الأقباط متحدون | مكتبة مدبولي تتصدر المشهد الثقافي بـ"مصر المخروسة" و"صباح العكننة"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٤ | الاثنين ٨ نوفمبر ٢٠١٠ | ٢٩بابة ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

مكتبة مدبولي تتصدر المشهد الثقافي بـ"مصر المخروسة" و"صباح العكننة"

العربيه.نت | الاثنين ٨ نوفمبر ٢٠١٠ - ١٤: ٠٦ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 


عند عبورك لميدان طلعت حرب بوسط العاصمة المصرية القاهرة سيجذب انتباهك على الفور شيئان، أولهما تمثال للاقتصادي الشهير طلعت حرب مؤسس بنك مصر، وثانيهما لافتة مكتوبة بحروف فضية تعتلي نافذة زجاجية تحتشد خلفها العشرات من العناوين لأحدث الإصدارات العربية، هذه هي "مكتبة مدبولي" إحدى أشهر وأعرق المكتبات المصرية.

كان إصرار "العربية.نت" على زيارة هذه المكتبة الرائدة ليس فقط لأنها إحدى أهم دور النشر العربية في السنوات الأخيرة، إنما لأن وراءها قصة كفاح طويلة ومشرفة من مؤسسها الحاج محمد مدبولي، منذ أن كان يفترش الرصيف ويبيع الصحف والكتب، حتى تمكن مع أخيه بإصرار وحب للثقافة والقراءة التي لم يكونا يجيدانها، أن يكونا أحد أهم روافد الثقافة في مصر والعالم العربي.

وبعد رحيل الحاج مدبولي تولى زمام الأمور ابنه المهندس "محمود"، فهو الوحيد من بين أبنائه الثلاثة الذي استهوته حرفة الأدب والثقافة، وفق ما قال.

الساخرة والسياسية والدينية تتصدر
وعن الكتب الأكثر توزيعاً منذ بداية عام 2010 أوضح مدبولي الابن أن معظمها أدب ساخر، سياسية، ودينية أيضاً، فمن الأولى تصدَّر كتاب "مصر المخروسة" لماجد سمير، ويعتبر من أكثر الكتب مبيعاً، يليه كتاب "صباح العكننة" لمحمد بركة.

أما الكتب الدينية الأكثر رواجاً فمعظمها يتمحور حول الإخوان المسلمين، والحركات الإسلامية المقاتلة في ليبيا والسودان وباكستان، وعدة أجزاء لكتاب "الإخوان المسلمون في سورية" الذي صدر أخيراً.

بينما ارتبط العديد من الكتب السياسية الأكثر مبيعاً بالزعيم جمال عبدالناصر، مثل كتاب "جمال عبدالناصر قصة البحث عن الكرامة"، و"جمال عبدالناصر من الثورة إلى النكسة".

أما عن الأدب فأشار مدبولي الابن إلى أن رواية "ماسبيرو" لنصر رأفت حققت مبيعات قياسية، وتتشابه أحداثها مع رواية "عمارة يعقوبيان" لعلاء الأسواني، موضحاً أنه تم ترشيحها أخيراً لجائزة البوكر العربية، أيضاً "رماد أنثى" لندى شعلان، و"الدكتورة هناء" لريم بسيوني التي حصلت على المركز الأول لجائزة نجيب ساويرس للأدب.

فضلاً على رواية "سيدة من تل أبيب"، وهي نشر مشترك بين مكتبة مدبولي والمؤسسة العربية للدراسات والنشر.

ولفت إلى أن هناك كتاباً مهماً هو "موسوعة حياة محمد" ويتكون من ثلاثة أجزاء للدكتور عبدالمنعم الحفني، وأيضاً كتاب "الإسلام ونهاية الثنائيات".

الشباب لا يقرأون
وعن مدى رواج الكتب هذه الأيام يقول: "من يقبل على الكتب حالياً هم المثقفون والإعلاميون، أما الشباب فلا يقرأون إلا عن طريق الإنترنت، عبر المواقع التي تقوم بنشر الكتب الإلكترونية المجانية، أما الأجيال التى تعودت على القراءة قبل وجود الإنترنت فلا تشعر بمتعة القراءة إلا عندما يكون الكتاب بين يديها لتقرأه سطراً سطراً".

ونفى أن يكون أي من هذه المواقع قام بسرقة كتب صادرة عن مدبولي، مؤكداً: "عندما يحدث هذا سأقاضيهم من خلال الرقابة واتحاد الناشرين".

ويضيف أن هناك تراجعاً في نسبة مبيعات الكتب في الوطن العربي بصفة عامة بسبب ارتفاع ثمن الورق والطباعة، ما أثر بالتالي على سعر الكتاب، وبرغم ذلك يؤكد أن مكتبة مدبولي معروف عنها أن أسعار الكتب لديها منخفضة، مشيراً إلى أن الحد الأقصى لسعر الكتاب لا يتجاوز سبعون جنيهاً (نحو 12 دولاراً)، وذلك عندما يكون مجلد ضخم ككتاب الوزير السابق سامي شرف "سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر".

توفير جميع أنواع الكتب المحترمة
ويشير إلى ميزة مهمة توفرها مكتبة مدبولي: "المكتبة الوحيدة التي تستطيع توفير جميع أنواع الكتب المحترمة سواء مصرية، عربية، أم أجنبية، خاصة التي لا تتوافر لدى دور النشر الأخرى".

أما عن الكتب المترجمة فيقول: "نحن مستمرون في هذا الاتجاه الذي بدأه والدي، حيث نتعاون مع الدول العربية كافة في النشر المشترك لهذه الكتب، على الرغم من أنه لم يعد عليها إقبال شديد كما كان في السابق بسبب ارتفاع الثمن"، مشيراً إلى أن هناك العديد من الأدباء الكبار مازالوا حريصين على النشر عند دار مدبولي تحديداً، مثل الكاتب أنيس منصور.

هذه محظورات مدبولي
أما عن المحظورات التي تبتعد عنها مكتبة مدبولي، فأوضح أنها الكتب التي تسيء إلى الذات الإلهية، أو التي تتطرق إلى الشذوذ والجنس بصفة عامة، أيضاً الكتب التي تتضمن سباً للصحابة أو تتعدى عليهم.

ويوضح: "لنا قضية مشهورة مع الكاتبة نوال السعداوي، حين تعاقد معها والدي لطباعة ما يقرب من 42 عنواناً من كتبها، من بينهم كتابان يسيء أحدهما إلى الذات الإلهية، أما الآخر فتضمن سباً لبعض الصحابة، وعندما علم والدي بذلك ذهب إلى المطبعة وأمر بالقضاء تماماً على كل التجهيزات التي تمت بشأن هذين الكتابين، فضلاً عن بضعة آلاف من النسخ كانت قد طبعت بالفعل وكلفتنا ما يقرب من 70 ألف جنيه، لكنه رضي بخسارة المال ورفض خسارة دينه".

أما عن كتب الدجل والشعوذة فأوضح أن المكتبة ترفض التعامل معها سواء بالنشر أو البيع أو التوزيع، مبرراً ذلك بأنها تضر بالمجتمع ولا يستفيد منها سوى مدعي العلم بهذه الأشياء.

يشار في هذا الصدد إلى أن المكتبة أصدرت خلال العام الجاري نحو 57 عنواناً لكُتاب مصريين وعرب، وجار حالياً تجهيز 52 عنواناً جديداً تتنوع بين الكتابات الساخرة والإسلامية والسياسية والأدبية.

قصة كفاح
اشتهر الحاج محمد مدبولي الذي أطلق عليه كثيرون "وزير ثقافة العرب" بجلبابه الصعيدي، وعاش بفطرته معاديا للرقابة وقمع الفكر، وظل مناصرًا لكل صاحب موهبة حقيقية، وقد أصدرت مكتبته كتابا يوثق رحلة كفاحه بعنوان "الحاج مدبولي.. قصة كفاح"؛ تناول رحلته مع الثقافة منذ ميلاده في محافظة الجيزة عام 1938 لأسرة صعيدية تنتمي إلى محافظة سوهاج، وحتى وفاته في عام 2008، بدأت الرحلة وعمره خمسة أعوام, فقد كان والده متعهدا لبعض شركات ببيع الصحف, أحب المهنة وأعجب بها, على الرغم من أنه لم يحظ بأي قسط من التعليم النظامي.. وكما قال في أحد حواراته: "كان هدفي أن أعلم الناس وأبني صرحا, فقد سمعت الرئيس جمال عبدالناصر يدعو كل مواطن يمكنه أن يبني طوبة للبلد أن يفعل، وأنا وجدت الكتب "هي الطوبة التي أجيدها".

وظل يعمل مع والده حتى عام 1951. بعدها قرر استئجار "كشك" لبيع الصحف بميدان طلعت حرب. ومن خلال هذا الكشك بدأ عمله ونشاطه يزدهران، وأصبح وكيلا لتوزيع كبريات المجلات والصحف العالمية بمختلف اللغات، حتى إن المخابرات المركزية الأمريكية كتبت تقريرا حول هذا الكشك قالت فيه إنه أصبح ظاهرة ثقافية رائعة للمصريين والعرب على حد سواء.

وجاءت لحظة التحول من توزيع الصحف والمجلات إلى صناعة النشر بعد حرب السويس عام 1956. بعد أن أنعشت الثورة الحياة الفكرية والثقافية، وظهرت حركة ثقافية كبيرة أنجبت أهم الرموز والمثقفين المصريين والعرب، كما ظهرت سلسلة الألف كتاب، والقومية للتوزيع التي تغير اسمها في ما بعد إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب.

وكانت الهيئة تطبع كتابا كل ست ساعات. كما عرف طريقه إلى دور النشر في بيروت، دمشق، بغداد، وصار على دراية تامة باحتياجات السوق، سواء في مصر أم البلدان العربية، ما ساعده بعد ذلك في دخوله سوق النشر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :