عالمة الاثار " برفييه " : حى هليوبوليس نقطة التقاء بين ثقافات الشرق و الغرب
مدينة الشمس.. حيث التقت خيوط الحضارة من مشرقها إلى مغربها
قصة البارون البلجيكي وأحلامه عن المدينة الخضراء
كتب: ميرفت عياد
أقام المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة ندوة تحت عنوان "هليوبوليس.. مدينة الشمس" بنادي هليوبوليس الرياضي، شارك فيها عالمة الآثار "ماري سيسيل برفييه"، والباحث الأثري بمعهد الآثار الفرنسية "أندريه عزام".
بدأت "برفييه" كلمتها قائلة: معظم المصريين يعلمون أن هليوبوليس كانت اسم مدينة مصرية قديمة تقع تحت حي عين شمس حاليًا، وهو الآن اسم حي يعج بالحياة في قلب القاهرة الكبرى، ويسكنه مزيج رائع من البشر، وقد انبعثت فكرة إنشاء هذا الحي الرائع من خيال العبقري البلجيكي "البارون امبان" الذي طالما راوده حلم إنشاء واحة خضراء قريبة من العاصمة، وقد تجسد حلمه في عام 1905 حين بدأ العمل في بناء مدينة حقيقية تتبع القاهرة، ويربطها بها خط ترام يمر عبر الصحراء.
مركز للحوارات بين الثقافات
وأشارت "برفييه" إلى أن موقع حي هليوبوليس يمثل موقعًا تاريخيًا، ليس فقط من حيث أنه يمثل رمزًا لعبادة الشمس في مصر القديمة، بل أيضًا بوصفه نقطة التقاء بين ثقافات الشرق والغرب، لذلك هو يعد مكان مقدس لجميع المسلمين والمسيحيين، مشيرة إلى أن مثل هذه الأماكن الرائعة نادرة الوجود، لذا يجب أن نوليها كل اهتمامنا؛ خاصة أن فكرة تحويل قصر "البارون امبان" الذي كان يعد سكنًا خاصًا به إلى مركز للحوار بين ثقافات الشرق والغرب، يمثل أفضل فرصة للتعاون الثقافي بين مصر والعالم الغربي.
معجزات شجرة المطرية
وأوضحت العالمة الفرنسية أن تاريخ هليوبوليس يرجع إلى أكثر من 4500 عامًا، وكانت تمثل مركز لاهوتي هام لأكبر معابد الشمس في مصر الفرعونية؛ حيث كانت مدينة أسطورية ذات صدى واسع عبر العصور، وذكرها العديد من المؤرخين أمثال "هيرودوت"، أما في العصور المسيحية المصرية فقد يذكر لنا التاريخ رحلة العائلة المقدسة، وشجرة المطرية، التي كانت ملاذًا لها، وفي هذا الزمان كانت يسكنها عدد كبير من اليهود، وكان لهم معبد يُسمى "أونياس"، وهناك استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تعرف بشجرة مريم، وهناك أيضًا فجر الرب يسوع عين ماء وشرب منه وباركه، وقد ظلت هذه الشجرة مزارًا للمصريين للحصول على البركة منها، وما يؤكد هذا ما تركه المسافرون الغربيون، والعشرات من الكتاب، والجغرافيين العرب، من كتابات تؤكد على حدوث معجزات في هذا المكان؛ الذي يقدره المسلمون والمسيحيون، حتى يومنا هذا.
الاهتمام بالأماكن التاريخية
ومن جانبه قال "أندريه عزام" أن "مصر الجديدة" مازالت تشهد حتى هذه اللحظة جاذبية واندماج ثقافي يميز قاطنيها، فمنذ عام 1997 فتحت السيدة "سوزان مبارك" آفاق اهتمام جديد بالتراث المعماري و العمراني في مصر الحديثة، من خلال توثيق حى مصر الجديدة، وقد تم هذا فى عام 2005 حيث كان الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس "هليوبوليس" نقطة انطلاق لاعادة اكتشاف هذا الحي وسكانه من مختلف الطوائف، ومنذ ذلك الحين وقد بدأت فعاليات عدة للاهتمام بالأماكن التاريخية، لذلك نحن نحاول اكتشاف حي هليوبوليس؛ ذاك المكان الذي حفظه التاريخ، وتنوعت جنسياته؛ من حيث تكوينه الاجتماعي، والثقافي، الذي يعكس مدى التبادل الثقافي بين الشرق والغرب.
مئوية قصر البارون
واوضح "عزام" أن البارون "امبان" بدأ في تشيد أحد الأحياء في صحراء شرق القاهرة، واختار له اسم "هليوبوليس"، وبدأ بتأسيس المنازل على الطراز البلجيكي، وذلك من أجل إقامة مجتمع ارستقراطي للجالية الأجنبية، وفور انتهاءه من هذا قرر "امبان" إنشاء قصره الأسطوري؛ الذي يجمع في تصميمه بين أسلوب عصر النهضة وبين الطراز الكمبودي، وهذا القصر شيد عام 1911 لذلك نحن نحتفل هذا العام بمئويته.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :