CET 17:21:28 - 17/04/2016

مساحة رأي

بقلم – عصام نسيم
في كتاب بعنوان المرأة  والتناول من تأليف الراهب يوئيل   ألمقاري وتقديم الانبا  ابيفانوس رئيس دير القديس ابو مقار , هاجم الكتاب بشدة منع الكنيسة للمرأة الحائض من التناول مدعيا انها من وصايا الناس وتقليد الشيوخ وليست وصايا الله !
الكتاب خير معبر عن الفكر ألمقاري الذي أصبح ينتشر بيننا  للأسف الشديد لأسباب كثيرة سنناقشها لاحقا , والذي اهم ملامحه هو  :
التمرد 
الهدم 
الإساءة 
نعم التمرد لعقائد او طقس او نظام او حتى ترتيب كنسي وأيضا هدم هذه العقائد بادعاءات غير حقيقية او أساءه للكنيسة او إباءها لأنها حافظت وتحافظ على هذه العقائد او الطقس او النظام ! وكل هذا تحت ذريعة الإصلاح  !!!
انه أسلوب مقاري  بلا منازع فنظرة فاحصة لمعظم كتب رهبان ابو مقار نشعر ونستنتج ونستوعب هذه الخط في كتاباتهم وعظاتهم وتعليمهم !
ولان ليس من يتابع او يناقش او حتى يتابع  لما يقوله فهم يتكلمون بكل حرية وانطلاق في كل مكان يقولون ما يريدون ولا من مراجع ! وللأسف الشديد أصبحنا نرى كثير من الكهنة والخدام والشباب يتأثر بهذه الأفكار والتعليم ويصدقها كأنها وحي يوحى دون فحص تاريخي لما يقولوه او حتى مراجعة منطقية لما يكتبوه !
وفكرة الكتاب لا تخرج على هذا الخط التعليمي لرهبان دير ابو مقار فهذا ارث ورثه معظم رهبانه وأصبح سمة من سمات تعاليمهم !
أتعجب من فكرة الكتاب نفسه وكثير من أفكارهم فهم ينتقدون مثلا عقيدة او نظام كنسي ليشككوا كثير من الشعب او البسطاء او حتى الذين يثقون في كتاباتهم ثقة عمياء ( وأؤكد على كلمة عمياء هذه ) دون فحص فما الفائدة إذن غير التمرد على الكنيسة وممارستها ؟!
فما نتوقع مثلا من قراءة هذه الكتاب الذي يمارس نظام معمول في الكنيسة وتخضع له النساء وليس في كنيستنا فقط بل كما جاء في الكتاب نفسه كل الكنائس الأرثوذكسية فما النتيجة سوى تمرد البعض ونظرة البعض على النظام الكنسي انه نظام غير سليم وغير كتابي وكما شبهه الكاتب انه كتقليد الشيوخ اليهود وتقليد باطل ! هل هذا كلام يليق ان يتحدث به راهب قبطي ويراجعه اسقف رئيس دير قبطي على نظام كنسي معمول به منذ نشأة الكنيسة ؟ 
هل هذا أسلوب يتحدث به راهب على الكنيسة وإباءها ويشبههم بشيوخ اليهود والكتبة والفريسيين ؟
ولا لا تتعجب فهم من دير ومدرسة ابو مقار !
الكتاب باختصار شديد ( سوف نتناول بشئ من التفصيل ما جاء فيه ونرد عليه ) عبارة عن خدعة للقارئ ! نعم خدعة كما سنرى !
فالكتاب اولا يقول بان الكنيسة تنظر الي المرأه في ايام الحيض على انها نجسة ويحاول جاهدا ان يثبت ان المرأة ليست نجسه ولا يفارقها الروح القدس ! ثم يأتي برسالة كتبها القديس اثناسيوس لأحد الرهبان ويدعى امون يتحدث فيها عن الطهارة الجسدية وان الإفرازات الجسدية ليست نجاسة ولا تنجس الإنسان ! 
ولا اعلم ما علاقة افرازات الرجل فطمث وحيض المرأة وايضا الرسالة لا يوجد بها اي إشارة او دلالة عن السماح للمراه للتناول اثناء الحيض !
ايضا الكنيسة لا تنظر للمراه على انها نجسة ولكن على انها مفطرة  والأمر للعلم للرجل والمرأة ايضا فالرجل الذي يحتلم او يسيل يمنع ايضا من التناول لانه يصبح فاطر في هذه الحالة ايضا !
فالامر لا علاقة له بنجاسة المرأة او مفارقة الروح القدس لها هذا الامر الذي ظل الكاتب جاهدا محاولا ان يثبت ان المرأة لا تفارقها روح الله اثناء الحيض او انها لا تكون نجسة !
والامر بهدوء شديد من قال انها نجسة ؟ ومن قال ان الروح القدس يفارقها إثناء الحيض ؟
كذلك استعان الكاتب ببعض أراء الإباء الكهنة وسواء كانت الآراء تخدم الموضوع او لا وسواء كانوا اباء اقباط او من غير الأقباط ومن أصحاب الفكر الغريب كالمطران جورج خضر او بعض الدراسات لبعض السيدات في هذه الامر والامر في مجمله اجتهدات واراء شخصية لا تلزم الكنيسة بشئ !
العجيب حقا في النظرة السريعة لهذا الكتاب ان تجد غير الهجوم الشديد والعداء الواضح لنظام الكنيسة القبطية انه يهاجم مثلا البابا دينسيوس لأنه اقر قانون واضح ومعروف يمنع فيه المراه من التناول وهذا الأب من اباء الكنيسة (القرن الثالث ) والذي لقبه البابا اثناسيوس ألرسولي بمعلم الكنيسة الجامعة يتحدث عنه الكتاب واصفا قانونه بانه " ذريعة " ويقول أيضا ل كان تفحص بجدية لتعرف ان كانت تفسيرات القديس ديونيسيوس فيما يتعلق بالنجاسة الطقسية تتفق مع تعاليم الكنيسة حول الخلق والفداء ناهيد عن لاهوت الإسرار المقدسة ! بل واتهمه بأنه متأثر بفكر اوريجانوس الذي حرمته الكنيسة !
إنني أتعجب واندهش من جراءة هذا الكاتب ان يقول على القديس البابا ديونيسيوس هذا الكلام فكيف تجرأ وتجاسر ويقول هذا ليثبت فكر لدية يحاول لكي يثبته ان يسئ الي إباء الكنيسة وبطاركتها العظام !
ولكنه كما قلت مبدأ ومنهج مقاري !
أيضا هاجم الكتاب البابا تيموثاوس السكندري أيضا لانه قال في قوانينه بمنع المرأة من التناول إثناء الحيض وقال عليه أيضا ان هناك سوء فهم واضح عند بعض  كاتبي القوانين الكنيسة فيما يتعلق بطبيعة حيض النساء !
ولا اعرف من هو الذي لديه سوء فهم واضح وشديد وأيضا خلط الأمور يبعضها البعض كذلك تفسيرات معوجة ومنحرفة !
اختم بعبارة خطيرة الكاتب في نهاية كتابه  عن شخص يدعى فاسا لارين  يقول فيها :
 ان نظرة مقربة لأصول وصفات مفهوم الطهارة او النجاسة الطقسية تكشف لنا عن ظاهرة مقلقة وغير مسيحية أساساً في مظهر التقوى الأرثوذكسية بغض النظر عما اذا كان هذا المفهوم قد دخل الي ممارسات الكنيسة تحت تأثيرات مباشرة يهودية او وثنية !!!! فلا مبرر له !
يقول ظاهرة غير مسيحييه وممارسات يهودية ووثنية !
لا تعليق سوى لا تتعجب فهذا هو الفكر ألمقاري نحو الكنيسة ! 
 
هذه قراءة شديدة الاختصار أردت فقط او أوضح منهج هذا الراهب والذي لا يختلف عن باقي او معظم رهبان دير ابو مقار نحو كنيستنا وعقائدنا ونظامنا وللعلم لو كان هناك اي وضع او نظام او حتى تعليم غير مريح او غير إبائي كان الأولى ان تكون هذه الدراسات للمجمع المقدس وبطريرك الكنيسة فهم المسئولين عن نظام وطقس وترتيب الكنيسة وليس طرح هذه الأفكار التي تسبب البلبلة والتشكيك لكثيرين ولكن لان الهدف ليس الإصلاح ولكنه الهدم فهم يستخدمون هذه الأساليب !
 
وفي النهاية نتسائل : اين المجمع المقدس واين لجنة التعليم واين لجنة الرهبنة من هذا الفكر ؟
ولنا حديث اخر عن هذا الكتاب بنعمة المسيح
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١٠ تعليق