الـغـــــريـب
بقلم : نشـأت عـدلي
لقد صرخ داود بحرقة قلب للرب وهو يهتف له ... غريب أنا على الأرض فلا تخفي عني وصاياك .. لقد كان ملك ولكنه أحس بغربتة على هذه الارض . والشعور بالغربة دائما نتيجة عدم الشعور بالأمان .. وعندما يتملك الإنسان هذا الشعور فى أى مكان يقل إنتماءة للمكان الذى يقطن به أىًّ كان ..
- فنحن نعيش فى بلد موازين العدل به قد إختلت .. والقائمين عليها غير قادرين على حماية مواطنيهم من البطش بهم بشتى الطرق الغوغائية والغير إنسانية والمعنوية والفعلية .. من حرق منازل أو خطف أبناء أو تهديدات بأية أعمال إجرامية تهدد أمن فئة واحدة من السكان بها وهم الأقباط .. والتعنت المقصود فى بناء كنيسة أو حتي ترميمها .. فلابد أن نشعر بأننا غرباء عن وطننا الذى نعيش فيه .. وأني أرى أن كل تهديد لأى فئة من فئات الشعب هو تهديد لأمن الدولة كلها .. لأنها هي المُلزَمة بحماية كل مواطنيها سواء أقباط أو مسلمين أو بهائيين أو حتى الذين بلا عقيدة .. فطالما هم مواطنين يعيشون على هذه الأرض .. فالدولة من واجبها حمايتهم والدفاع عنهم .. فكما أن المواطن عليه واجب الدفاع عن امن البلد وحمايتها فهذا الواجب عينه هو من حقوق المواطن عليها .. فإذا أخلت الدولة فى حماية مواطنيها فهىَّ تُخل بحقوقة الواجبة عليها .. وتصبح أمام الرأى العالمي أنها غير قادرة على حماية مواطنيها .. ويشعر المواطن مع هذا التوانى أنه غريب فى بلدة غير أمن على حياتة وأسرتة ويضيع الإنتماء الذى بداخلة لها .
- إعلامنا الموجه توجيه خاطئ ناحية جهة دون الأخرى .. إعلام ليست له سمات الإعلام الراقى الذى يفند الحقائق على نهج علمي ولكن كل الحقائق تصب فى جهة واحدة فقط .. حتى أصبح مشهور بين دول العالم انه إعلام موجه .. منافق .. بل وفاسد .. الحقائق المعلومة والواضحة والتى رأتها السموات المفتوحة وتناقلتها الشبكات العنكبوتية هو الوحيد الذى ينكرها ويفندها بحسب رأيه المفضوح وأصبح أضحكوة لكل مشاهديه .. وصارت عدم مصداقية بينه وبين المتلقى فى كل معلوماتة .. بل أصبح من أخطر الأدوات التى تنفث بذور التعصب والطائفية وتثير الحمية فى نفوس المرضى .. فاأصبح من جوهريات الشعور بالغربة .
- التعليم الذى أصبح ضربة قاسمة للتعصب بعد أن كان هو الرابط الذى يربط الأبناء بأمالهم ومستقبلهم فى هذه البلد ... أصبح تاريخة تاريخ واحد حتى نصوصة التى كانت تأخذنا إلى عالم الشعر والتذوق أصبح الشعر فيه عبارة عن نصوص من القرآن هذا بالإضافة إلى إمتحاناتة التى لايحلو لها أن تُقام إلا فى الأعياد والمناسبات الدينية الخاصة بالأقباط خاصة نصف العام أو التيرم الأول الذى دائما فى يوم 8 يناير أو 6 منه .. فاأصبح ضمن منظومة المشوهين لمستقبل جيل بل أجيال .. بعد أن كان ينمي فى الدارس كل مواهبة وطموحاته أصبح الأن عامل من العوامل الممزقة للطالب والتى جعلت هذا الجيل يشعر بغربة عنه بعد أن تنحي عن أهدافة الحقيقية وأصبح القادر ماديا هو الذى يواصل هذه المهزلة التعليمية ليحصل على رخصة من القش تظل كذكرى داخل إطار ربما يكون من الذهب معلق على الحوائط ..
- حتى الأسرة التى يجد الفرد نفسة بداخلها .. أصبحت الأعصاب ملتهبة بداخلها وكل من فيها يتصيد الأخطاء لأخر ..فالسيدة العصبية أو الرجل المتسلط .. كل منهما لا همّ له إلا إلقاء الأوامر دون أية تفاهم .. ليست هناك ليونة التعامل .. الأخذ والعطاء فى الكلام والمهادنة .. ومهما حاول احدهما أن يهدئ الاخر تجدة وإذ قد إذداد فى تحكماتة ويشعر الفرد أنه يشحذ الرضا فلا يجده .. ويقبع فى مكانه كسجين يصرخ داخل نفسة ويسألها عن ميعاد الإفراج .. فلا ينفعل أحد أو يتفاعل مع احداث الأخر .. وكل فرد يشعر أنه غريب عن الأسرة كلها ..
وليس لى إلا أن أقول .. أمنيتي أن أعيش فى وطن يكون امين علينا وأنا امين عليه .. أعشق ترابه .. لأنه يوفر لى كل الأمان .وأكون منتميا له .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :