلحة، ليس فقط من أجل استيعاب الأسلحة الحديثة، وإنما لأن الدفاع عن الوطن واجب مقدس على الجميع لا فرق فيه بين من يحمل مؤهلا، ومن لا يحمل ثم إن هذه فرصة سياسية تاريخية باعتبار أن الحرب هي أفضل بوتقة لتذويب الفوارق بين الطبقات مهما تكن درجة التباين والخلاف فى الثقافة والرأي والجذور الاجتماعية والأوزان الطبقية.