كتب – محرر الأقباط متحدون
رحلت عن عالمنا منذ أيام الجميلة الأنيقة السيدة الأولى بأمريكا في فترة الثمانينات، نانسي ريغان زوجة الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان.
وكانت جنازتها ليست كأي جنازة بل أشبه بوداع أسطوري لسيدة كذلك.. نرصد في السطور القادمة من هي نانسي ريغان؟
ولدت في 6 يوليو 1921 - 6 مارس 2016، وهي أرملة رونالد ريغان الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، وسيّدة الولايات المتحدة الأولى لمدة ثمان سنوات، من 1981 وحتى 1989.
وُلِدت في مدينة نيويورك، وكانت إحدى ممثلات هوليود في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، مثّلت دور البطولة في عدة أفلام منها رأس دونوفان، وليلة إلى الصباح، و قطط البحرية الذي مثّلت بطولته أمام زوجها رونالد ريغان، وفي عام 1952 تزوّجت من رونالد ريغان، وأنجبت منه طفلين، وكان ريغان حينئذ رئيس نقابة ممثلي الشاشة.
وعندما نُصب زوجها رونالد حاكمًا لولاية كاليفورنيا من 1967 وحتى 1975، أصبحت هي سيّدة كاليفورنيا الأولى، ومن ثمّ بدأت تنفيذ برنامج رعاية الأجداد.
عقب انتخاب زوجها رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكيّة في يناير 1981 أصبحت نانسي ريغان سيدة الولايات المتحدة الأولى.
وفي وقت مبكر من ولاية رونالد الأولى، قرّرت نانسي استبدال مقتنيات الغرفة الصينية في البيت الأبيض، فوُجّهت إليها انتقادات كتيرة، رغم إن التبرعات الخاصة كانت ستُغطّي كل التكاليف، وأعادت نانسي إلى البيت الأبيض روعة أسلوب جون كينيدي، بعد سنوات من التساهل في الإجراءات الشكلية، كما حاز اهتمامها بالموضة الراقية على انتباه الكثيرين.
تبنّت السيدة الأولى حملةjust say no للتوعية بمخاطر المخدرات، تلاها مزيدًا من الجدل حولها.
تردده في الزواج منها
رغم إن رونالد كان مترددًا من الزواج، عقب انفصاله المؤلم عن جين وايمان، إلا إنه ظل يبحث عن امرأة أخرى، وبعد ثلاث سنوات من المقابلات، عرض عليها رونالد الزواج في جناحهما المفضل في مطعم تشازن بمدينة بيفرلي هيلز، وتزوّجا في 4 مارس 1952 في حفل بسيط، بعيد عن الصحافة، أُقيم في الكنيسة البنيّة الصغيرة، في وادي سان فيرناندو، بلوس أنجلوس.
حبه المعلن لها دومًا
وصف المراقبون علاقة نانسي ورونالد بالعلاقة الوثيقة، وفي منصب الرئيس والسيدة الأولى، لم يتوقّفا عن كشف عاطفتهما تجاه بعضهما، حتى إن السكرتيرة الصحفية قالت: "إنهما لم يأخذا بعض منحة، بل إنهما لم يتوقفا أبدًا عن مغازلة بعضهما"، وكان رونالد دائمًا ينادي نانسي "مامي"، وكانت تناديه "روني".
واشتهرت نانسي بنظرتها المرتكزة والمنتبهة التي أُطلِق عليها "الحملقة"، والتي كانت تُحافظ عليها في خطابات زوجها أو أي ظهور آخر له، وبموت الرئيس ريغان في يونيو 2004، انتهت ما سمّاه شارلتون هيستون "أعظم قصة حب شهدها تاريخ الرئاسة الأمريكية".
محاولة اغتيال الرئيس
يقال أنها أستعانت بعراف ليساعد في تخطيط الجدول الزمني للرئيس بعد محاولة اغتياله عام 1981، كما كان لها تأثير قوي على زوجها، ولعبت دورًا في قراراته المتعلقة بالموظفين، وقراراته الدبلوماسية.
وبينما كان زوجها يقضي فترة الاستشفاء بعد محاولة الاغتيال، كتبت نانسي في يومياتها تقول: "لا يمكن أن يحدث شيء لروني، لأن حياتي ستنتهي"، وكتب رونالد حينها خطابًا لنانسي ذكر فيه: "أيًّا كان ما أدّخر أو استمتع به، فلن أشعر بطعمه مادمت لست هنا"، وعندما سُمح لها برؤية زوجها داعبها بقوله: "نسيت أن أختبئ يا عزيزتي".
إصابتها بسرطان الثّدي
في أكتوبر من عام 1987، أُجرِي تصوير الثّدي الشعاعيّ لفحص مرض بثدي نانسي الأيسر وتبيّن بعد الفحص إصابتها بسرطان الثّدي، و اختارت نانسي أن تخضع لعملية استئصال الثّدي بدلًا من استئصال الورم، وتم استئصال الثّدي في أكتوبر عام 1987، ثمّ توفِّيت والدتها إديث لوكيت ديفيس في فينيكس، أريزونا بعد إجراء العمليّة بعشرة أيّام وأطلقت نانسي على تلك الفترة أنها "شهرٌ مخيفٌ"، وبعد إجراء العمليّة، قامت العديد من النساء بإجراء تصوير الثّدي الشعاعيّ ممّا يوضًّح شدّة تأثير السيًّدة الأولى آنذاك.
مغادرة البيت الأبيض
غادر كلًا من نانسي ورونالد ريغان البيت الأبيض إلى منزلهما في بيل اير، في لوس أنجلوس، كاليفورنيا في عام 1989، وكرّست نانسي معظم وقتها لرعاية زوجها المريض منذ تحقق إصابته بمرض الخرف (الزهايمر) عام 1994، وحتّى أن غيّبه الموت عام 2004.
دعمها له أثناء إصابته بالزهايمر وحمايته
في عام 1998، وبينما كان يظهر تأثير مرض الخرف (الزهايمر) على رونالد، قالت نانسي لفانيتي فير: "علاقتنا من النوع النادر في هذا الزمان. لقد كنّا وما زلنا غارقين في الحب، وعندما أقول إنّ حياتي بدأت مع روني، حسنًا، هذه حقيقة، إنها بالفعل بدأت معه، وأنا لا أتخيّل حياتي بدونه."
وقامت نانسي بحماية زوجها أثناء إصابته بالزهايمر، حيث منعت وسائل الإعلام من الاقتراب من زوجها وحتى زيارة أقرب الأصدقاء، حماية له وحتى لا تخالف تلك الصورة التي أعتادها الأمريكيون عن رئيسهم.
جنازة ريغان
بكت نانسي أمام الكاميرات للمرة الأولى أثناء تشييع جثمان زوجها وحبيبها رونالد ريغان.
وفاتها:
توفيت نانسي ريغان في صباح يوم الأحد 6 مارس 2016 في لوس أنجلوس عن عمر يناهز 94 عامًا جراء سكتة قلبية وتم دفنها في كاليفورنيا بجانب زوجها.
