الأقباط متحدون | جوووول ...!!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٠٧ | الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠١٠ | ٥ هاتور ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٠٦ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

جوووول ...!!!!

الأحد ١٤ نوفمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : نبيل المقدس
تلقفها من خط السنتر , وجَنَحَ بها من جهة اليسار بكل قوته , وسرعته .... مما جعل خط وسطهم يجرون ورائه ... فإنفتحت المساحة التي أمام خط الدفاع ... فغازَل المُدافِع بطريقة مهارية إشتهر بها ... فثبت الكرة تحت قدمه الشمال , ثم وجهها بقوة داخل الشبكة في مكان يصعب علي حارس المرمي أن يلتقطها. هاجت الجماهير .... جووووووووول , وإنطلقت الصواريخ .... والهتافات بحياة "جاك" اللاعب المحبوب بين جماهير ناديه وبين جماهير بلده. كان دائما الورقة الرابحة التي يلعب بها مدربه في جميع الماتشات ... فكان يبدأ اللعب في النصف الأخير من الهاف تايم الثاني , ليُنهي المباريات في صالح فريقه ... قليلا جدا خذل مدربه وجمهوره .
    بعد كل مباراة يتجمع حواليه الشباب والشابات ...  ويلقون عليه الورود والقبلات ... ويقيمون له الحفلات ...  كانت الهدايا سيارات ... من رجال أعمال ومطلقات ... لكنه لاحظ شيئا غريبا يتكرر بإستمرار وسط هذه الصخبات ... فقد كان دائما يأتي له مدير أعماله بوردة حمراء مصحوبة بكارت مكتوب فيها " فأذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر  " وكان التوقيع بإسم " روز " .

     "جاكسون" هو إسم هذا اللاعب الموهوب ويطلقون عليه " جاك " ... فقد أباه وهو صغير في حادثة ... ربته والدته حيث عاشت في أفقر المناطق الموجودة في الولاية ... كانت تعمل في إحدي نواديها في قسم تنظيف غرف  ملابس اللاعبين ... كانت تصحبه معها إلي العمل في بعض الأحيان ... كبر " جاك " وإكتسب بداية غيته وهوايته للعبة الكرة  من حجرة تغيير الملابس . كان طول النهار يختلس  أوقات خروج اللاعيبن إلي أرض الملعب , ويأخذ الكرة الموجوده في الباك يارد الخلفي ويبدأ يلعب بها مقلدا جميع اللاعبين ... كانت أمه تأخذ منه الكرة وتحاول تحرمه منها لأنه ممنوع اللعب في هذه المنطقة ... لكن كان يصر علي اللعب حتي أنه كان في بعض الأحيان يتكلم مع الكرة وهي تتكلم معه حتي إتفقا علي إتمام صفقة بينهما بأن تطيعه , في مقابل لو أجاد مغازلتها بكلتا قدميه .
   وفي يوم كان يلعب معها خلف غرفة الملابس ولمحهُ كبير المدربين , وبنظرة الخبرة تأكد من أن هذا الصبي الصغير مخلوق خصيصا لهذه اللعبة , فإلتقطهُ وضمهُ مع الأشبال ... وكان أصغر الأشبال سنا لكنه أكثر منهم مهارة وحرفنة . وكانت بدايته وشهرته في عالم هذه اللعبة ... حتي أصبح هو الورقة الرابحة بإستمرار ... إنتشل أمه من هذا العمل المتواضع , وأراحها في بيته الكبير , وأصبحت سيدة عظيمة , ومسرورة بإبنها ... لكنها لم تكن في كامل فرحها ... فقد إكتسب إبنها لعب القمار من والده ... فكان يسهر الليالي مع شباب السوء , ويظلوا يتنقلون من صالة قمار إلي أخرى  حتي آخر دولار في جيبه.

   بدأ جاك يكسب أموالا طائلة فقد كان ملتزما في التدريب ... وبعد كل مباراة يتلقي الوردة الحمراء إياها مصحوبة بكارت مكتوب عليها " اذكر خالقك في أيام شبابك ... " وبنفس التوقيع " روز " . بدأ يهتم بهذه الورده حتي أنه بعد كل مباراة يهرع إلي مدير أعماله لكي يسأل عن هذه الوردة . وفي إحدي المرات كان في رحلة مع فريقِهِ لزيارة إحدي النوادي المنافسة في ولاية أخري ... إنقلبت بهم الحافلة ... وكان نصيب جاك شلل نصفي دائم أبعدتهُ عن الكرة ... أخذ يقضي وقته بعد العجز في الذهاب إلي أماكن القمار ... فبدأ رصيده يقل في البنوك ... أشار عليه مدير أعماله أن ينتقل إلي شقة متواضعة ويبيع البيت وسياراته ويُبقي علي سيارة واحدة ... وفعلا تم كل شيء ... وسكن " جاك " في هذه الشقة المتواضعة ... بدأ اصدقائه يهربون منه واحد وراء الآخر ... حتي بقي وحيدا في شقته المتواضعه ... وكان أسوأ يوم له هو وفاة أمه من الحزن علي ما جري لإبنها ... والغريب أن الورده الحمراء هي الوحيدة التي كانت مستمرة في السؤال عنه يوميا ... الكل تركوه في فقره ومرضه ... فيما عدا هذه الوردة التي كان حارس البيت يعطيها له يوميا . لكن تغيرت الكلمات المكتوبة فيها إلي " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" .

  وفيما كان جالسا وحيدا في حجرته إذ يسمع طرقا علي الباب ... إتكأ علي عكازيه حتي باب الشقة , وفتح الباب وإذ يري فتاة , تصور أنه يعرفها منذ وقت طويل ... بالرغم أنه لأول مرة يراها , كما تصور أنه كان يسمع صوتها وسط أصوات الجماهير ... بالرغم أنها لم تدخل الإستاد في حياتها .. بل كانت تنتظره خارجه !!. قاطعت تفكيرهِ وقدمت له الورده الحمراء ... إندهش وهتف بفرح : "هو أنتِ صاحبة الوردة الحمراء" ؟؟ قالت نعم أنا روز . بدأت تأتي إليه يوميا لتآنسه يوميا لمدة ساعتين ... كان يلمح في كل مرة أنها ممسكة بكتاب ... تجرأ هذه المرة وسأل عن هذا الكتاب . أجابته هذا الكتاب يحكي قصة أعظم فداء للإنسان . لم يفهم , لكنه وجد إشتياق أن يسمع عن قصة هذا الفداء ... أخذت تشرح له من هو المسيح ولماذا المسيح ؟؟... أعطته الكتاب وبدأ يقرأهُ يوميا طيلة النهار والمساء ... وبعد أن نال الخلاص أحب أن يبشر لجميع الناس عَنْ مَنْ أعطاهُ الخلاص ... أخذ يُفكر في طريقة تناسب قدراته الجسمانية ... فبدأ يكتب كل يوم آية ويلقيها من الشباك ... لعل تكون هذه الآية سبب في معرفة كثير من المارة عن محبة المسيح ... هذه الفكرة طرأت عليهِ عندما تذكر ما كانت تفعلهُ روز و ترسل له الآية والتي لم يعتني بمحتواها ... وفهم معناها أخيرا.

أخذ يمارس هذه الوسيلة في التبشير لمدة سنتين وبدون ملل ... وفي إحدي المرات أتت له روز ومعها شاب قدم نفسه بالقس ديفيد ... أخذ القس يتحدث ... "أنا كنت صاحب صالة القمار أسفل شقتك مباشرة ... وفي مرة من المرات لاحظت أنه و في وقت معين تسقط ورقة لا أعرف تأتي من أين ... وفي كل ورقة مكتوب عليها آية من الكتاب المقدس ... وفي مرة من المرات كانت الورقة التي تلقفتها مكتوب فيها :" أذكر خالقك في أيام شبابك " ... أخذت أفكر في كلماتها وبالصدفة تقابلت مع " روز " وتكلمت معها مَنْ الشخص الذي يُلقي بأوراق الآيات من فوق ؟... ضحكت وإبتسمت وقالت لي الحقيقة ... ومن ساعتها أخذتُ قرارا أن أحول صالة القمار إلي صالة تبشير ليسوع البار ... إلتحقت في مدرسة لدراسة اللاهوت "Seminary "... وجئتُ اليوم لكي أقول لك أنت فعلا الورقة الرابحة لمسيحك لكي تأتي بخراف كثيرة ضائعة .. كما كنت من قبل الورقة الرابحة لمدربك ! ...فقد ركلتَ الكرة إلي المرمي الصحيح في حياتي فكانت النتيجة جوووووول ...  فأتيت الآن إليك  لكي أدعوك حضورحفل تدشين كنيستنا ...!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :