الأقباط متحدون | "مصر"في المزاد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٢٦ | الثلاثاء ٢ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٣بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"مصر"في المزاد

الثلاثاء ٢ نوفمبر ٢٠١٠ - ٣٨: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :سوسن إبراهيم عبد السيد
بعد الإعلان عن بيان القاعدة و تهديدهم المباشر لأقباط مصر و الشام ..باتت الرؤية واضحة لمخطط تفتيت وطننا، و ظهرت الأيدي الخفية -ملوثة بالدماء- و سقطت ورقة التوت الأخيرة.

وبين التهوين من شأن هذا التهديد و التهويل، دعونا نلقى نظرة حيادية للموقف و نتبادل الأدوار ...فبدلاً من أن يكون التهديد لأقباط مصر،  سيكون التهديد لمسلمي مصر من دول غربية, من يمين غربي متطرف,  يزعم حماية الأقليات المسيحية من الاضطهاد و عليه تصبح مصرنا بين شقي رحى: احدهما يزعم حماية المستضعفات الأسيرات في الأديرة المصرية، والآخر يزعم حماية الأقليات المسلوبة حقوقهم ...و بين هؤلاء و هؤلاء يدفع الجميع الثمن غاليًا ...و بين زيف النوايا و مطامع الآخر في الحصول على أكبر قدر ممكن من الأرباح, تدخل مصرنا المزاد،  فهل أدرك أحد عواقب هذا الوضع و ما يمكن أن تؤول إليه الأمور؟ .

 لقد تطورت الأمور في الآونة الأخيرة بوتيرة سريعة، وأرى أنه لابد من وقفة حاسمة توضع فيها الأمور في نصابها،  و يعاقب كل إنسان أدى بتهوره, سواء عن طريق التصريحات الإعلامية أو إطلاق فتاوى تحرم التعامل مع الأخر, إلى ما وصل إليه الوضع الآن .
الاتهام بالخيانة العظمى سيكون قليلاً على هذا الإنسان ...ففي العهود القديمة كانت الخيانة للوطن، والتعامل بالجاسوسية لها أساليبها من اتصالات سرية و خطابات بالحبر السري، وغيرها من الوسائل التي عفا عليها الزمان ...وأصبحت الآن الخيانة تأتى بصورة مقنعة، تلتحف أحيانًا بالصبغة الدينية و تعمل على بث سموم الكراهية بين أبناء الوطن الواحد ....

حينما فشلت القوى الخارجية من الإرهاب في ضرب السياحة المصرية, والتي يعلم جيدًا عدونا إنها احد أهم مصادر الدخل القومي للبلد، وتم الضرب بيد من حديد على كل متلاعب بهذا الشأن, بدأ البحث عن وسائل أخرى لتخريب هذا الوطن.
أصبحت حرية التعبير عن الرؤى مدخلاً لكثير من الموبقات، التي باتت كالمرض الخبيث الذي ينتشر في جسم المجتمع، ولا يدرى به أحد حتى يتمكن منه و يقضى عليه...فهل سنظل مكتوفي الأيدي أو غير عابئين بما يحدث حتى تقع الطامة الكبرى، وعندها لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب؟ السادة المتظاهرون كل يوم جمعة عقب الصلاة ...لو كنتم تعلمون أن هذه المظاهرات يحركها تنظيم إرهابي مثل تنظيم "القاعدة"، هل كنتم ستقبلون بأن يحرككم أعضاء هذا التنظيم لحرق وطنكم تحت شعارات وهمية لا أساس لها من الصحة؟  السادة المتظاهرون عقب اختفاء كل فتاة أرادت تحت أي تأثير أن تصير مسلمة هل أدركتم الآن أن اكبر الحرائق تأتى من مستصغر الشرر؟ السادة الذين صدعونا بتصريحاتهم الإعلامية عن ضرورة عدم الالتفاف إلى ما لا يعنينا بعد أن كانوا هم أول الصارخين بكل الأمور الداخلية و جعلها شأنًا عامًا ..هل أدركتم الآن فداحة عدم معالجة الأمور بحكمة وأن أسلوب إخراج اللسان للآخر بأنكم منتصرون و تملكون القوة التي تسيطرون فيها على المشاكل في الوقت المناسب قد أدى إلى استثارة الكل ؟؟؟

الجميع الآن مدان بدون استثناء، وعلى الجميع الآن العودة إلى رشدهم حتى يتم إنقاذ ما يمكن إنقاذه..فالوقت يداهمنا و أعدائنا يرون أن خطتهم تسير وفق أجندة صحيحة مائة بالمائة..و لقد نجحوا في تحقيق جزء كبير منها ...علينا الآن أن نقطع عليهم الطريق، حتى لا يصلوا إلى مبتغاهم الأكبر، وهو الفوز بهذا المزاد على وطننا.
في كل مرة تقع حادثة طائفية نسترجع الأيام الماضية و العهود القديمة و نتحسر على الأوضاع الحالية، ونتعجب و نتساءل:أين تلك المحبة التي كانت بين أفراد الوطن الواحد، والتي لم يكن من ضمن مفرداتها السؤال عن ديانة الآخر حتى تستقيم بعدها الأمور و يتم التعامل معه على أساسها؟..

أفيقوا أيها المصريون ...الخطر أصبح قريبًا جدًا ...و يستخدم المصريين أنفسهم لتدمير ذواتهم فلا تستسلموا للنعرات التي تهدم و لا تبنى ...الإرهاب لا دين له فلا تجعلوه يستخدمكم لحماية ديانة أيًا كانت ليحقق هو مطامعه ...
قـــــــــــــــــــل لا بصوت عال لكل من يريد الوقيعة بينك و بين جارك ...أحفظ دينك في قلبك، و مارسه في دور عبادتك، و تعامل بمبادئه الراقية مع من حولك ...ولندعو جميعًا في صلاة واحدة أن يحفظ لنا ربنا مصرنا سالمة من كل شر و من كل مكيدة و من كل وقيعة و يبعد عنها كل شر و شرير .أمين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :