- "عالم جديد للتنمية": الاعتداء على الصحفيين عودة عشر خطوات للوراء
- "ضد التمييز" : لن ندعم أي مرشح رئاسي يبنى برنامجه الانتخابي على أساس ديني
- "صباحي": لا أفكر أن أكون نائبًا لرئيس إسلامي
- الهيئة الشرعية تؤكد على مشروعية التظاهر والاعتصام فى "العباسية" وتطالب الجيش بالضرب بيد من حديد فى "ماسبيرو"
- بالفيديو.. "خالد على": سأكسر كل رجل تهين كرامة المصريين
كتاب يرصد "الاحتفالات الشعبية بالموالد والأعياد القبطية"
عرض: عماد توماس
يحمل المعتقد الشعبي المصري صورة ممزوجة بموروثات من الثقافة الشعبية التي تمارسها طبقة من المصريين في احتفالاتها الشعبية، ولعل هذه الاحتفالات والتي تتجلى في الموالد هي البهجة الوحيدة لهذا الفئة من المصريين، ولا يختلف الأمر كثيرا في الثقافة الشعبية بين المسيحيين والمسلمين، وفى ذلك يقول مؤلف كتابنا " مقدمة في الفلكلور القبطي" الباحث عصام ستاتى أن المصريون المحدثون يمارسون هذه الموروثات تارة باسم المسيحية وتارة باسم الإسلام، ويرى أن بسطاء المصريين هم روح المعتقد الشعبي الذين يشكلون "دين الحرافيش" فمأثوراتهم الغنائية وألحانهم الشعبية مشتركة يعانون من ازدراء مشترك لما يمارسونه ويحبونه.
يتكون هذا الكتاب المهم من ستة فصول، الأول بعنوان : عن الاحتفالات الشعبية بالموالد القبطية، والثاني عن دراما الطقوس ومعجزات القديسين، والفصل الثالث والرابع عن الاحتفالات الشعبية بالأعياد الدينية واحتفالات المناسبات العامة والخاصة، والفصل الخامس بعنوان "الأدب الشعبي القبطي" والفصل السادس والأخير عن اللغة المصرية في وجدانياتنا الحياتية.
الاحتفالات الشعبية بالموالد القبطية
يرى المؤلف أن ظاهرة الموالد في مصر قديمة قدم مصر نفسها، فالاحتفال بالموالد تقليد راسخ يرجع إلى عصر الحضارة المصرية القديمة، فالموالد امتداد لاحتفالات مدن وقرى مصر القديمة بآلهتها والتي كان يحتفل بها مرة كل عام باعتبارها حامية لتلك البلدان ورمزا لها. ومع مرور الزمن ودخول المسيحية ثم الإسلام إلى مصر استعاض المصريون عن الآلهة القديمة بالقديسين والأولياء واتخذوا منها رموزا للمدن والقرى وأصبحوا يتبركون بهم بوجود مقاماتهم وأضرحتهم
وبحسب دراسة لعلم الاجتماع د.سيد عويس فان عدد الموالد في مصر يصل إلى 2850 مولدا للقديسين والأولياء يحضرها أكثر من نصف سكان الدولة.
وتلعب الموالد دورا في توثيق العلاقات الاجتماعية بين الوافدين إليها من أبناء القرية الواحدة، وتتطلب في احتفالاتها الضخمة توفير أعداد وكميات من الأطعمة والمشروبات والسرادقات والشوادر والحصر والكراسي...الخ
وقام المؤلف في خلال بحثه، بزيارة معظم الموالد المسيحية وقدم وصفا دقيقا لما يحدث فيها من احتفالات شعبية ونبذه عن صاحب المولد ومكان المولد وطريقة الوصول له والتقى بعدد من رواد كل مولد وسجل شهادتهم ومن ضمن الموالد التي وثقها الباحث : مولد مار جرجس بميت دمسيس-الدقهلية، مولد مار جرجس بجبل الزريقات -الأقصر، مولد العذراء بمسطرد والزيتون-القاهرة، ومولد العراء بجبل الطير –المنيا، ودير درنكه –أسيوط، وأخيرا مولد برسوم العريان بالمعصرة –حلوان.
دراما الطقوس ومعجزات القديسين
يفرق الباحث بين الموالد والزيارات، فالمولد له موعد محدد وعيد شعبي وديني، ولكن الزيارة ليست شرطا أن تكون في موعد محدد، ولا تتمثل بالاحتفال الشعبي من العاب وترفيه وأسواق وخلافه.
والرابط الأساسي بين الزيارة والمولد أن سبب مجئ المريدين أو الزوار واحد : أما الإيمان بمعجزات القديس، أو الخروج من حالات الضيق، أو لأسباب علاجية (بدنية أو نفسية)، أو الحماية من الوقوع في الخطيئة، أو تحقيق أمنية، وهى أسباب يرى الباحث أنها تدور حول المعتقد الشعبي بمعجزات القديسين.
وقام الباحث بزيارة إلى كنيسة مار جرجس بمصر القديمة، وتناول عدة زيارات أخرى في بعض المحافظات –غير محافظات الموالد- ثم قدم استخلاصا عام حول الموالد وزيارات الأديرة حتى تكتمل الصورة من كافة الاوجة.
الاحتفالات الشعبية بالأعياد الدينية
رصد الباحث ما يقرب من 14 عيداً منها 7 أعياد كبار و 7 أعياد صغار، موضحا أن فكرة تقسيم الأعياد إلى صغرى وكبرى، هو تقسيم مصري قديم، فقد كان المصريون القدماء يطلقون على احتفالات الآلهة الكبار من رع وآمون أعياد الآلهة الكبار، أما أعياد الفصول والأعياد العامة فكانت الصغرى، فكانت تمثل أعياد الناس بالمحاصيل والفيضان والبذور وغيرها.
وتناول الباحث كل عيد منها بنبذه صغيرة، ثم تحدث عن الاحتفالية الدينية من منظور شعبي، وفى النهاية تناول الاحتفالات الخاص بأسبوع الآلام .
من الأعياد الدينية الكبرى التي رصدها الباحث: عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد البشارة، عيد الشعانين، عيد القيامة أو الفصح، عيد الصعود، عيد العنصرة.
أما الأعياد الصغرى فهي : عيد الختان، عيد الأربعين، خميس العهد، سبت النور، حد الحدود، عيد التجلي، عيد الصليب.
احتفالات المناسبات العامة والخاصة
يعتبر الباحث أن الأعياد والمناسبات العامة والخاصة هي رمز الحضارة الإنسانية ومقاييس عراقتها، فجميع أعيادنا ومناسبتنا هي امتداد مصر القديمة في مصر المعاصرة، فهذه الأعياد والمناسبات نبتت في أرض مصر الخالدة، وارتفعت لتلقى ظلالها على ما جاورها من حضارات، لتترك صمات على أعياد الشعوب المعاصرة.
وفى هذا الفصل تناول الباحث مجموعة من المناسبات العامة، والخاصة للجماعة القبطية منها عيد رأس السنة، ورحلة التقديس إلى بيت المقدس، بالإضافة إلى طقوس الزواج والحزن وطقس العماد وغيرها من الطقوس، وكيف أن هذه الطقوس رغم ارتباطها بعقيدة فإنها لم تعف من الدخول في البوتقة المصرية التي تصهر كل ما هو وافد وتدخله في رحابها لتصنع عبقرية مصر الفريدة في الزمان.
الأدب الشعبي القبطي
يؤكد الباحث على أن ما ينطبق على الأدب الشعبي المصري بشكل عام ينطبق على موضوع البحث الخاص بالأدب الشعبي القبطي، حيث أن ميدان العرض الذي انتج فيه مع مثيله من مدائح وقصص دينية إسلامية واحد وهو غالبا ما يكون المولد، أما فيما عدا ذلك فهناك أدب شعبي مصري عام. فالاغانى سواء للحصاد أو العمل الزراعي أو الصيد أو الفرح أو الحزن هي واحدة لا تختلف ولكن الاختلاف الوحيد فيما يتعلق بالسير ذات المسحة الدينية.
ويسرد الباحث مثلا مع اغانى الأطفال متحدثا عن نص شهير يقول " واحد أتنين سرجي مرجى" فالسرجى هو مهنة ادخلها الشراكس إلى مصر، وهى ما تعرف الآن بالسركي وهو الذي يسجل فيه بيانات العمال، وكان الإقطاعيون المصريون يديرون مزارعهم عبر شخصين أدارى شركسي، يقوم بتسجيل الخاصة بالعمال، وخولي مصري يقوم بالإشراف الفني، وكان العمال كل صباح يقفون أمام السركي لتسجيل البيانات الخاصة بهم فينادى الشركسي على الخولى ويقول : واحد..اتنين، فيقول له الخولى سرجى اى تم تسجيلهم في السركى، فيشير له برأسه بالموافقة، فيقول الخولى للعمال على نفس الوزن مرجى اى ادخلوا إلى المرج والذي يعنى البستان أو المزرعة، وعندما أصبح المصريون يستخدمون العبارة للسخرية من الطابور الذي يسجلون فيه بياناتهم فتلقف فقراء الأقباط العبارة وأصبحوا يقولونها وهم يأخذون معونات صحية واجتماعية من أدوية وملابس من الكنائس، وحولوا المعنى القديم-كما يرى الباحث- فأصبحت سرجى تشير إلى أبو سرجه "سرجيوس" ومرجى تشير إلى مار جرجس.
اللغة المصرية في وجدانياتنا الحياتية
يضع الباحث ما يشبه قاموسا لكلمات في الوجدان المصري منها:
آبه: بمعنى أبو أو صاحب مثل ابانوب
آخ: كلمة توجع مثل آه
أخ: بمعنى عفريت أو شيطان
إش : بمعنى حلو أو جميل
كيمي: من أشهر الكلمات القبطية المعروفة في العالم اى مصر
الكاتب والكتاب
يبقى أن نذكر أن الكتاب يقع في 330 صفحة من الحجم المتوسط، وصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ، مكتبة الأسرة 2010، ضمن سلسلة العلوم الاجتماعية، ويباع بمكتبات الهيئة العامة للكتاب بسعر 5 جنيهات.
أما الباحث –مؤلف الكتاب- عصام ستاتى من مواليد محافظة السويس عام 1964، وصدر له من قبل كتابان آخران هما " السمسمية بين الواقع و الأسطورة" و " شم النسيم أساطير و تاريخ وعادات وطقوس" ويعد بعض البرامج والتلفزيونية والإذاعية المهتمة بالفن الشعبي منها : الفن الشعبي ،كنوز، "المداحون" و"المحروسة في ليالي رمضان".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :