الأقباط متحدون | مجزرة كنيسة سيدة النجاة بالعراق وتهديدات تنظيم القاعدة لاقباط مصر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:١٩ | الاربعاء ٣ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٤ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مجزرة كنيسة سيدة النجاة بالعراق وتهديدات تنظيم القاعدة لاقباط مصر

الاربعاء ٣ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مجدي جورج
لعل المجزرة التى وقعت بالامس للمصلين المسيحيين بكنيسة سيدة النجاة  للسريان الكاثوليك ببغداد بالعراق يكشف لنا عن الحال السئ الذى وصل اليه المسيحيين بالعراق بوجه خاص والمسيحيين فى الشرق الاوسط بشكل عام .
فقد اقتحمت مجموعة انتحارية من مسلحى القاعدة بالعراق هذه الكنيسة واحتجزت عدد كبير من المصلين بداخلها ومن خلال متابعتى للنشرات الاخبارية المحتلفة ومن خلال كلام وتصريحات المسئولين الامنيين العراقيين صدقتهم  فى اقوالهم  ان عدد المحتجزين لايزيد باى حال من الاحوال عن الاربعين شحصا وقد  نمت بالامس فرحا من الانباء التى قالت ان السلطات العراقية  فد نجحت فى انهاء عملية كنيسة سيدة النجاة بنجاح وتصورت ان جميع الرهائن قد حرجوا سالمين وعادوا الى منازلهم يهنئون بعضهم بعض بسلامة العودة.
ولكننى صحوت صباح  الاثنين على انباء محتلفة تماما  حيث  اعلن نائب وزير الداخلية العراقي اللواء حسين كمال ان 52 شخصا ما بين مدني ورجل امن قتلوا في عملية تحرير الرهائن الذين احتجزهم مسلحون من تنظيم القاعدة في العراق في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة ببغداد.
فقلت فى نفسى لابد من ان هناك شيئا خطا فى الامر وان هذه انباء كاذبة  لانه لو صحت هذه الانباء فمعنى ذلك ان جميع الرهائن قتلوا وان السلطات العراقية عند قولها انها نجحت فى تحرير الرهائن فربما ان هذا يعنى انها بالاشتراك مع مسلحى القاعدة  قد نجحت فى تحرير الرهائن من خوفهم ومعاناتهم ومن قيود الجسد  ونقلتهم جميعا من هذه الدنيا الفانية الى الحياة الابدية!!!
 ولكننى اسبعدت هذه الفكرة وذهبت ابحث بين القنوات الفضائية المختلفة فذهبت الى القنوات العربية مثل قناة الجزيرة والعربية وغيرهما من القنوات التى لاتهتم الا بالاحداث الجليلة العظيمة كأن:
- تنقلنا عادة فى بث مباشر بالساعات من قلب اسرائيل لان بعض المستطونيين الاسرائيليين( ياحرام) على اعتزام ان يقتلعوا اشجار الزيتون الفلسطينية.
- او تبث لنا اكثر من ساعة من مدينة ام الفحم باسرائيل بث مباشر لان بعض هؤلاء الاسرائيليين اعتزموا (وياللفظاعة) تنظيم  مظاهرة تندد بالتطرف الاسلامى  باسرائيل.
- او ينقلوا لنا على مدار الساعة وفى كافة نشراتهم وبرامجهم  عنصرية جنود الاحتلال فى اسرائيل اللذين (وياللعنصرية) يقومون بالرقص امام السجناء الفلسطنيين المعصوبى الاعين على انغام الموسيقى  متناسين ان سجنائنا فى سجوننا العربية تعصب اعينهم حتى لايروا من يضع العصى فى مؤخراتهم .
 المهم لم  اجد فى هذه القنوات الا القليل   وقادنى بحثى الى قناة فرنسا الدولية باللغة العربية التى نقلت لنا بعض الاوضاع من بغداد والتقت مع بعض الناجين واكتشفت ان عدد الرهائن بالكنيسة كان حوالى مائة شخص  وان السلطات العراقية ربما لم تكن تعلم بعدد الرهائن الحقيقى او ربما حاولت التقليل من عددهم حتى تقلل من اهمية الازمة التى وقعت فيها وربما اخيرا لان المسئولين العراقيين ككل المسئولين فى دول الشرق حياة الانسان رخيصة جدا لديهم فلا يهمهم ان كان الرهائن افراد او عشرات او حتى مئات فلم يدققوا فى تصريحاتهم .
المهم ان هذه السلطات تدخلت بقواتها واقتحمت الكنيسة سريعا وقتل نتيجة اقتحامها هذا العشرات من المصلين المسيحيين بهذه الكنيسة . وقد اسرعت السلطات بعملية الاقتحام لاسباب عدة منها :
1 حتى تغطى على عملية فشلها فى حماية العراقيين المسيحيين الذين يعانون الامرين فى هذه البلاد من قتل وتهجير واتاوات وكانت نتيجة ذلك ان تناقص عدد المسيحيين هناك الى النصف منذ بدايات الغزو الامريكى للعراق.
2 اسرعت السلطات فى عملية الاقتحام ورفضت التفاوض مع مسلحى القاعدة لان حياة الانسان فى الشرق وخصوصا الانسان المسيحى غير ذات اهمية ولو قارنا ذلك بما حدث لعمال المنجم  الثلاثين فى تشيلى الذين احتجزوا فى احد المناجم تحت الارض والتى استنفرت كافة اجهزة الدولة لانقاذهم لمدة حوالى شهرين, وكذلك لو قارنا مافعلته السلطات العراقية هنا مع مايفعله المسئولين الغربيين مع خاطفى  الرهائن الغربيين الذين يختطفهم تنظيم القاعدة او غيره فيظل هؤلاء المسئولين يتفاوضون مع الخاطفين لمدة شهور واعوام  لانقاذ حياة رهائنهم وهذا هو الفرق بين الشرق والغرب بين ثقافة تمجد الموت وتسعى له بكل السبل وثقافة تمجد الحياة وتدافع عنها وتفديها بالغالى والثمين ثقافة تسخر كافة الامكانيات لاتقاذ الحياة وثقافة تستخدم اخر المنجزات لتدمير الحياة  ..
3 اسرعت السلطات فى عملية الاقتحام حتى لاتطول فترة التفاوض مع الارهابيين وتنكشف اكثر معاناة المسيحيين بالعراق للعالم اجمع.
ان تنظيم القاعدة بالعراق بقيامه بهذه العملية يكشف لنا عن وجهه الحقيقى فهدفه ليس مقاومة المحتل كما يدعى المدافعين عنه بل هو تنظيم ارهابى يقتل وينكل كل من يختلف عنه فى العقيدة والرؤية ويحاول افراغ العراق من مسيحييه.
 وما تهديده لاقباط مصر الا سطر جديد من اسطره المكتوبة بالدم والدمار والاشلاء وعلى الدولة والسلطات المصرية ان تاخذ تهديداته مأخذ الجد  وعلى الاقباط فى مصر وفى المهجر ان يستقيظوا لان ماحدث بالعراق يمكن ان يحدث فى مصر وهذا وان كان سيناريو متشائم الا انه سيناريو متوقع .
وعلى الحركة القبطية فى الخارج ان تعود لسابق عهدها وسابق نشاطها .عليها ان تنفض غبار الكسل وتعود للعمل ثانية فقد استهان الرعاع بكل مقدساتنا واهانوا رموزنا ونحن صامتين وكأن على رؤؤسنا طير ابابيل  فقد جائتنا التهديدات بالامس من سلفييى السعودية وجائتنا اليوم من قاعدة العراق ولا نعرف من اين ستاتينا فى الغد




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :