الأقباط متحدون | هل نعتذر لكمال اتاتورك؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٠ | الاربعاء ٣ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٤ بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٥ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل نعتذر لكمال اتاتورك؟

الاربعاء ٣ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٤: ٠٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

السؤال .. هل من الممكن أن نكتشف  وبعد مرور كل هذه السنوات أنهم مدينون بالإعتذار لكمال اتاتورك ؟
جال بخاطرى هذا السؤال عندما تابعت مثل غيرى الإستفتاء الاخير على بعض المواد الدستورية فى تركيا والتى جاءت نتيجتها موافقة الشعب التركى عليها بنسبة %58
مبدئيا لفت نظرى النسبه التى تم إعلانها بمنتهى الصدق والشفافية والتى لم تجد القيادة السياسية فى تركيا أى غضاضة فى إعلانها رغم أنها تتعدى نسبة الخمسين فى المائة بقليل ولفت نظرى أيضا ان التعديلات الدستورية التى تمت الموافقة عليها من قبل الشعب التركى هى تعديلات تزيد من سطوة البرلمان على الحياة السياسية والقضائية فى تركيا  وهذه التعديلات تعنى ايضا الحد من نفوذ الجيش التركى والمؤسسة العسكرية فى الحياة العامة فى تركيا وهى الحالة التى تعيش فيها تركيا منذ الثورة الكمالية فى اواخر عشرينيات القرن الماضى  ونعود للسؤال المفتتح  هل من الممكن ان يكتشف المسلمون وبعد مرور كل هذه السنوات انهم مدينون بالإعتذار لمصطفى كمال اتاتورك؟

بدءا ذى بدء  وللامانة مع القارئ الكريم ومن قبيل الشفافية لزاما على أن اقر أننى واحدا من ملايين المسلمين الذين ترعرعوا على كراهية كمال أتاتورك وأن مجمل المكتوب  عن هذا الرجل  لا يصب فى صالحة ولا صالح سيرته على الإطلاق فهو فى نظر الكثيريين الشيطان الاعظم والعميل الأكبر هادم الخلافة ومحطم وحدة وقوة المسلمين بل ويتهمة البعض أحيانا انه يهودى مستتر وكاره للإسلام وحاقد على اهله وأكاد أجزم اننا لو سألنا اى شخص له نصيب من الثقافة والإطلاع عن كمال أتاتورك ما تعدت إجابتة ما سبق وذكرته عنه  وهذا مما يؤسف له لأن الكثيريين لا يعرفون أن كمال اتاتورك صاحب فضل حقيقى على تركيا وهو جندى شجاع من جنود جيشها ولقد حارب كمال أتاتورك فى الجيش التركى وطالما حارب فى صفوفة ومن حروبه التى خاضها والموثقة على إحدى مواقع الإنترنت نسوقها للقارئ بشئ من الإيجاز كما يلى
1
.معركة جاليبولي 1913 حيث ضد البلغار  الذين عجزوا عن التقدم خطوه إلى داخل تركيا باتجاه إسطنبول وتكبدوا آلاف القتلى والجرحى قواتهم
2.معركة الدردنيل (جاليبولي الثانيه)1915 ضد إنجلترا وكان من قوادها تشرتشل وأدت إلى فشل كاسح لإنجلترا وفرنسا وإيطاليا وبلغاريا واليونان .
3.معركة القفقاس 1917 حيث حرر عدة مدن مستغلاً خلل شديد قي القوات الروسية. وحرر كل مدن تركيا المحتله.
4.معركة هارى تان ضد الإنجليز وأقوع فيهم ما بين اربع آلاف الي ستة آلاف قتيل.
5.معركة أزمير 1920 وفيها طرد اليونانيين من أزمير موقعاً آلاف القتلى بين صفوفهم.
6.معركة مرعش 1920 حيث واجه فيها الفرنسيين موقعاً أكثر من ألفى قتيل على أقل تقدير مبيداً الحاميه كلها.
7.إبادة كل القوات الإيطالية 1920 على طول الطريق لقونيه، وكذلك إعتقال كل ضباط المراقبة التابعين للحفاء لمبادلتهم بأسرى التراك.
8.عاد الفرنسيين 1920 بناء على معادة مبرمه من السلطان إلى مرعش واورفا فهاجمهم اتاتورك وأفنى ما لا يقل عن الالف منهم وغطت جثثهم الطرقات، وحاصر بوزنطى فهرب منها الفرنسيين، ثم اتجه إلى قونيه وحاصرها فلم يجد الإيطاليين إلا الهروب نجاةً بأنفسهم.
9.حصار إسطنبول ديسمبر 1920 وقطع الطريق عنها.
10.    13 مارس 1921 هاجم جيش أتاتورك بقيادة عصمت إينونو الجيش اليونانى الغازى قي منطقة اينونو موقعاً أكثر من ألف قتيل وجريح في أسوأ موقعه لليونانيين قي تاريخهم كله.
11.يونيو 1921 معركة السخاريا التي سقط فيها ما لا يقل عن 1000 قتيل من اليونانيين وإضطروا للإنسحاب تماماً.
12.سبتمبر 1921 معركة دوملو بونار ضد بقايا اليونانيين التي أوقعت ما يقارب الخمس عشر الف قتيل بين اليونانيين وصار أغلب قواتهم إما فارين أو جرحى.

يتضح لنا مما سبق أن كمال أتاتورك قد حارب (ميدانيا وليس خلف الميكروفونات او على شاشات الفضائيات) نقول حارب كلا من فرنسا وإنجلترا واليونان وبلغاريا وإيطاليا وروسيا
صحيح أنه ألغى الخلافة الإسلامية وإستبدل الحروف اللاتينية محل الأبجدية العربية فى اللغة التركية لكنه أيضا أجبر السلطان عبد الحميد على وضع الدستور وكان هذا الدستور بمثابة أول لبنة من لبنات بناء تركيا الحديثة والتى لم تعرف الحرب الأهلية ولا الإنقلابات العسكرية ولا الدعوات الإنفصالية  ولا الإرهاب منذ أقام قيها اتاتورك أول جمهورية تأخذ بأساليب الحضارة الحديثة فى تسيير شئون الحكم

هل يعتذر المسلمون لكمال اتاتورك الذى لولاه ما أصبحت تركيا اليوم قادرة تنظيم إستفتاء شعبى تكون فيه نسبة الموافقة %58 دون ان تجد القيادة السياسية فيها أى حرجا من إعلان هذه النسبة
الذين يتباكون على رحيل الخلافة الإسلامية يتناسون ان الكثير من الدول الإسلامية تم إحتلالها وإستباحة أرضها وثرواتها فى ظل وجود هذه الخلافة والتى لم تستطع أن تصد محتل أو ترد غاصب  ولكن ماذا نقول ومع أى عقول نتحدث ؟ وهم العاشقون للعنتريات الفارغة والتى ما قتلت ذبابة كما قال الشاعر نزار قبانى يوما

ألا تحتاج غالبية الدول الإسلامية اليوم لشخصية مثل كمال اتاتورك له نفس الحس الوطنى وبعد النظر وكراهية الشكليات والذوبان عشقا فى الماضى العتيد ؟
ألا يحتاج المسلمون اليوم للقيام بأكبر عملية نقد تاريخى و(فقهى ) , ألا يحتاجون الى التنازل عن فكرة أن الماضى هو الأمل وان السلف هم القدوة ؟
إن المسلمين اليوم يحتاجون اشد ما يحتاجون للاخذ بأساليب الإدارة الحديثة فيما يخص شئون الحكم  وهى أساليب قد سبق بها أتاتورك منذ زمن بعيد
أحيانا أتساءل ترى كيف كان من الممكن تصور حال الدولة التركية إن لم يفعل أتاتورك ما فعله ؟ على حد علمى أن تركيا اليوم دوله (شبه عظمى ) إن جاز التعبير لها جيش نظامى ولها حكومة منتخبة ولها رئيس وزراء منتخب بل ويتقدم بتعديلات دستورية تحد من سلطته وتزيد من سلطة البرلمان !!
وليس هذا فحسب بل إن تركيا اليوم تعد وبالعل شوكة فى جانب إسرائيل التى لم تستطع ات تتخذ ضد تركيا أى أجراء عنيف لأنها تعلم جيدا انها سوف تصدم بمؤسسة نظامية  أبعد ما تكون عن العنتريات الفارغة أى أن المفارقة أن ما صنعة كمال أتاتورك منذ القديم قد أتى أؤكله اليوم وها نحن نرى دولة إسلامية فى قلب أوربا عصية على الإختراق بعيدة عن الإنهيار ترفل فى نعيم الحرية والديموقراطية الحقة
للأسف إن العامة والدهماء لا يذكرون كمال اتاتورك إلا بأنه الشخص الذى اسقط الخلافة وهى التى كانت ستسقط ستسقط بحكم التاريخ والجغرافيا وتقدم
الزمان

كمال أتاتورك لم يكن خائنا لتركيا ولم يكن كارها ولا حاقدا على الإسلام فلم يؤثر عنة انه أجرى مذابح جماعية لشعبة ولا دخل بدولته التى احبها فى مغامرات عسكرية أو إقتصادية فاشلة كل ما فعلة كمال اتاتورك أنه قرأ الواقع قراءة صحيحة  لهذا احبة الأتراك وأطلقوا عليه لقب أتاتورك اى (أبو الأتراك) ولا يزال غالبية الشعب التركى اليوم من المسلمين الذين ولدوا فوجدوا انفسهم فى دولة متحضرة لها دستور يلزم لتعديل احد بنودة موافقتهم علية ولو بنسبة %58 ويا لها من نسبة مشرفة
فياليت قومى يعلمون




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :