الأقباط متحدون | " غير محافظ " على القاهرة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠٦ | الأحد ٧ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٨بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٩٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

" غير محافظ " على القاهرة

الأحد ٧ نوفمبر ٢٠١٠ - ٣٧: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: أحمد الخميسي
قضت محكمة جنح عابدين بحبس محافظ القاهرة سنة مع الشغل وعزله من وظيفته ، لأنه لم يعلن نتائج انتخابات المجلس المحلي لدائرتي السلام والبساتين رغم إخطاره قانونيا بضرورة ذلك . هذا ما نشرته جريدة الأهرام وغيرها . والحكم مفاجأة ، ذات شقين ، الأول : لأننا لم نألف أن يطبق القانون على  كبار المسئولين بينما يطبق بحزم على حرامية حلقات الذكر وشبابيك المنازل الريفية المهجورة . مرة واحدة تم اعتقال غالبية المسئولين الكبار في مايو 1971 . ولسبب ما كان من بينهم الساخر الكبير محمود السعدني الذي قال للقاضي من داخل القفص : لقد تعرضت للسجن من قبل لأني كنت معارضا للنظام ، وعندما خرجت من سجني قررت ألا أكون معارضا وأن أصادق كل الوزراء ورجال الدولة، صادقتهم فاعتقلتموهم جميعا ، وها أنا معتقل ثانية ! سجنت مرة للمعارضة ومرة للموالاة ! أعارض الدولة أم أصادقها سيدي القاضي ؟! . الشق الثاني من مفاجأة الحكم على محافظ القاهرة جاء فيما تضمنته حيثيات الحكم من أن المحافظ  : " تقاعس بصفته موظفا عاما عن أداء مهام وظيفته " . وقد أدهشني جدا أن يكون التقاعس عن أداء مهام الوظيفة سببا للسجن والعزل !

خاصة أن " التقاعس " لم يؤرق محكمة ولا رأيا عاما إلا في موضوع انتخابات مجلس محلي . أما تقاعس المحافظ عن  أداء مهامه الحقيقية الكبرى فإنه يمر مر الكرام بلا محاكمة ، ولا عتاب ، ولا يحزنون . وعلى مدى ست سنوات تقريبا – منذ أن تولي عبد العظيم وزير منصبه محافظا على القاهرة في يوليو 2004-  ظللنا نتوقع من محافظ  مثقف– كان عميدا لكلية الحقوق بجامعة المنصورة – أن ينجز الكثير ، لكن شوارع القاهرة خلال فترة عمله زادت وساخة وضوضاء وتضاعفت أزمة الحركة والمرور فيها ، وتفشت الأحياء العشوائية ، وتشوهت معالم تاريخية كثيرة بعمارات شاهقة لاعلاقة لها بالطراز المعماري المحيط بها .

وفي اعتقادي أن المحاكمة ينبغي أن تكون ليس بسبب ما فعله المحافظ ، لكن بسبب ما لم يفعله ، أي بسبب " تقاعسه بصفته موظفا عاما عن أداء مهام وظيفته " . ولايعد إعلان نتائج انتخابات مجلس محلي من مهام المحافظ الكبرى ، لكن من مهامه الكبرى أن يجعل القاهرة – إحدى أعرق العواصم في العالم – نظيفة وجميلة ، وهو ما لم يفعله المحافظ ، ولم يقم في سبيل ذلك بأي جهد ، ولسنا نذكر حديقة واحدة تم إنشاؤها في عهده ، ولا عملا أو إنجازا ذا قيمة . وإذا لم يكن تجميل القاهرة وتشجيرها وتنظيم المرور ومعالجة الأحياء العشوائية من مهام المحافظ بصفته موظفا عاما ، فما هي وظيفة المحافظ إذن؟ وما هي مهامه التي ينبغي القيام بها ؟ ولا يجوز التقاعس عنها ؟

  أليست أكوام القمامة الملقاة في كل مكان دليلا على تقاعس عن أداء المهام ؟ ، أليس تحويل القاهرة من حضارة إلي حجارة دليلا على تقاعس؟ . أليس القبول بتفشي التلوث السمعي والبصري والأنفي دليلا على تقاعس؟ أليس ترك دور العرض القديمة التاريخية دون ترميم أو اهتمام دليلا على تقاعس؟ . أريد صادقا أن أذكر أو أتذكر إنجازا واحدا هاما مرموقا للمحافظ عبد العظيم وزير ، لكني لا أرى ، لا أرى سوى قسوة وسائل المواصلات العامة ، والأتربة التي تكسو جدران العمائر ، ورائحة العاصمة التي تزكم الأنوف ، والضوضاء التي تتوحش دون رقيب ، وغياب الحدائق العامة الجميلة المرتبة، وحفر الشوارع القادرة على إبتلاع أي سيارة، و مرور الحمير والخيول في منتصف الطرق، دون أي جهد لتشجير أو تجميل أو تنظيف أو تنظيم القاهرة التي يزيد عمرها على ألف عام وعرفت أقسام منها أيام الفراعنة بالمدينة الجميلة ، ثم اشتهرت بأنها " جوهرة الشرق " . جوهرة عزيزة كتلك لا تستحق كل هذا التقاعس عن أداء كل تلك المهام . الحق أن عبد العظيم وزير كان " غير محافظ " على القاهرة ، كما كان " غير المحافظين " السابقين من قبله .   




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :