CET 11:35:54 - 16/03/2016

مساحة رأي

م / إسحاق صبحى
و المقصود  بها استغلال الدين فى التلاكيك و التماحيك الفارغة  بغرض تحقيق مكسب سياسى أو احداث صدى دعائى زاعق سعيا للحفاظ على كرسى او منصب أو لبلوغ طموح أو مغنم ثمين أو تلميع إعلامى لنكرات البشر و حثالتهم.

لدينا هنا أربعة أولاد حديثى السن ارتكبوا جريمة (التريقة على داعش) فى إسكتش تمثيلى بسيط لا تزيد مدته على ثوانى معدودة ، ولم يعرض على مسرح و لم يقدم من اصل لاى جهة للنشر أو للمصنفات فنية و لم يعرض فى عرض عام اوخاص او عرض للنقاد فأين الجريمة أذن؟ .تعيدون علينا الان ذكريات سوداء و تردونا لسوابق مريرة مثل هوجة (كنت أعمى و الان أبصر) قبل سنوات بعيدة خلت.

و اذ يسود الجهل و التخلف و (الرغبة الفاقعة فى التخلف ايضا) فما عليك – و هذا حال المجتمع – الا أن تبيع الجهل و التخلف باعتبارهما بضاعة رخيصة سهلة الترويج ، متوفرة فى الاسواق و زبونها مضمون كذلك

إلى ذلك فلا نكاد نسمع صوتا للكنيسة فى هذة المسألة ، و الكنيسة المصرية لم يسبق ان خضعت للارهاب (المقنن) على نحو مشابه  ، و فى 1981 تعرض قداسة البابا شنودة الثالث لقرار غير عادل أصدره أنور السادات بتحديد اقامة البابا فى ذروة تصاعد الانتهاكات ضد الاقباط و غياب كامل للدولة ، و فى عام 2013 دعمت الكنيسة بقيادة البابا تواضروس الثانى  ثورة 30 يونيو بفاعلية  و فى العام التالى أيدت الكنيسة و معها كل الاقباط ، ترشيح و انتخاب عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، فعلت الكنيسة هذا أملا فى إنقاذ مصر من نفق دولة الاخوان المظلم.

وما سبق هو موقف ثابت للكنيسة ضد الارهاب و الدولة الدينية و ضد تمدد التيار الدينى فى المجتمع و الشارع.

ليس مفهوما أن نرفض تديين الدولة فى أيام مرسى ثم قبول تديين القضاء و العدالة  الأن ، و التصالح مع التطرف و الهمجية لن يوقف الانتهاكات عند حد.

و رضوخ الكنيسة لحكم قضائى جائر و ظالم يأخذ شكل نوع من الترضية و مراعاة التوازن و من باب حماية المسيحيين من ردود فعل تتسم بالعدوانية و الشراسة و حيث الدولة مجرد حاضر غائب و متفرج و شاهد نفى  فى امثال هذة الاعتداءات التى طالت الاقباط فى الناصرية ببنى مزار.


كيف ندعم حق تنويريون من امثال فاطمة ناعوت و إسلام البحيرى فى مواجهة من يريدون سحبهم الى ساحات المحاكم و السجون، فيما نحن نؤيد اعتقال الصبية و المراهقين فى سابقة جعلت المنظمات الحقوقية فى العالم تضرب كفا بكف.

على الجانب الاخر نرى ازدراء الدين المسيحى يظهر بوضوح و جلاء فى قضية اخرى ، حيث اعترضت تلميذات مدرسة فى محافظة المنيا على تعيين مدرسة قبطية كمديرة للمدرسة هاتفات على الملأ (مش عاوزين مسيحية) ، وصمتت الدولة على الهتاف العنصرى الطائفى و ما يحويه من ازدراء واضح وتراجعت وزارة التعليم عن ترقية المدرسة الكفؤة.

هكذا يعمد الغوغاء و الهمج الى استكراد الدين و الاشتغال و التعيش على  اقحامه فى كل شأن مستنطقين اياه بشهادة الزور و مورطين الدين فيما لا ناقة له و لا جمل ، واضعين الدين كسلم تحت اقدامهم للصعود الى مكانة لا يستحقونها بغية تقييد قدرة المجتمع حتى يخلو المجال فقط لمدعى الدين لكسب أرض متزايدة فى معركتهم ضد الحضارة و المدنية.

على حساب مستقبل اطفال مراهقين، استفزهم ذبح 21 شابا قبطيا على الهوية فى ليبيا بدم بارد ، فسعى هؤلاء الاولاد الى السخرية من المجرمين القتلة، مظهرين ضمنا أن المسيحيون لا يخشون الموت أو الذبح شهادة عن ايمانهم، فمن العجب أن يٌصعًد القضاء الظالم حملته ضد حرية التعبير و لن يمر الكثير من الوقت حتى نسمع باعتقال الرضع و الاطفال و التحقيق معهم لتهديد العقائد و الاديان.

و من شأن مهادنة التطرف و مسايرته (إتقاءً لشره)، ان يزداد تغول الاسلام السياسى (المعتدل و المتطرف كليهما) ويستمر فى الضغط على الدولة و المجتمع لمصادرة الحقوق و الحريات بدعاوى واهية ما سيؤدى بالفعل لتمزق النسيج الوطنى  و سحق الوحدة الوطنية (و هو هدف عزيز على قلب الارهابيين و الدواعش) و من ثم أغراق  البلاد فى مستنقع الطائفية البغيض.

و اخيرا و من دواعى السرور فقد شاء القدر إطاحة وزير العدل من منصبه فى سياق مشابه و نتيجة لذلة لسان متهورة على لسانه بحق نبى الاسلام ، ومع تصاعد الدعاوى المطالبة بتقديم الرجل للمحاكمة  فهذا يعنى ان واحدا من اللذين  صبوا الكأس المسموم قد ذاق مرارته أخيراً .

و يقال ان سقوط دولة فارس العظيمة بدأ منذ عهد الامبراطور "كسرى إنوشروان يزدجرد الثالث" الذى ظل يزدجرد و يزدجرد حتى مجىء الغزو العربى لفارس حيث  تم عزله وقتله  فى قضية (إزدجراد أديان) و الله أعلم!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق