الأقباط متحدون | "التوك توك" يهدد حمير غزة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٥٦ | الاثنين ١ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٢بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٣ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"التوك توك" يهدد حمير غزة

بي بي سي عربي | الاثنين ١ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

الفجر في سوق الماشية المزدحم في بلدة النصيرات الصغيرة وسط قطاع غزة، لا الزمان ولا المكان المناسب لرهاف القلوب أو ذوي حاسة الشم الفائقة.

ومع بزوع أشعة الشمس من خلال الغبار والنفايات يتنافس القرويون على مكان لخرافهم ومعيزهم.

البائعون يفاصلون لتحصيل أفضل الأسعار، وكأن الفوضى الموجودة لا تكفي ينطلق ثور ضخم بعنف عبر جموع الناس بعد أن تمكن من التخلص من وثاقه.

هنا أيضا تجد وبأعداد كبيرة أهم الحيوانات في غزة ...الحمار.

فعلى مدى عقدين من النزاع والفقر وعدم الاستقرار أثبت الحمار أنه وسيلة المواصلات المعتمد عليها.

فعندما كان هناك عجز في الوقود كان الحمار هناك. وحين حظر استيراد السيارات الجديدة بسبب الحصار الإسرائيلي كان الحمار هناك.

غير أن الحمار في غزة يواجه الآن مصاعب شتى.

"لقد انخفضت الأسعار من ألف دولار للحمار إلى أقل من 300 دولار"، يصرخ فادي بدوان، تاجر خبير بذقن وبشرة لوحتها الشمس.

التجار والفلاحون يلقون اللوم في ذلك على شيء واحد.

"إنها التوك توك الملعونة"، يقول بدوان، "إنها تدمر أعمالنا".

فالتوك توك هو الوافد الجديد على غزة، وهو في حقيقته دراجة نارية مثبت إليها عربة.

وقد تم تهريب الآلاف من عربات التوك توك صينية الصنع إلى غزة عبر الأنفاق من مصر. وتراها الآن موجودة في جميع أنحاء القطاع.

"أبيع نحو 10 إلى 15 توك توك شهريا"، يقول سامر نجم، واحد من عشرات بائعي التوك توك الذي بدأوا التعامل بهذه التجارة في العام الماضي.

يقف نجم أمام محله جنوبي القطاع ينظر بإعجاب إلى صف من هذه العربات تلمع تحت أشعة الشمس، يقول إنه مقابل 1500 دولار يمكنك أن تشتري منتجا يتفوق على الحمار بشكل باهر.

مقايضة
"فهي نظيفة، يمكن الاعتماد عليها، وأنت غير مضطر لإطعامها، وفوق ذلك كله هي أسرع بكثير".

ويمكن أن ترى التوك توك بوضوح في شوارع غزة محملة بالبضائع وهي تمر في لمح البصر مخلفة الحمير وراءها.

في مخيم جباليا للاجئين بالقرب من مدينة غزة أصادف عطالله عزيز دربور وقطيعه من الحمير.

في معظم الأيام يسافر دربور بحميره مسافة 20 كيلومترا، يبيع ويقوم بتوصيل منتجات التنظيف. دخله عدة دولارات يوميا.

يقول دردور "أنا وأسرتي نعتمد بشكل كامل على الحمير كوسيلة لتحصيل دخلنا".

إلا أنه رغم أن الحمار قد خدمه خلال الحرب ومشاق الحياة الصعبة، إلا أنه يقول إنه لا مانع لديه من مقايضته بالتوك توك إذا ما تمكن من توفير المال اللازم.

ويكمن سر نجاح الحمار في غزة في إمكانية الاعتماد عليه تحت أقسى الظروف. فهو السلحفاة مقابل الأرنب أو التوك توك.

إلا أن السؤال بعد سنوات من الآن هو "هل يثبت التوك توك أنه يتمتع بنفس القدرة على الصمود؟".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :